اليوم بالقاهرة دورة طارئة لوزراء الخارجية العرب بطلب من فلسطين والمغرب لبحث تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية

يعقد مجلس جامعة الدول العربية يومه الأربعاء بالقاهرة، دورة طارئة على المستوى الوزاري، بطلب من دولة فلسطين، وكذلك بطلب من المملكة المغربية، التي تتولى رئاسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة الوزاري، والتي بتعليمات من جلالة الملك دعت أيضا إلى عقد هذا الاجتماع، من أجل بحث سبل التحرك السياسي على المستوى العربي والدولي لوقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية ووقف استهداف المدنيين.
وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، في تصريحات صحفية، يوم الاثنين، إنه تقرر عقد الاجتماع تحت رئاسة المغرب الرئيس الحالي لدورة المجلس الوزاري لبحث التحرك السياسي على المستوى العربي والدولي ووقف تدهور الأوضاع في قطاع غزة وإيقاف التصعيد الخطير الذي يهدد أمن واستقرار المنطقة.

 

 

غزة تحت القصف

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصف قطاع غزة، لليوم الرابع، وشهدت الساعات الأخيرة قصفا وحشيا طال مختلف المباني وأودى بحياة العديد من السكان المدنيين. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد قتلى الهجمات الإسرائيلية إلى 704، بينهم 687 في غزة، فيما واصلت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصف مناطق وسط مدينة غزة حتى ساعة مبكرة من صباح يوم الثلاثاء.
وتسبب القصف المتواصل على غزة، بنزوح أكثر من 187500 شخص داخل القطاع منذ يوم السبت، وفق ما ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون    الإنسانية.
وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ينس لايركه الثلاثاء خلال إحاطة صحافية في جنيف «ارتفع عدد النازحين بشكل كبير في قطاع غزة، حيث وصل إلى أكثر من 187500 شخص منذ السبت. يلجأ معظمهم إلى مدارس (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) الأونروا»
يأتي هذا في وقت فرضت إسرائيل حصارا شاملا على قطاع غزة. وأكدت الأمم المتحدة الثلاثاء أن الحصار الكامل لقطاع غزة، الذي أعلنه الاثنين وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، «محظور» بموجب القانون الدولي الإنساني.»
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إنه يجب احترام كرامة الناس وحياتهم، داعيا جميع الأطراف إلى نزع فتيل التصعيد، مشبها الوضع بـ»برميل بارود متفجر».
وقال تورك «القانون الإنساني الدولي واضح: الالتزام بالحرص المستمر على تجنيب السكان المدنيين والأعيان المدنية يظل قابلا للتطبيق طوال الهجمات».
وأضاف البيان أن الحصار يهدد بتفاقم الوضع الحقوقي والإنساني المتردي في غزة بشكل خطير، بما في ذلك قدرة المرافق الطبية على العمل، خصوصا في ضوء الأعداد المتزايدة من الجرحى.
وأكد أن «فرض حصار يعر ض حياة المدنيين للخطر من خلال حرمانهم من السلع الأساسية للبقاء، محظور بموجب القانون الدولي الإنساني».
وأضاف البيان أن أي قيود على حركة الأشخاص والبضائع، في سبيل تنفيذ الحصار يجب أن تكون مبررة بالضرورة العسكرية، أو قد ترقى إلى مستوى العقاب الجماعي.
كما طلبت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء فتح ممر إنساني إلى قطاع غز ة المحاصر .
وقال الناطق باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش خلال إحاطة صحافية في جنيف «إن فتح ممر إنساني أمر ضروري لتوفير الإمدادات الطبية الأساسية للسكان». وأشار إلى أن المنظمة تجري محادثات مع مختلف «الشركاء».
وأضاف ياساريفيتش «نحن بحاجة إلى هذه الشحنات. لا يمكن للمستشفيات أن تعمل دون وقود أو كهرباء. فالإمدادات التي خزناها مسبقا أصبحت عند مستوى منخفض، لذلك نحتاج إلى إيصال هذه الإمدادات».

حماس تهدد

هددت حركة حماس مساء الاثنين «بإعدام الرهائن المدنيين» لديها في حال استمرار القصف على سكان قطاع غزة «دون سابق إنذار».
وقالت حماس «إن كل استهداف لشعبنا بدون سابق إنذار سنقابله بإعدام رهينة من المدنيين».
وأعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس «العدو لا يفهم لغة الإنسانية والأخلاق وسنخاطبه باللغة التي يعرفها».
من جهة أخرى، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران أن «لا مكان حاليا « للتفاوض مع إسرائيل.
وقال بدران في تصريح في الدوحة إن «العملية العسكرية ما زالت مستمرة والمقاومة بقيادة كتائب القسام تواصل الدفاع عن شعبنا وبالتالي لا مكان حاليا للتفاوض على قضية الأسرى أو غيرها».
وأضاف «مهمتنا الآن بذل كل الجهود لمنع الاحتلال من مواصلة ارتكاب المجازر ضد أهلنا في غزة والتي تستهدف البيوت المدنية بشكل مباشر».
لكن مصدرا مطلعا قال في تصريح لوكالة فرانس برس إن قطر تقود جهودا للتفاوض بشأن تبادل أسرى بين إسرائيل وحماس .
وقال المصدر المطلع على المفاوضات طالبا عدم كشف هويته إن المناقشات حول إطلاق سراح عشرات الرهائن الذين اختطفوا خلال هجوم الحركة الإسلامية على جنوب إسرائيل السبت أحرزت «بعض التقدم».

واشنطن تحذر حزب الله

حذر مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية حزب الله اللبناني من مغبة اتخاذ «قرار خاطئ» بفتح جبهة ثانية مع إسرائيل .
وأعرب المسؤول في تصريح لصحافيين عن «قلق بالغ إزاء (احتمال) اتخاذ حزب الله القرار الخاطئ باختياره فتح جبهة ثانية في هذا النزاع».
وأضاف أنه من بين الأسباب التي دفعت واشنطن إلى نشر مجموعة حاملة طائرات هجومية في شرق البحر المتوسط، إفهام تنظيمات إقليمية تدعمها إيران، على غرار حزب الله، ضرورة عدم «التشكيك في التزام الحكومة الأمريكية دعم القدرات الدفاعية لإسرائيل».
وسجل تبادل لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله لكن التصعيد لم يتحول إلى حرب واسعة النطاق على غرار تلك التي وقعت في العام 2006 والتي من شأن تكرارها أن يفتح على الجيش الإسرائيلي جبهة ثانية، ما سيستنزف قواته.
وأعلن حزب الله الاثنين مقتل ثلاثة من عناصره في قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان، رد عليه بقصف ثكنتين إسرائيليتين.
من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض أن لا نية لدى الولايات المتحدة «لنشر جنود أمريكيين على الأرض» لدعم إسرائيل في حربها ضد حركة حماس بعد الهجوم المباغت الذي شنته الحركة الفلسطينية على الدولة العبرية السبت.
وقال المتحد ث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي للصحافيين «ليست هناك أي نية لنشر جنود أمريكيين على الأرض»، مضيفا أن الرئيس جو بايدن «سيحرص دائما على أننا نحمي مصالح أمننا القومي وندافع عنها».
والاثنين، قال بايدن في بيان إن 11 مواطنا أمريكيا على الأقل قتلوا في الهجمات التي شنتها حماس.
ونقل البيان عن بايدن قوله عقب ترؤسه اجتماعا لفريقه للأمن القومي في البيت الأبيض «ما زلنا نعمل على تأكيد ذلك، إلا أننا نعتقد أنه من المرجح أن يكون مواطنون أمريكيون من بين أولئك الذين تحتجزهم حماس».
وتابع الرئيس الأمريكي «لقد أعطيت توجيهات لأعضاء فريقي بالعمل مع نظرائهم الإسرائيليين على أزمة الرهائن بكل جوانبها، بما في ذلك تشارك معلومات استخبارية ونشر خبراء من كل أقسام الحكومة للتشاور مع نظرائهم الإسرائيليين وتقديم المشورة لهم في ما يتعلق بجهود استعادة الرهائن».
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أعلنت في حصيلة سابقة مقتل تسعة أمريكيين في هجوم حماس على جنوب إسرائيل.

إيران تنفي ضلوعها في هجوم حماس

نفى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي الثلاثاء ضلوع طهران في العملية التي شنتها حركة حماس ضد إسرائيل السبت، مذكرا بالدعم الإيراني للفلسطينيين.
وهذه ليست المرة الأولى التي تنفي إيران ضلوعها في العملية التي شنتها حماس. فقد سبق للمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن صرح أن «إيران لا تتدخل في القرارات التي تتخذها دول أخرى، بما فيها فلسطين».
وقبيل ذلك، نفت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة معلومات نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» مفادها أن ضباطا في الحرس الثوري أعدوا مع حركة حماس العملية التي شنتها ضد إسرائيل.
ولا تزال الولايات المتحدة تتبنى موقفا حذرا من هذه المسألة، معتبرة أنه «من المبكر جدا» القول ما إذا كانت إيران «ضالعة في شكل مباشر». لكنها أكدت أن حماس تتلقى «تمويلا وتجهيزا وتسليحا» من أطراف عدة بينها إيران.
وقال المحلل السياسي الإيراني أحمد زيد أبادي إن السلطات «تتوقع أن تغير حماس بنفسها المعطى» على الأرض، مضيفا «لا يبدو الإيرانيون مستعدين للدخول في حرب مماثلة لكنهم قد يكونون مهتمين، في لحظة معينة، بأن يعمد حلفاؤهم مثل حزب الله إلى تخفيف الضغط عن غزة عبر فتح جبهة جديدة» في الشمال.
وفي رأي أبادي، الخبير في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، أن رهانات إيران كبيرة، فاستراتيجيتها ستتعزز إذا تمكنت حماس من لي ذراع إسرائيل. في المقابل، «سيكون الأمر فشلا للجمهورية الإسلامية إذا ضعفت حماس وتم تدمير كل بناها التحتية السياسية والاقتصادية والعسكرية».

 


بتاريخ : 11/10/2023