يستضيف منتخب الكونغو برازافيل، يومه الثلاثاء بداية من الثامنة ليلا، نظيره المغربي في مباراة تقرر أن تجري على أرضية ملعب أدرار الكبير بأكادير، برسم الجولة الرابعة للمجموعة الخامسة ضمن التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026.
وسبق للعناصر الوطنية أن واجهت يوم الجمعة الماضي على أرضية نفس الملعب منتخب زامبيا، في مباراة حضرت فيها النتيجة وغاب الأداء.
ويتصدر الفريق الوطني حسابيا ونتيجة مجموعته بست نقاط، فيما يتذيل مستضيفه منتخب الكونغو الترتيب بصفر نقطة.
وتقرر أن تجرى هذه المباراة في الملعب الكبير لأكادير، بدلا من إقامتها في كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية، التي كانت مرشحة أيضا لاستضافة لقاء الكونغو والنيجر، برسم الجولة الماضية، قبل أن يتم السماح في اللحظة الأخيرة باستضافة الكونغو للنيجر على ملعب ألفونس ماسامبا في برازافيل. ولم يتوصل اتحاد الكونغو إلى اتفاق مع النيجر، التي أرادت خوض المباراة في كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية كما كان مقررا، الأمر الذي فرض عدم إقامة اللقاء، الذي كان مقررا أن يجرى يوم الخميس الماضي، وانتظار قرار الكاف والفيفا في هذا الشأن.
وحسب تقارير إعلامية فإن مباراة اليوم كانت مهددة بالإلغاء، بعدما رفض لاعبو الكونغو السفر إلى المغرب، بفعل الأزمة المالية لاتحاد الكرة بهذا البلد،حيث وفرت وزارة الرياضة في البلاد تذاكر السفر إلى المغرب، وطلبت من اللاعبين أداء تذكرة العودة من مالهم الخاص، وهو ما رفضوه، بل إن موظفي الفريق طُلب منهم الدفع من أموالهم الخاصة مقابل المعدات المستخدمة للتدريب، الأمر الذي نتج عنه استبعاد 4 أعضاء أساسيين من طاقم الفريق، وتعويضهم بأسماء غير معروفة، الأمر الذي أثار حالة من الغضب داخل الفريق.
ومن شأن خوض الفريق الوطني هذه المباراة داخل القواعد أن يمنحه فرصة حقيقية لدعم موقعه في الصدارة، لكن السؤال الذي يفرض نفسه وبإلحاح شديد هو: إلى متى سيستمر تواضع منتخبنا من حيث أسلوب اللعب ومحدودية العطاء هجوميا بمعزل عن النتائج التي حققها دون كبير إقناع؟
ولعل مباراة زامبيا الأخيرة جد مفيدة في هذا الصدد، حيث أن المنتخب الوطني سيطر في هذه المباراة بشكل يكاد يكون كليا، وتحكم في مجريات اللعب لكن دون أن يترجم تحكمه على مستوى البناء الهجومي، حيث لم تتجاوز العمليات الهجومية التي نفدها طيلة المباراة ثلاث إلى أربع عمليات على أقصى تقدير !
فصورة النخبة الوطنية خلال نسخة الكان الأخيرة بالكوت ديفوار، ثم عقب مباراة زامبيا الأخيرة، تبدو من حيث أسلوب اللعب والوظيفية الهجومية أقل بكثير من الصورة اللامعة التي تم تقديمها خلال مونديال قطر، الذي تحول إلى حلم بعيد. وما نتمناه حاليا هو أن تؤكد مباراة أكادير ليومه الثلاثاء أمام المنتخب الكونغولي، منحى النتائج الإيجابية مع الاشتغال على الارتقاء بأسلوب اللعب، في ظل توفر ترسانة من المواهب الكروية من قبيل العزوزي، ودياز، وإلياس بنصغير، وبلال الخنوس وغيرهم، والتي لا تتطلب إلا حسن التوظيف.
ومن والمطالب العاجلة أيضا أن يتم ترتيب وضبط فضاء البيت الداخلي، بتجاوز، إن أمكن بشكل نهائي، بعض التوترات والسلوكات غير المقبولة والتي لا تستقيم وأبسط أبجديات التعامل الاحترافي والأخلاقيات الرياضية.
ويبقى الأمل الكبير أن تشكل هذه المواجهة، أمام منتخب الكونغو برازافيل، فرصة لتجاوز أعطاب الشكل والأسلوب التي عرفتها مبارياتنا الأخيرة، وأن يقدم المنتخب الوطني صورة تستعيد ثقة الجمهور، التي لم تكن في أحسن حال عند نهاية المباراة الأخيرة أمام زامبيا.
اليوم بملعب أكادير الكبير .. هل يراجع الناخب الوطني أوراقه أمام الكونغو برازافيل؟
الكاتب : عبد اللطيف البعمراني
بتاريخ : 11/06/2024