انشطارات الذات: أو عندما تثور الذات من أجل حقها في النور

 

عن دار مقاربات للنشر والصناعات الثقافية، صدر للشاعر عبد العزيز الطوالي ديوان موسوم بـ «انشطارات الذات».الديوان جاء في 91 صفحة من القطع الصغير مزدان بلوحة للفنانة المبدعة ماجدة نصر الدين ويعتبر باكورة إنتاجه الأدبي. يتضمن الديوان تقديما للدكتور محمد الكنوني وقسمين: الأول «شروخ الوطن» وضمنه الشاعر 10 قصائد وهي : وطني – هكذا تكلمت فاس- على هذه الأرض -ألم أمل – مواطنون نحن- احتمال- انشطار آخر – حلم في المنفى- جراح امرأة أزلية في قريتنا – برتقالة أسيوية معلقة – حكامنا العرب .
أما القسم الثاني «أشياء تسقط»فقد ضمنه الشاعر 11 قصيدة وهي : ولأني شعر- يا ترى – كيف ؟ -علامة المساء – علمونا قولا جميلا – الأهم – حلم كبير – مقهى وشيء آخر- على الصمت يحيا الليل – اغتصاب أوتوبيا – سيرة الشاعر .
ونقرأ في تقديم خص به د. محمد كنوني ديوان الشاعر عبد العزيز الطوالي: «انشطارات الذات بوح ذاتي تنشطر بمقتضاه الذات بأشكال متعددة، قد تكون أضواء هاربة، أو أحلاما عابرة، أو عوالم واقعية، أو مسارات تقفز من تفاصيل الذاكرة وينجذب هذا التعدد برؤاه ومواقفه ليجد وحدته في الذات رغم انشطاراتها في صوغ جمالي يؤطر التجربة ضمن جنس الشعر.
تندرج نصوص هذا الديوان ضمن نمطين هما: النمط التفعيلي،حيث بعض النصوص تنسجم في مقاطع متعددة، رغم بعض مظاهر الخرق الإيقاعية التي يقتضيها التعبير الذاتي، وتنسجم مع خصوصية التفعيل. أما النمط النثري، فيرى الدكتور الكنوني أنه يشمل أغلب النصوص، إلا أن للشاعر قدرة على صياغة الإيقاع وفق قيم من البناء متوازنة، تبدو معها الكلمات والعبارات متماثلة كما لو أنها على إيقاع تفعيلة ما، وهذه ميزة تضاف إلى الشاعر تبعا لقدرته على تفجير إيقاع الكلمة والعبارة النثرية بروح الشعر وروائه الأسر».
الديوان لا يجنح إلى الغموض المفرط، كما لا ينزلق إلى الوضوح السافر، وبهذا فهو ينتظم ضمن اتجاه البساطة بامتياز، ذلك الاتجاه الذي يعمق في النصوص الوعي بأفانين جمالية من القول الشعري ينكشف في ظلها المعنى وأسرار القصيدة.ورغم جنوح عبد العزيز الطوالي إلى النصوص الطويلة، يقول الكنوني، «فقدرته على توزيع الكلمات في الأسطر الشعرية بشكل متفاوت، وشحن المقاطع بكثافة شعرية متنوعة، قد أضفى على هذه النصوص رونقا شعريا بهيا، ومظهر جماليا آسرا.»
في قصديته «الأهم»
ليس المهم أن يكون فينا الشاعر والمشاعر والشويعر
والشعرور
ليس المهم
أن تكون أجسادنا هنا
وعقولنا وراء البحور
ليس المهم أن نفرد الشعر للشعير أو للشعور
بل المهم أصدقائي
ألا يكون الشاعر عجلا في الإصطبل
يخور
بل الأهم
هو أن نثور
ولو في بضع سطور
من أجل حقنا في النور


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 18/03/2021