عادت فواجع ظاهرة الهجرة السرية لتتصدر الأحداث من جديد بمدينة أكادير، بعدما اهتز سكان حي أنزا وتدارت، نهاية الأسبوع الماضي، على إيقاع فاجعة انقلاب قارب للهجرة السرية قبالة ساحل أكَلو بتيزنيت، حيث لم ينج من الموت المحقق إلا ثلاثة مرشحين للهجرة في حين مازال 22 منهم في عداد المفقودين.
وأشارت مصادرنا إلى أن أغلب المفقودين ينحدر من مدينة أكَادير، من حي أنزا وتدارت وجماعة أورير، وكان قد تم نقلهم على متن قارب متجه نحو جزر الكناري، انطلق من شاطئ أنزا في الساعة العاشرة من ليلة الأربعاء الخميس، رفقة قاربين آخرين، وعلى متنه 25 مرشحا للهجرة، من بينهم قاصرون وقاصرات من مواليد ما بين 2003 و2005، غير أن الاضطرابات الجوية عجلت بعودة القاربين المرافقين وعدولهما عن المغامرة وسط البحر الهائج، فيما ظل القارب الذي أقل 25 مرشحا ثلاثة أيام وسط الأمواج، قبل أن ينقلب بعرض شاطئ إمي واسيف بمنطقة أكلو بتيزنيت.
وقد خلف هذا الحادث، إلى حد الآن، فقدان 22 مرشحا للهجرة السرية فيما نجا ثلاثة من أبناء حي تدارت، تمكنوا من النجاة سباحة وخرجوا إلى عرض الشاطئ بعدما قدم لهم صيادون وعناصر الوقاية المدنية مساعدات ليتم نقلهم إلى المستشفى الإقليمي الحسن الأول بتيزنيت.
هذا ولاتزال عناصرالوقاية المدنية والسلطات المحلية والبحرية الملكية ترابط بعين المكان تحسبا للفظ البحر لجثث الضحايا، فيما تقوم البحرية الملكية بعملية تمشيط مستعينة بطائرة مروحية.
من جهة أخرى اعتقلت السلطات الأمنية عدة أشخاص متورطين في تهجيرالشباب والقاصرين مقابل مبالغ مالية نحو جزرالكناري.
وأوضحت عدة مصادر للجريدة أن شاطئ أنزا وأورير وتغازوت أصبح في السنوات الأخيرة نقطة انطلاق الهجرة السرية على قوارب صيد يتم سرقة أغلبها من طرف شبكة مختصة في التهجيرالسري تنشط في هذا المجال، مما دفع أصحاب قوارب الصيد التقليدي إلى المطالبة بتكثيف الحراسة الأمنية على هذه القوارب وتشديد المراقبة على الشواطئ التي تنطلق منها الرحلات غير شرعية إلى الضفة الأخرى.