بإقليمي شفشاون وتطوان  .. قافلة « شامة ياقوت» ترصد معاناة نساء وطفلات بـ 7 جماعات قروية و 30 دوارا

كشفت مؤسسة « يطو « لإيواء وإعادة تأهيل النساء ضحايا العنف، خلال ندوة صحفية نظمت الأسبوع الماضي بأحد فنادق الدارالبيضاء، عن واقع اجتماعي مقلق، وذلك انطلاقا من تشخيص معطيات وأرقام قدمت كنتائج لقافلة « شامة ياقوت « التي حطت ب 7 جماعات قروية و 30 دوارا بإقليمي شفشاون و تطوان خلال الفترة الممتدة من 23 يوليوز إلى غاية 4 غشت 2017، التي كشفت عن جملة من المشاكل الاجتماعية التي تعاني منها نساء وطفلات هذه المناطق.
«المؤسسة ظلت وفية، منذ تأسيسها، لتوجيه قافلتها الاجتماعية ضد أشكال العنف القانوني والاجتماعي والاقتصادي الممارس على النساء والطفلات في العالم القروي المنسي المعزول، الذي يعاني من التهميش الممنهج، وذلك باعتماد المقاربة التشاركية في استكشاف حاجيات النساء في العالم القروي ووضع برامج التوعية والتحسيس بالحقوق والواجبات في المجالات القانونية والاقتصادية والاجتماعية ، تقول نجاة إخيش رئيسة المكتب الوطني ل « يطو « ، مضيفة أن قافلة « شامة ياقوت « رغم كل الصعوبات والعراقيل ومحاولات المنع المباشر وغير المباشر من طرف بعض المنتخبين وممثل الساكنة في البرلمان، وهو في نفس الوقت يشغل منصب رئيس جماعة قروية ، والسلطة المحلية لإفشال مهمة القافلة والحيلولة دون تحقيق أهدافها وقد تم توثيق ذلك بالصورة والصوت عبر شريط فيديو يؤكد اتصال هاتفي لرئيسة المؤسسة مع قائد بالمنطقة تم عرضه في الندوة الصحفية، فقد استطاعت القافلة الوصول إلى تحقيق الغايات والأهداف المسطرة لها والتي تم الإعداد القبلي لها منذ شهر مارس المنصرم عن طريق جولات استكشافية، وتمكنت من التوصل إلى خلق ثلاثة أندية لجمعيات نسائية ستكون آلية للنهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لكل من بني سلمان – تاسفت – مكداسن، تضيف رئيسة « يطو».
قافلة «شاما ياقوت» وخلال 12 يوما من الاشتغال مع الساكنة، رصدت العديد من المشاكل الاجتماعية والتي يمكن تلخيصها في «ظاهرة تزويج القاصرات كعنف جنسي قانوني واجتماعي لايزال متناميا ويساهم بشكل كبير في اغتصاب طفولة الفتيات ، ارتفاع ظاهرة الهدر المدرسي بشكل يفرض وقفة تأمل لأن أغلب الطفلات والأطفال يجدون أنفسهم خارج أسوار المدرسة مباشرة بعد السادسة ابتدائي، وترجع أسباب ذلك ، حسب ما استخلصته القافلة، إلى انعدام الداخليات لإيواء تلاميذ الدواوير البعيدة أوالحالة المزرية التي توجد عليها بعض الداخليات من نقص وضعف التجهيزات ووجود تلك المتوفرة في وضعية غير سليمة ، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الإيواء بالنسبة للأسر والتي في أغلبيتها تعاني من الهشاشة والفقر ، بحيث تبلغ تكلفة القبول في بعض الداخليات 2500 درهم سنويا للطفل الواحد ، عدم توفر النقل المدرسي بالشكل اللازم ، كما سجلت القافلة أن عددا من المنتخبين بالمنطقتين لايعتبرون التعليم رهانا لبناء تنمية اجتماعية مستدامة حقيقية، ويبقى انشغالهم الوحيد هو الانخراط في المضاربات العقارية، وتحصيل مداخيل السياحة عوض الالتفات إلى متطلبات الساكنة ، تدهور الخدمات الصحية أو انعدامها في الكثير من نقط تجمع الدواوير» ، القافلة سجلت أيضا «انتشار بعض الأمراض المرتبطة بانعدام توفير اللقاحات الخاصة بالأطفال التي تحمي الطفل في مراحله العمرية المقبلة ، مع تسجيل ارتفاع الوفيات وسط النساء أثناء الحمل أو أثناء عملية الوضع» .
وصدر عن قافلة « شامة ياقوت» مجموعة من التوصيات من بينها « المطالبة برصد أغلفة مالية لبناء دور الطالبة والطالب بمقاييس الجودة – المنع الكلي لتزويج القاصرات والتنصيص على عقوبات زجرية ضد كل من يتزوج ويزوج أو يسمح بتزويج القاصر – تبني برنامج واضح ودقيق من أجل إعادة إدماج ضحايا الهدر المدرسي بواسطة خطة للتكوين والتأهيل التي تضمن الاستقلال الاقتصادي للنساء».


الكاتب : لحسن بنطالب

  

بتاريخ : 18/12/2017