باتت تؤثث العديد من شوارع الدارالبيضاء : انتشار لوحات إشهارية ضوئية تبث مقاطع فيديو «يسائل» دفتر التحملات وشروط السلامة ؟

 

ارتفع عدد اللوحات التي تبث وصلات إشهارية رقمية باعتماد تقنية الفيديو في شوارع الدارالبيضاء، التي بات حضورها يرتفع يوما عن يوم بشكل قد يعوّض في القادم من الأيام اللوحات «الكلاسيكية» التي تبث صورا «جامدة» و«غير متحركة». «زحف إشهاري «بات يشكّل إزعاجا لفئة مهمة من مستعملي الطريق، بالنظر لمنسوب الإضاءة القوية ، المنبعث من هذه اللوحات في مجموعة من المدارات والملتقيات وعند تقاطعات شوارع بعينها، التي تصطدم بها أعين سائقي مختلف المركبات أثناء تنقلاتهم.
وعبّر فاعلون صحيون عن قلقهم في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي» من «أن تصبح هذه اللوحات الإشهارية سببا في تسجيل ووقوع حوادث سير مختلفة، بالنظر لأن هناك أشخاصا يعانون من حساسية الضوء المرتفع، «الحساسية للوهج»، وهو ما يتأكد بالملموس عند النظر صوب هذه اللوحات الإشهارية التي تستعمل أضواء قوية بألوان مختلفة في عرض «الفيديوهات» التي تخص عددا من المنتوجات والخدمات. وشدّد المعنيون على أن الوضعية التي قد يجد بعض السائقين أنفسهم أمامها خلال فترة شروق الشمس أو غروبها، يمكن أن تكون نفسها عند التفاعل مع أضواء هذه اللوحات، الأمر الذي لا يجب التعامل معه باستهانة والمرور عليه مرور الكرام.
وأكد عدد من الأطباء على أن « الضرر الذي قد تتسبب فيه هذه اللوحات لفئة بعينها؛ لأن البعض قد يكون تعامله معها عاديا كما لو أن الأمر يتعلق بشاشات للتلفاز أو اللوحات الرقمية والهواتف، وإن كان يوصى بوضع نظارات تحمي العين من تأثير الضوء الذي قد لا يكون آنيا ولحظيا، لكن تترتب عنه تداعيات لاحقة؛ يبقى واردا بشدّة، لأن الحساسية للأضواء القوية تحضر عند عدد من الأشخاص، وبالتالي فعنصر القلق هو أمر مشروع في علاقة بحماية الصحة الخاصة وتفادي الحوادث التي قد تقع ارتباطا بهذا الأمر».
وفي سياق متصل، شدد فاعلون مهتمون بالسلامة الطرقية لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على ‘أن هذه اللوحات قد تكون مصدر إلهاء للسائقين، سواء عند الحركة أو التوقف على حد سواء، إذ أن بعض اللقطات المتحركة قد تجلب الانتباه إليها، شأنها في ذلك شأن مضمون بعض الوصلات الإشهارية، وهو ما قد يوقع السائق في غفلة مما قد يترتب عن عدم انتباهه حادثة من الحوادث، وبالتالي يبقى حضور هذا النوع من اللوحات الرقمية لا يخلو من خطورة.»
وضعية جعلت عددا من المتتبعين يطرحون أسئلة مختلفة تتعلق بمضمون دفتر التحملات الخاص بهذا النوع من اللوحات الإشهارية تحديدا، إن كان يحرص على ضمان حماية سلامة مستعملي الطريق، ويفرض تطبيق مجموعة من المعايير التقنية، التي يمكن للخبراء المختصين التأكد منها، سواء في ارتباط بأطباء العيون نموذجا أو مهندسي وتقنيي الصورة والإنارة، حتى لا يكون لحضور هذه اللوحات التي انتشرت كالفطر وأثرت على جمالية عدد من الأحياء والشوارع، بل وتسببت في حوادث لعدد من المارة بسبب قصر طول أعمدة بعضها، أثر سيء آخر ينطوي على خطورة أكبر؟


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 08/03/2023