للجَبلِ أسْنانٌ ينْهشُ بِها المارّة
ويفْقأ عُيونَ السّماءِ كلمّا باتتْ حزِينة
ليغْرقَ فِي سُباتٍ أطولَ من صَلابتهِ..
فأصْلُ العاصِفةِ فَوضَاوي
لا يتَحمَّل الوقُوفَ …
****
بِجانِبِ الجبلِ تنمُو أعْشاشُ السُّمارٍ لتُخفِي جرَائمَ الَّليلِ
لَكنْ حَذارِ
فالقبراتُ تتوالدُ في فَصلِ الزُّكامِ ..
****
الأشْجارُ
لا تَميلُ وِفقَ هوَاهَا
إلا حِينَ تُعلنُ مِيلادَ الرِّيحِ ….
فتأخُذ أطْيافَهَا إلى كَارْنَفالِ العَراءِ ….
****
ألانَ كُلُّ العُيونِ تتَشفَّى …
النمرُودُ يرْعَى قَوافِلَ النَّملِ الأحْمرِ
لِيُكفرَ عنْ خَطِيئتهِ …
ضَحايَاهُ فِي ملكُوتٍ عَظيمٍ ..
****
الأنبياءُ
لا يَغتالُونَ البَشرَ
بل يُزيِّفُونَ التَّارٍيخَ بالمُعْجزَاتِ …
النارُ أكَلتْ أصابِعَ فِرعَون بقفازهِ الذهبيةِ
ولمْ تأكلْ الخَليلِ بثَوبِ الإيمَانِ…
حِكمتُهُ تُبطلُ الدلِيلَ..
****
كَم التَهَمتْ حَيَّةُ مُوسَى مِن سَاحِرٍ
لمُجَردِ انتِقَالهَا
مِن عَالمِ
الجَمَادِ …
****
أسْقَطَ الأميرُ تاجَ أبيهِ فِي قعْرِ الوَادِي
فَحكَمتْ الحُورِياتِ مَملَكةَ البحْرِ
بالنِّيابةِ …
عِصيَانٌ فِي كُلِّ المُدُنِ العَتيقةِ
وأمْواجٌ تنَتحِرُ
تِبَاعاً
عَلى صَدْرِ الانتِفاضَةِ
****
السَّرَابُ يتَّجِهُ صَوبَ البِدَايةِ التِّي انتَقلَ منْها مُجْبرًا ..
بِنفْسِ السُرْعةِ التِّي تُفصِلُهُ عنِ المدَى
ليَحكِي للرُوحِ سَببَ انفِصَالِهَا عنِ الجَسَدِ
فِي غَمرَةٍ مِنَ النِسيَانِ …
بَوحٌ يسْقطُ مِنْ ثنَايَا الخَوارِقِ المُثلَى للرُّبُوبيةِ
****
العرَاءُ شَكلٌ مِن أشكَالِ القَداسَةِ
لا يُشعركَ بالخَجلِ
إلاَّ حِينِ تَشُوبكَ كَدمَاتُ الدهْرِ
بالإذلال
****
العِشقُ في مُنتهَاه يخْتزِلُ قُبلاتٌ قَبلَ البوحِ
وحِكَاياتُ الغَرَامِ طَويلةُ
تَجرِي ..
والباقِي فِي طَرٍيقِهَا يُذمِي…
****
المرأةُ التِّي كَسَّرتْ المِرآة
لهَا عُقمٌ مزْدَوجٌ
ترَى وجْهَها بعَينِ باكِيةً
وتَرَى حَولَها بِعَينٍ بها حَولُ…
****
لمَّا تَشِّيخُ اللغَاتُ بَينَنا تزْدادُ أكْثرَ عدَاءًا منَ الصَّبرِ
****
الصّمتُ قبرٌ تسْكُنهُ الدِيدانِ
هَكَذا يكتَوِي الشُعرَاء فِي مَحرقةِ الكلامِ
نُزُولاً عنْدَ رَغبةِ المَجازِ
وبَرَاءةِ الصُورةِ….