صدر حديثاً عن دار كاتاراتا الإسبانية كتاب «باكونين في مواجهة ماركس»، للباحث كارلوس تايبّو.
يعيد المؤلف قراءة الجدل الفكري والسياسي بين المفكّرين الكبيرين في إطار الأممية الأولى وما تركه من آثار عميقة على مسار اليسار العالمي. ويتناول العمل السمات الشخصية لكليهما، وخلافاتهما حول قضايا الدولة، والمركزية، والسياسة التقليدية، والتحوّل الثوري، إلى جانب مسائل مثل دور المثقفين، وأوضاع الفلاحين، وتطور الرأسمالية والمجتمعات ما قبل الرأسمالية.
يطرح الكتاب الصراع الإيديولوجي بين الفوضوي ميخائيل باكونين وكارل ماركس حول طبيعة الدولة والثورة والمستقبل الاجتماعي، حيث عارض باكونين بشدة مفهوم ديكتاتورية البروليتاريا الذي طرحه ماركس، محذراً من أن الدولة الماركسية ستكون ديكتاتورية للحزب الواحد وليس للطبقة العاملة، وذلك في مقابل رؤية ماركس للتاريخ كصراع طبقي يؤدي إلى تحسين مستوى معيشة الجماهير وسقوط المراحل الطبقية.
يضيف الكتاب تقييماً للإرث الذي خلّفته تلك المواجهة بعد قرن ونصف قرن، مشفوعاً بببليوغرافيا وافية حول النقاشات ذات الصلة.