في إطار الأنشطة الثقافية والتربوية التي تسهر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة فاس – مكناس على تنظيمها، لا سيما بعد نجاح الدورة 16 للفيلم التربوي، انطلقت بداية نونبر الجاري القافلة السينمائية التربوية في أول نشاط تربوي فني لها للموسم الدراسي 2017-2018 .
ويسعى هذا الحدث الثقافي والتربوي من خلال برمجة عروضه وجولاته طيلة السنة الدراسية إلى الارتقاء بالذوق الفني لدى المتعلمات والمتعلمين، وخلق ثقافة تمكنهم من فهم دلالات الصورة وتساعدهم بالتالي على تفكيك الخطاب السينمائي إلى جانب النهوض بالمستويات المعرفية والتواصلية للمتعلمات والمتعلمين من خلال دمج الوسائل السمعية البصرية في المنظومة التربوية. كما تسعى الأكاديمية من خلال عرضها لعينة منتقاة من الأفلام التربوية بالقاعات ومناقشة مضامينها مع التلاميذ المؤسسات التعليمية تسليط الضوء على أهمية انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها الاجتماعي وتعزيز العلاقات القائمة بين التربية والسينما فضلا عن أهمية دور الفيلم البيداغوجي في تكوين الأجيال المتمدرسين .
وتستهدف القافلة في برنامجها السنوي عرض عينة من الأفلام التربوية المتوجة ضمن فعاليات المهرجان الوطني للفيلم التربوي لفائدة جميع تلامذة المؤسسات التعليمية بجميع المديريات الإقليمية من الأسلاك التعليمية الثلاثة مع التركيز على الوسط القروي. وتتطرق مضامين هذه الأشرطة التربوية، التي تم انتقاؤها بمعايير معية من قبل المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي، إلى الواقع الأسري للمتمدرس والتأثير السلبي لعدم مسايرة الأسر للمسار الدراسي لأبنائها، ظاهرة تشغيل الأطفال كدافع أساسي لهجر مقاعد الدراسة والالتحاق بسوق الشغل بحثا عن موارد مالية لتلبية حاجات أسرهم الفقيرة، وظيفة المدرسة من حيث تكريسها للمساواة وتكافؤ الفرص بين أبناء الوطن وكل الظواهر التي تنعكس سلبا على المستوى الدراسي والسلوكي للمتمدرس، ملابسات الفقر وتداعياته وكذا الهدر المدرسي بالوسط القروي وسبل التصدي له…
وتتضمن أرشيف الأكاديمية حوالي 300 فيلم تربوي مخزن في أقراص، حيث شدد مدير الأكاديمية في لقاءات عديدة على ضرورة استثمارها بعرضها على أنظار التلاميذ بمؤسساتهم. نقطة البداية كانت مديرية صفرو، ومنها انطلق الوفد المتكون من الزميل أحمد البويحياوي رئيس مصلحة التواصل والشؤون القانونية والشراكة وأحمد الوالي رئيس مكتب الأنشطة التربوية بالمديرية ومهدي لكحل رئيس مكتب الاتصال عن مديرية صفرو والسيدة هاجر بنيس وخديجة بلخياط عن المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي وعزيز باكوش عن مصلحة التواصل بالأكاديمية إلى مجموعة مدرسية في الوسط النائي للإقليم الكرز
في مجموعة مدراس عين السبيت العتيقة، بمديرية صفرو كان اللقاء ممتعا ومفيدا، وكان العرض السينمائي مثيرا وملهما وعلى هامش فيلم “الدرس” وتسلق الفرح الطفولي ببراءة السؤال ودهشته أعلى مستوياته .
عرض الأفلام التربوية المتميزة في الدورات السابقة للمهرجان أمام التلاميذ ومناقشة مضامينها بمختلف الأسلاك التعليمية بالجهة عمل رائع ممتع ولذيذ. وجاء بهدف الارتقاء بالذوق الفني لدى المتعلمين والمتعلمات، وخلق ثقافة سينمائية لديهم، وللاستفادة من مآت الأفلام التربوية التي يتوفر عليها أرشيف الأكاديمية .
طاقم إدارة مجموعة مدارس عين السبيت من أبو الشتاء لخضر مدير المؤسسة والحسين اجدير مساعدا فنيا وتقنيا والأعوان وذ حفيظ البخشوش مدير إعدادية 6 نونبر وطاقمه الإداري والتربوي من مقتصد وحارس عام وأساتذة ومساعدين عملوا جميعا على توفير كافة الوسائل الفنية والتقنية واللوجستية، وكان ذلك أكبر ضمانا لنجاح الشطر الأول من رحلة القافلة السينمائية التربوية في تحقيق أهدافها النبيلة.
المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي اختار أن تكون جولة القافلة السينمائية التربوية على مدار السنة، بأفلام جديدة، وبانفتاح أوسع، ورحابة بلا ضفاف، هدفه الأسمى تعميم لغة السينما في بعدها الجمالي والتربوي، وزرع حب الصورة بمختلف أبعادها الفنية والجمالية في الوسط المدرسي ببعديه الحضري والمدني واستنباته في نفوس أكبر عدد من تلاميذ المدارس والإعداديات والثانويات الجهة، على أمل حصد منتوجها الأخلاقي والتربوي ورصد انعكاسها على الذوق والأداء المدرسي في المستقبل.
بالمدارس والثانويات بجهة فاس- مكناس الفرح بالسينما في أعلى درجاته
الكاتب : عزيز باكوش
بتاريخ : 18/11/2017