دعا جو بايدن ودونالد ترامب الأحد الأميركيين إلى الوحدة بعد نجاة الرئيس الجمهوري السابق من محاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي في بنسلفانيا قال مكتب التحقيقات الفدرالي إنه يعتبرها “عملا إرهابيا داخليا محتملا”.
وقال الرئيس الديموقراطي الذي ألقى كلمة مقتضبة من البيت الأبيض الأحد “يجب علينا أن نتحد بصفتنا أمة لإظهار ما نحن عليه”، مشيرا إلى أنه أجرى “محادثة قصيرة لكن جيدة” مع ترامب.
وأوضح بايدن “ليست لدينا أي معلومات حتى الآن عن دوافع منفذ الهجوم. نعرف من هو. أدعو الجميع إلى عدم إطلاق افتراضات بشأن دوافعه أو انتماءاته”.
وأضاف أنه طلب إجراء “تحقيق مستقل ” في الظروف المحيطة بمحاولة اغتيال ترامب.
ودعا بايدن إلى “خفض التوتر” بعد محاولة اغتيال خصمه الجمهوري، معتبرا أن الانتخابات الأميركية ستشكل “فترة اختبار”.
وقال بايدن في خطاب من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض متوجها إلى الأميركيين “أريد أن أتحدث إليكم الليلة حول الحاجة إلى خفض التوتر في حياتنا السياسية”، مشددا على أن السياسة يجب ألا تكون “ساحة للقتل”.
وأضاف “إننا جميعا نواجه فترة اختبار مع اقتراب موعد الانتخابات. وكلما زادت المخاطر، ازدادت المشاعر حماسة. بغض النظر عن مدى قوة قناعاتنا، يجب ألا نسمح أبدا بأن تنحدر إلى العنف (…) لقد حان الوقت للتهدئة”.
من جهته، أفاد مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) الأحد بأن مطلق النار تحرك بمفرده، موضحا أن المحققين لم يحددوا حتى الآن “توجها إيديولوجيا” لديه.
وقال ريفن روجيك عنصر الشرطة الفدرالية في بنسلفانيا “تفيد المعلومات التي لدينا بأن مطلق النار تحر ك بمفرده”، مشيرا إلى أن السلاح الذي استخدم هو بندقية نصف آلية طراز “إيه آر 556” تم شراؤها بشكل قانوني.
من جهته، قال روبرت ولز، مساعد مدير قسم مكافحة الإرهاب في “إف بي آي”، “نحن نحقق في (الواقعة) باعتبارها محاولة اغتيال، لكننا نحقق فيها أيضا باعتبارها عملا إرهابيا داخليا محتملا”.
ووقعت الحادثة بينما كان الرئيس السابق يلقي خطابا أمام حشد من مؤيديه في تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا السبت، ما من شأنه أن يزيد حد ة التوتر السياسي مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر
وسارع عناصر جهاز الخدمة السرية إلى اصطحاب ترامب (78 عاما) إلى خارج موقع التجمع، بينما كان الدم يسيل على وجهه.
وأثناء إخراجه، رفع المرشح الجمهوري قبضته أمام الحشد في إشارة تحد، وقال لاحقا “أصبت برصاصة اخترقت الجزء العلوي من أذني اليمنى”.
وقتل أحد الأشخاص الموجودين في الموقع، بينما أصيب اثنان من الحاضرين بجروح بالغة، فيما قتل المشتبه به.
وأشار حاكم ولاية بنسلفانيا إلى أن القتيل هو إطفائي سابق اسمه كوري كومبراتور ويبلغ 50 عاما.
بعد ساعات على الهجوم، أكد ترامب على منصته “تروث سوشال”، أن “الله وحده منع وقوع ما لا يمكن تصوره”.
وقال “من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نقف متحدين، وأن نظهر طبيعتنا الحقيقية بصفتنا أميركيين، ببقائنا أقوياء ومصممين وعدم السماح للشر بأن ينتصر”.
من جهتها، وصفت ميلانيا ترامب الأحد منفذ محاولة اغتيال زوجها بـ”الوحش”، وكتبت على إكس “حاول وحش اعتبر أن زوجي آلة سياسية غير إنسانية، أن يطفئ شغف دونالد، ضحكته وإبداعه”.
وأعرب بايدن الذي يتوق ع أن يواجه ترامب في الانتخابات الرئاسية، عن شعوره بالارتياح لنجاة المرشح الجمهوري. وقال “لا مكان لهذا النوع من العنف في أميركا”.
كذلك، أفاد البيت الأبيض بأن بايدن تحدث لاحقا مع ترامب، في أول اتصال بينهما منذ المناظرة التلفزيونية التي جمعتهما في 27 يونيو وقدم فيها الرئيس أداء كارثيا.
وقطع بايدن إجازة عطلة نهاية الأسبوع في ولاية ديلاوير ليعود إلى واشنطن، وأطلعه المسؤولون الأمنيون على المستجدات.
وح د “إف بي آي” في وقت سابق هوية مطلق النار على أنه “توماس ماثيو كروكس (20 عاما) من بيثيل في بنسلفانيا”.
والأحد، أفادت وسائل إعلام أميركية بأن المسلح الذي أطلق النار كان يحمل متفجرات في سيارته.
وأوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” وشبكة “سي إن إن” أنه عثر على مواد متفجرة في سيارة تعود إلى مطلق النار كانت متوقفة قرب مكان انعقاد التجمع الانتخابي في بنسلفانيا.
ما إن بدأ المرشح الجمهوري خطابه متطرقا إلى قضية المهاجرين غير الشرعيين ومتهما بايدن بالسماح لهم بدخول البلاد بشكل جماعي، حتى سمع دوي إطلاق نار فانحنى على الأرض وهرع إليه عناصر الخدمة السرية.
وشوهد الرئيس السابق يضع يده على أذنه فيما الدم يسيل على خده. وانحنى وراء المنصة فيما اندفع عناصر جهاز الخدمة السرية نحوه وأحاطوا به قبل إجلائه إلى سيارة مجاورة.
وسمع ترامب يقول على المذياع “دعوني أستعيد حذائي”، بينما كان رجال الأمن يساعدونه على الوقوف.
واستدار نحو الحشد ورفع قبضته مرارا ونطق بكلمات لم تفهم فورا، في صورة ستدخل التاريخ حتما. وسارع عناصر الأمن إلى مرافقة ترامب إلى سيارة رباعية الدفع فيما رفع الرئيس السابق قبضته مجددا.
لاحقا، شوهد وهو يخرج من طائرته بلا مساعدة، بحسب مقطع مصور نشرته نائبة مدير الاتصالات في فريقه، ولم تظهر فيه أذنه المصابة.
وقال جهاز الخدمة السرية في بيان إن المشتبه به “أطلق النار مرات عدة باتجاه المنصة من موقع مرتفع خارج التجمع” قبل أن يحيده عناصر الجهاز.
وبعدما أفاد شهود عيان بأنهم رأوا المسلح قبل إطلاق النار وأبلغوا السلطات بالأمر، قالت شرطة باتلر إنها “استجابت لعدد من التقارير بشأن نشاط مشبوه”، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وأظهر مقطع فيديو نشره موقع “تي ام زي” الأميركي السبت، رجلا مسلحا يشتبه بأنه مطلق النار متمركزا على سطح مبنى مصوبا بندقية، ثم صرخات تعلو فيما تسود بلبلة الحشد.
وأفاد الموقع بأن “الشاب شعره بني طويل، ويبدو أنه يرتدي قميصا رماديا وسروالا كاكيا، وكما ترون، هو يحاول بعناية تحديد الهدف من بعيد قبل سحب الزناد”. وأفادت وسائل إعلام بأنه مسجل كناخب جمهوري وكانت للهجوم تداعيات سياسية، إذ سارع عدد من الجمهوريين إلى إطلاق الاتهامات، فيما انتشرت نظريات المؤامرة اليمينية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وألقى السناتور جي دي فانس، أحد المرشحين المحتملين على البطاقة الانتخابية لترامب كنائب للرئيس، اللوم على “خطاب” بايدن.
من جهته، قال رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو الأحد إنه يرى أوجه تشابه كبيرة بين محاولة الاغتيال التي تعر ض لها ترامب والهجوم الذي تعرض له في ماي.
بدوره، كتب نائب الرئيس السابق مايك بنس الأحد على إكس “لا يوجد في أميركا مكان للعنف السياسي”. وأضاف أن أعمال العنف المماثلة “يجب إدانتها عالميا”.
وقد تكون لمحاولة الاغتيال هذه تبعات كبرى على الحملة الانتخابية، كما ستهيمن على المؤتمر الجمهوري.
بايدن وترامب يدعوان الأميركيين إلى الوحدة بعد محاولة الاغتيال
بتاريخ : 16/07/2024