تعتمد مدينة بركان في مجمل إنتاجها على القطاع الفلاحي، وبالتحديد على الخضراوت والفواكه، وعلى رأسها الحوامض (الليمون)، لهذا تظل في حاجة مستمرة لوفرة المياه وديمومته، لتتواصل عمليات الري والسقي في انتظام من أجل تحصيل منتوجات فلاحية ترقى لمتطلبات ومعايير الأسواق، سواء المحلية أو حتى الدولية. احتياجات مائية لا تتوفر دائما نظرا لتعاقب موجات الجفاف مما يتسبب لها في أزمة تؤثر على المنتوج الذي تتراجع مستوياته بسبب تضرر الثمرات وهو ما يستوجب توفير احتياطي من مخزون المياه يكون (استعجاليا) على مستوى مصب نهر ملوية لضمان استمرار دورات السقي والري وحتى التنقيط…
وضعية جعلت الجريدة تتواصل مع مسؤول بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لملوية، الذي أكد لـ “الاتحاد الاشتراكي” أن ” آفة الجفاف هي إشكالية راجعة في الأصل إلى قلة التساقطات وعدم انتظامها بالنسبة للقطاع الفلاحي إضافة إلى توسيع دائرة مشاريع المغرب الأخضر، وهذا ما أدى إلى شساعة المساحات المزروعة في ظل غياب خطة مدروسة لتوفير المياه الاستيعابية لها، مع العلم أن القدرة التجميعية في سد محمد الخامس في انخفاض مستمر” .
وأوضح محمد المحمودي في تصريحه للجريدة أنه “كان من الضروري إيجاد حلول ناجعة لمواجهة آفة الجفاف خصوصا على مستوى مدينة بركان ونواحيها وهذا ما قدمته وطرحته تباعا عدة برامج، على رأسها برنامج محمد السادس لمواجهة ظاهرة الجفاف ما بين سنة 2023 و سنة 2027 والذي حث على تعبئة سد محمد الخامس الذي يصل إلى حدود 225 إلى 230 مليون متر مكعب، إلى أن يصل إلى مليار متر مكعب، وهي الخطة المستقبلية التي يرتبط تحققها بارتفاع نسبة التساقطات”.
وأكد المسؤول ذاته على أن “برنامج تحلية مياه البحر يعتبر خطة ناجحة لتخطي أزمة الجفاف ووسيلة مطبقة في عدة دول عربية كدول الخليج، والتي حققت نجاحا باهرا هناك “، مشيرا إلى أنه “وعلى نفس المنوال فقد لقيت نجاحا في بعض مناطق المغرب التي لا تزال مستمرة في نفس البرنامج رغم ارتفاع تكاليفه المادية”. وأوضح المتحدث أنه “تم القيام بإنشاء برنامج لتبادل المياه بين الجهات وصولا إلى مصب ملوية بمدينة بركان، وهو ما يسمى (بالطريق السيّار للمياه) ومن خلاله يتم نقلها من المناطق التي تكثر فيها التساقطات إلى المناطق التي تنعدم فيها، ولازالت العملية مستمرة ما بين نهري سبو وأبي رقراق، في إطار التضامن ما بين الجهات”. وشدّد المحمودي على أن أهمية التوعية بضرورة الحفاظ على المياه ومحاربة التبذير، مشيرا إلى أن هناك من لا يزال يتعامل معها ببذخ وبطريقة غير مسؤولة من خلال أشكال مختلفة من الاستهلاك غير المعقلن، وهو ما يدل على انعدام الوعي بأهمية الحفاظ على الماء، ويستوجب تفعيل برنامج جديد يحث ويركز على الاقتصاد في المياه لضمان استمراريته ووفرته، مع التركيز على البحث العلمي في مجال المياه لتحقيق الإكتفاء في الفلاحة والزراعة. وأضاف المتحدث بأن هناك من المواطنين الفلاحين من رغم معاناتهم من جفاف أراضيهم وأشجارهم ومحاصيلهم إلا أنهم يظلون بعيدين عن الوعي الكامل بأهمية الماء، وهو ما يتطلب منهم النظر إليه بنظرة جادة والعمل على المحافظة عليه، خصوصا أن المياه بواد ملوية توزع عليهم بالساعات، ويتحدد سعر وثمن السقي بالمدة، وذلك حسب مساحة الأرض.
وفي السياق ذاته، أبرز المسؤول في تصريحه للجريدة أن من بين الملاحظات المسجلة أنه إثر انطلاق عملية السقي يستعمل بعض الفلاحين المياه بطريقة تبذيرية غير معقلنة وبكميات وافرة، تنمّ عن جهل بأن الأرض والأشجار أيضا لها احتياجاتها وقدرتها الاستيعابية من المياه، وذلك حسب نوع الأشجار والزراعات. ودعا المتحدث المعنيين للتحلي بالاستعمال العقلاني للمياه مشيرا إلى أن موجة الجفاف حالياً قاسية ولا تمس فقط المجال الفلاحي فقط بل تطال الاقتصاد ككل.
(*) صحفية متدربة