بشرى كربوبي تحدت معارضة إخوتها وتحلم بخوض كأس العالم للرجال

تعتبر بشرى كربوبي من أفضل الحكمات حاليا في كرة القدم الإفريقية. بيد أن مسيرتها كانت حافلة بالإصرار والمثابرة رغم تحديات المجتمع المحافظ الذي نشأت فيه.
فعندما كانت بشرى في الرابعة عشرة من عمرها، مزق إخوتها علم التحكيم الذي كان بحوزتها. لأنهم لم يريدوا أن تجلب أختهم «العيب» للعائلة من خلال دخولها عالم التحكيم. واليوم، وبعد حوالي 23 عاما، أصبحت المغربية من أشهر النساء في بلدها، على الأقل بالنسبة للمهتمين بكرة القدم. بشرى كربوبي، البالغة من العمر 36عامًا، تتواجد حاليا ضمن الطاقم التحكيمي في بطولة كأس الأمم الأفريقية، المقامة في كوت ديفوار، والتي تعتبر أهم بطولة كرة قدم في القارة السمراء.
لقد نشأت كربوبي مع أربعة من إخوتها الذكور في مدينة تازة، وهي مدينة معروفة بطابعها المحافظ، لذلك كان في ذلك الوقت عيبا أن ترتدي الفتاة سروالا قصيرا وتقف إلى جانب الذكور في ملعب لكرة القدم.
وهذا ما جعل إخوتها يعارضون بشدة شغف أختهم بكرة القدم. كما اعترضوا أيضا عندما أبدت بشرى اهتماما بمدرسة الحكام، التي كانت قد افتتحت للتو في مدينة تازة عام 2001.
ومازالت تتذكر بشرى ذلك اليوم، «قلت لنفسي: أنا أحب كرة القدم، فلماذا لا أجرّبها؟ حتى ضد رغبة إخوتي». وتلا ذلك حادثة تمزيق علم التحكيم. وقبل وقت قصير من دخولها إلى الملعب أخذت إبرة وخيطًا وأصلحت العلم الممزق. ومنذ ذلك الحين اتضح أن لا أحد يمكن أن يوقف مسيرة بشرى في عالم التحكيم.
انتقلت كربوبي عام 2007 لمدينة مكناس لدراسة إدارة الأعمال وموازاة دراستها آنذاك قامت بتحكيم مباريات في الدرجة الأولى والثانية في الدوري المغربي للسيدات. وفي عام 2014، اجتازت اختبار اللياقة البدنية الذي تطلبه الجامعة المغربية لكرة القدم لإدارة مباريات الرجال. وبدأت بإدارة مباريات الرجال في الدرجات الدنيا، قبل أن يتم اختيارها عام 2016 لإدارة المباريات القارية.
اكتسبت كربوبي خبرة دولية في بطولة كأس الأمم الأفريقية للسيدات في غانا عام 2018، وبعدها في عام 2020 سُمح لضابطة الشرطة أن تقود مباريات للرجال في الدوري المغربي لأول مرة. وستبقى مباراة المغرب التطواني وأولمبيك خريبكة عالقة في ذهنها، باعتبارها بمثابة شرارة الانطلاق في التحكيم في مباريات الرجال في المستوى العالي.
بعد اجتيازها لهذا الاختبار بنجاح عادت كربوبي للفت أنظار المتابعين في المغرب والعالم العربي باعتبارها  أول امرأة يُسمح لها بتحكيم نهائي كأس العرش للرجال في المغرب. وخطف هذا الحدث الأنظار أكثر من فوز الجيش الملكي على المغرب التطواني 3 – 0، في تلك المباراة المهمة التي تابعها جمهور عريض.
ومنذ ذلك الحين، أصبح يُنظر إلى بشرى كربوبي على أنها رمز لتقدم حقوق المرأة في العالم العربي. إذ لا تزال المشاركة المتساوية للمرأة في الأعمال والسياسة والمجتمع في العالم العربي تشكل تحديًا كبيرًا في العديد من الأماكن.
بشرى كربوبي هي الحكمة النسائية الرئيسية الوحيدة في بطولة كأس الأمم الأفريقية الحالية في كوت ديفوار. وتضم لجنة التحكيم في هذه البطولة الحكمات سليمة موكانسانغا من رواندا، وأكونا ماكاليما من جنوب إفريقيا، وبيفيت ماريا سينكويلا من موريشيوس، وديانا تشيكوتشا من زامبيا. وقد شاركن جميعًا في البطولة وكن مقنعات.
إدارة بشرى كربوبي لمباراة نيجيريا وغينيا بيساو في دور المجموعات من بطولة أمم إفريقيا في كوت ديفوار حظيت باهتمام كبير. وتقول بشرى عن هذه المباراة «لقد سارت الأمور بشكل جيد».
بيد أن أحلام الحكمة المغربية التي كانت حاضرة أيضا في نهائيات كأس العالم للسيدات 2023 بأستراليا ونيوزيلندا، لم تنته بمشاركتها في كأس الأمم الإفريقية. وبهذا الخصوص تقول كربوبي: «إن إدارة مباراة في كأس العالم للرجال يومًا ما هو هدفي الكبير».
(عن دوتشي فيليه)


بتاريخ : 29/01/2024