بعاصمة زيان : لقاء فكري يسلط الضوء على «دروس» معركة لهري في ذكراها 107

 

رغم قرار السلطات المحلية، في شخص رئيس الدائرة، بمنع «جمعية أمغار للثقافة والتنمية» بخنيفرة، من تخليد مرور 107 سنة على معركة لهري الخالدة، أفلحت الجمعية، مساء يوم السبت 27 نونبر 2021، في تنظيم مائدة فكرية احتفت من خلالها بالملحمة التاريخية ، بحضور مميز لعدد من الفعاليات المدنية على اختلاف مشاربها وأطيافها.
المائدة الفكرية التي تم تنظيمها بـ «مركز تكوين وتأهيل المرأة»، تضمنت مداخلتين من تأطير ذة. حنان شهري وذ.لحسن رهوان، وتسيير عضو مكتب الجمعية، ذ.محمد أبازى، حيث تناولت ذة. حنان شهري، وفق تقرير في الموضوع، مسار المقاوم موحى أحمو الزياني، باعتباره قائدا لمعركة لهري «التي انتصرت فيها القبائل الأمازيغية بالأطلس المتوسط على الامبريالية الفرنسية رغم القوة العسكرية المتطورة لهذه الأخيرة». مشيرة إلى «حيثيات انتقال موحى أحمو من منصب «أمغار»، الذي «يعتبر تجسيدا للديمقراطية التمثيلية، التي كان ينبني عليها التنظيم القبلي الأمازيغي، إلى قائد مخزني معين من طرف السلطان الحسن الأول، وصولا لمعركة لهري التي برهن فيها هذا المقاوم عن دهائه السياسي وشجاعته العسكرية والقتالية»، فضلا عن حسه الوطني.
ومن جهته، وقف ذ. لحسن رهوان عند السياق الوطني والدولي للمعركة، وعند نتائجها ومآلاتها، مركزا على «القيم والعبر التي يجب استخلاصها من هذه المعركة، من قبيل التشبث بالأرض واسترخاص النفس في سبيلها، فضلا عن الاتحاد والتضامن الذي برهنت عنه القبائل الأمازيغية في هذه المعركة من أجل الحرية ونصرة عدالة القضية» .
وقبل إسدال الستار على أشغال المائدة الفكرية، تم فتح باب النقاش في وجه الحضور، الذي ساهم بمداخلاته في إغناء اللقاء بشكل أبرز «الرمزية التي تحظى بها ملحمة معركة لهري بشكل خاص، ومدى الشغف الملموس لمعرفة كل ما يحيط بها من حقائق تاريخية» .
وسبق للجمعية أن أوضحت، في بيان لها، «أنها قد قررت، على غرار كل سنة، تخليد ذكرى معركة لهري، عبر القيام، يوم الأحد 14 نونبر 2021، بزيارة ميدانية لبعض الأماكن التي شهدت أطوار هذه الملحمة، وبعد قيامها بالتحضيرات التنظيمية والتقنية اللازمة، وبالإجراءات القانونية، فوجئت بقرار المنع من طرف السلطات المحلية، علما بأن الجمعية «دأبت لما يربو عن عشرين سنة من تأسيسها، على الاحتفاء بالأحداث التاريخية»، مؤكدة على التمسك بموقفها نظرا لـ «دور الذاكرة التاريخية والثقافية في بناء مواطن معتز بتاريخه ورموزه، وغيور على بلده، وهذا ما لا يتأتى إلا بربط الماضي بالحاضر والتعريف بأمجاد وبطولات الأجداد»، و«اعتبارا بالتالي لرمزية معركة لهري كحدث تاريخي أربك حسابات أعتى القوى الإمبريالية»، فضلا عن استحضار الجمعية لـ «ما قدمته القبائل الأمازيغية بمنطقة خنيفرة من تضحيات جسيمة في سبيل الحرية والكرامة».


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 30/11/2021

أخبار مرتبطة

    عدد الموقوفين على إثر أحداث الخميس بلغ 28 معتقلا   حالة من السخط في أوساط المحيط الجامعي والرأي

أزمة طلبة الطب في المغرب تعد تجسيدًا واضحًا للتوترات المتزايدة بين الدولة وفئة مهمة من الشباب المتعلم المقبل على سوق

أصدر المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، تقريره السنوي الأول خلال ولايته الثانية، عن حصيلة وآفاق عمله لسنة 2023، كمؤسسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *