بعد 20 عاما على بثها، يستمر الحديث عن السلسلة التلفزية الشهيرة «أو كلون» وعن المغرب بالبرازيل

 

بعد مضي 20 سنة على بثها، يستمر الحديث عن السلسلة التلفزية الشهيرة «أو كلون»، التي تم تصويرها في المغرب، وأيضا عن الثقافة المغربية والمكونات التي ضمنت نجاحا باهرا لهذا العمل التلفزيوني الذي مايزال يحظى بالمشاهدة من جيل إلى جيل.
وفي البرازيل، البلد المعروف على المستوى العالمي بغزارة الإنتاج التلفزي، من غير الممكن، كمغربي، إغفال هذا النقاش النوستالجي حول هذه الـ»تيلينوفيلا»، كما تسمى هذه المسلسلات باللغة البرتغالية، وهي الأعمال التي يتم التعامل معها عموما كـ»أعمال مفتوحة»، لأنه بالإمكان تعديل حبكتها للاستجابة لردود فعل الجمهور. وفي الواقع، مايزال البرازيليون يحتفظون بأدق التفاصيل والتطورات الرئيسية والمشاهد الخالدة، ولكن أيضا بالأسماء المغربية لأبطال هذا المسلسل، الذي يعاد بثه منذ 4 أكتوبر المنصرم على قناة»تيفي غلوبو».
وكتب سيناريو»أو كلون» الذي أنتج من طرف»تي في غلوبو»، وتم بثه لأول مرة بين 1 أكتوبر 2001 و15 يونيو 2002 في 221 حلقة، غلوريا بيريز، وأخرجه تيريزا لامبريا ومارسيلو ترافيسو، وأدى أدواره، على الخصوص، كارلا دياز(خديجة رشيد)، ودالتون فيغ (رشيد)، جيوفانا أنتونيلي (جاد الأديب)، وجوكا دي أوليفيرا (دكتور أوغوستو البييري)، وإليان جيارديني (نظيرة رشيد)، وفيرا فيشر(إيفيت سيماس) وستينيو غارسيا (علي الأديب)، الذين سيصبحون، بفضل هذا المسلسل، قامات فنية بالشاشة الصغيرة البرازيلية. وفي حوار مع الموقع الإخباري «ايول»، أوضح دالتون فيغ أنه «بالإضافة إلى عامل النوستالجيا الذي تمنحه إعادة البث، فإنها تأخذ المتتبعين في رحلة إلى الماضي، حيث بساطة اللغة. ويفضل الجمهور دائما النموذج القديم للإخراج، بالعادة، أو ربما بسبب الحنين لتلك الفترة».
وبمناسبة مرور 20 عاما على بث هذا المسلسل، عادت الصحافة البرازيلية مؤخر ا إلى عدد من جوانبه المختلفة، والمغامرات الرئيسية للسلسلة، والمشاهد الرمزية، ولكن أيضا للمكونات الثقافية والحضارية للمغرب، خاصة مدينة فاس، التي ساهمت في النجاح غير المسبوق لهذا العمل التلفزيوني المتميز. وذكرت الصحافة البرازيلية بأن المشاهد الأولى لسلسلة «أو كلون» تم تصويرها في خمس مدن مغربية، حيث أمضى الممثلون وفريق العمل 40 يوما في كل من قصبة آيت بن حدو في ورزازات، والمدينة العتيقة بمراكش، والمسقاة البرتغالية بمدينة الجديدة، والمدينة العتيقة بفاس التي شكلت مرجعا لبناء السينوغرافيات في البرازيل.
وقد تم اقتناء حوالي 700 قطعة من الأزياء من المغرب، من أقمصة رجالية (كندورة) ونسائية (جلابة وقفطان)، ونعال مغربية «بلغة»، وأوشحة وأقمشة وحقائب وفساتين زفاف ومجوهرات، مثل فستان الزفاف الفخم الذي ارتدته لطيفة(ليتيسيا ساباتيلا) والذي أثار إعجاب الجمهور والصحافة المحلية لفترة طويلة.
وحصلت السلسلة بعد هذا النجاح، على العديد من الجوائز، فقد توجت (إليان جيارديني) بجائزة أفضل ممثلة عن دورها (نظيرة)، وحصلت ستيفاني بريتو على جائزة الاكتشاف عن دور ياسمين، التي منحتها إياها جمعية نقاد الفن في ساو باولو في عام 2002. وفي العام التالي، فازت السلسلة بثلاث فئات من الجوائز(صناعة التلفزيون)، والتي تعتبر واحدة من أهم الجوائز في أمريكا اللاتينية: أفضل»تيلينوفيلا» وأفضل مؤلف وأفضل ممثلة (جيوفانا أنتونيلي). وإلى غاية عام 2016، تم بث السلسلة في 101 دولة، لتصبح واحدة من أكثر السلسلات التلفزيونية البرازيلية مبيعا في التاريخ. وقد أعيد بثها باستمرار في البرازيل وبلدان أخرى. وتم إنتاج نسخة إسبانية من هذه الـ»تيلينوفيلا» من طرف»تيليموندو» في عام 2010 (إل كلون)، بمشاركة ممثلين من العديد من دول أمريكا اللاتينية.
وعلى الرغم من بثها بعيد هجمات 11 شتنبر 2001 في الولايات المتحدة، حيث اعتقد النقاد أنها لن تجد صدى لدى المشاهدين، فإن المفاجأة كانت هي النجاح الباهر الذي لاقته. وبحسب الصحف المحلية، ساهم هذا النجاح في زيادة الطلب على السفر إلى المغرب، مما دفع وكالات الأسفار إلى إطلاق عروض وتخفيضات لفائدة السياح البرازيليين. وفي هذا السياق، يقول أندري، الذي يزاول مهنة المحاماة في برازيليا، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن سلسلة «أو كلون» تركت انطباعا خاصا لدى البرازيليين وغيرهم من المشاهدين حول العالم، حيث أثارت فضولهم وإعجابهم بالثقافة المغربية.
من جهتها، أشارت ماريليا، الموظفة بشركة للتأمين، إلى أن البرازيليين صاروا يرددون بعضا من العبارات التي استعملها الممثلون في السلسلة، مضيفة أن تأثير السلسلة التلفزيونية كان كبيرا لدرجة أن عددا من الاكسسوارات التي ارتداها الممثلون أصبحت تحظى بشعبية كبيرة لدى بائعي المجوهرات. ووفقا لدراسة نشرتها صحيفة «فولها دي ساو باولو» في 28 أكتوبر 2001، فقد سجلت معاهد ساو باولو زيادة بنسبة 80 في المائة من الطلبات على دروس الرقص الشرقي بعد بث المسلسل.
واستمرارا لهذا النجاح التاريخي، تنافس سلسلة «أو كلون» التي تتم حاليا إعادة بثها، مسلسل»Genesis» «جينيسيس» الذي طال انتظاره، والذي تم تصويره في ورزازات، وهو ما يساهم في التعريف بالمغرب وثقافته من خلال الشاشة البرازيلية الصغيرة.


الكاتب : خالد التوبة

  

بتاريخ : 10/11/2021