تعود عجلة كرة القدم المغربية إلى الدوران بعد توقف اضطراري فاق 100 يوم بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
وأعلن رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، بعد زوال أول أمس الثلاثاء، خلال اجتماع للمكتب المديري، بحضور رؤساء العصب والأندية الوطنية، الذي انعقد عبر تقنية المناظرة المرئية، أن الفرق الوطنية ستعود رسميا يومه الخميس إلى أجواء التداريب، تأهبا لاستئناف اللعب يوم 24 يوليوز المقبل، حيث سيتم البدء بتصفية المؤجلات، على أن تجرى الدورة 21 يوم 12 غشت المقبل.
ودعا لقجع العصب المشرفة على تسيير مختلف البطولات الوطنية إلى عقد اجتماعات عاجلة لبحث صيغة استئناف النشاط، مع احترام البروتوكول الصحي، الذي سطرته الجامعة باتفاق مع السلطات الحكومية المختصة.
وشدد لقجع على أن البرمجة ستتم بطريقة تحترم مبدأ تكافؤ الفرص، وأن الفرق مدعوة إلى احترام جدول التنافس، الذي سيتم تسطيره خلال الأيام القليلة المقبلة، معتبرا خلال كلمته، التي استهلكت أكثر من نصف الحيز الزمني لهذا الاجتماع، أن «الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الجامعة مع السلطات المختصة بلعب المباريات الكروية دون جمهور يوم 4 مارس 2020 وتوقيف الأنشطة الرياضية يوم 14 مارس 2020، مكنت بلادنا من التدبير الأمثل للمنظومة الكروية في هذه الفترة».
وفي أعقاب الإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية بخصوص التخفيف التدريجي للحجر الصحي، وبتشاور مع السلطات المختصة، ستكون عودة الحياة إلى كرة القدم الوطنية اعتبارا من يومه الخميس، على أن ينتهي الموسم رسميا يوم 13 شتنبر المقبل.
تحاليل ومراقبة صارمة
ينص البروتوكول الصحي المعتمد على ضرورة إخضاع مكونات الفرق الوطنية للفحوصات الطبية. وفي هذا الصدد أكد رئيس الجامعة في كلمته أمام أعضاء مكتبه المديري على أن الفرق لا يمكن لها أن تستأنف تداريبها دون إخضاع لاعبيها ومسؤوليها التقنيين والإداريين لفحوصات مخبرية، مضيفا أن المراقبة والتتبع الطبي للحالة الصحية لمكونات الفرق طيلة 30 يوما، التي ستخصص للتحضير لاستئناف اللعب، حيث سيخضع ثلاثة أشخاص من كل فريق كل ثلاثة أيام لتحاليل العينات، قبل أن يخضع جميع المتدخلين في اللعبة، بمن فيهم الحكام، لاختبار جديد، وبناء عليه سيتم الوقوف بشكل دقيق على حالتهم الصحية، والانخراط في أجواء التنافس دون مخاوف.
وأعلن المسؤول الأول على كرة القدم الوطنية عن تعيين مراقبين داخل الأندية، ستكون مهمتهم محددة في تتبع مدى احترام البروتوكول الصحي، ووضع تقارير يومية، عن سير تحضيرات الفرق، ومتابعة التدابير المتخذة وإنجاز تقارير في شأنها.
البرمجة في الواجهة
قال فوزي لقجع في كلمته إن لجنة البرمجة بالعصبة الاحترافية لكرة القدم ستعلن عن البرنامج العام لما تبقى من عمر الموسم الكروي في غضون الأسبوعين المقبلين، مشيرا إلى أنه سيسهر بصفة شخصية على احترام مبدأ تكافؤ الفرص بين كافة الأندية.
وشدد المسؤول الجامعي على أن كل الفرق ستستفيد من راحة لمدة 3 أيام وأربعة أيام وخمسة أيام بين كل مباراة، طالما أن اللقاءات ستجرى أيام الجمعة (مبارتين) والسبت (ثلاث مباريات) ثم الأحد (ثلاث مباريات) ويوم الثلاثاء (مبارتين) والأربعاء (ثلاث مباريات) والخميس (ثلاث مباريات)، والتي حدد توقيت إجرائها في السادسة والثامنة والعاشرة مساء، ودون حضور جماهيري.
وستكون البداية بالمباريات المؤجلة، وعددها 19 مباراة، خمسة منها لصالح الرجاء البيضاوي، تجرى خلال الفترة الممتدة ما بين 24 يوليوز و8 غشت.
وبعدها سيتم، حسب بلاغ للجامعة، البث والمصادقة على جميع نتائج المباريات واستكمال جولات البطولة الاحترافية (القسم الأول والثاني) الخاصة بالموسم الكروي الحالي دون جمهور بداية من 12 غشت 2020 على أن تنتهي يوم 13 شتنبر 2020.
الميركاتو الصيفي بداية من 15 شتنبر
قال فوزي لقجع إن كرة القدم الوطنية تواجه تحديا كبيرا، وعليها أن تخرج منتصرة فيه، لكن هذا يقتضي ضرورة تضافر جهود الجميع، متأسفا على ضرورة برمجة المواجهات من دون جمهور.
وأكد على أن الموسم الكروي الحالي سينتهي يوم 13 شتنبر المقبل، حيث سيتم منح الفرق المغربية الأربعة المشاركة في الاستحقاقات العربية والقارية من الدفاع على حظوظها، والمنافسة على الألقاب، مؤكدا على أن التواريخ النهائية لنصف نهائي عصبة أبطال إفريقيا وكأس الاتحاد سيتم الحسم فيها يوم 30 من الشهر الجاري، بعد اجتماع اللجنة التنفيذية للكاف. وشدد على أن شهرا واحد سيفصل بين الموسم الحالي والموسم المقبل، الذي سينطلق يوم 15 أكتوبر، وقبله سيتم فتح فترة الانتقالات الصيفية بداية من 15 شتنبر.
تعديلات الفيفا والفار
أكد فوزي لقجع على أن الجامعة قررت اعتماد التعديلات الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد الدولي لكرة القدم، يوم 8 ماي الماضي، حيث سيكون بوسع الفرق إجراء خمسة تبديلات في المباراة الواحدة بدلا من التغييرات الثلاثة المسموح بها، وذلك في إطار تعديلات مؤقتة تهدف إلى الحد من تأثير ضغط المباريات المتوقع على الفرق عقب وباء كورونا، فضلا عن توقف المباريات لمدة ثلاث دقائق كل نصف ساعة من أجل تمكين اللاعبين من شرب الماء، وحمايتهم من الإرهاق البدني.
وأضاف أن الجامعة ستحرص أيضا على تطبيق تقنية الفيديو، آملا أن يتم اعتمادها في المباريات الحساسة والمثيرة ببطولة القسم الوطني الثاني.
ودعا في ختام كلمته كافة العصب المشرفة على كرة القدم الوطنية، بمختلف بطولاتها وأقسامها، إلى ضرورة عقد اجتماع خلال الأيام القليلة المقبلة لبلورة تصور المواكبة المادية والتقنية واللوجستيكية لمباريات ما تبقى من عمر الموسم.
استئناف في حاجة إلى دعم
أوضح فوزي لقجع أن الجامعة بمعية الوزارة الوصية توصلا إلى ضرورة دعم الأندية ومواكبتها ماديا لإكمال الموسم بشكل عادي، خاصة وأن تداعيات فيروس كورونا كانت كبيرة على المنظومة الرياضية بشموليتها.
وشدد المسؤول الجامعي على أن استئناف التنافس سواء بالنسبة للقسمين الأول والثاني أو باقي البطولات الأخرى يتطلب إمكانيات مادية إضافية، سيتم تدارسها مع جميع المتدخلين في اللعبة.
وكشف مصدر مطلع أن وزارة الداخلية، من خلال الجماعات الترابية، أعطت موافقتها المبدئية على دعم الفرق المغربية ومساعدتها على تخطي هذه المرحلة الاستثنائية.
30 يوما من التحضير
أوضح فوزي لقجع أن استئناف التداريب بالنسبة لفرق القسمين الأول والثاني من الدوري الاحترافي، سيتم عبر مرحلتين، الأولى فردية وتضم 5 لاعبين في نصف ملعب لمدة عشرة أيام، ثم بعدها الانخراط في التداريب الجماعية لمدة 20 يوما تتخللها مباريات ودية، سيقوم فيها المدربون بقياس مدة جاهزية اللاعبين.
وبالنسبة لأندية الهواة بجميع فئاتها، وفرق العصب الجهوية، وفرق البطولة الوطنية للفئات الصغرى، وفرق كرة القدم النسوية وكرة القدم داخل القاعة، فإن التداريب ستنطلق يوم 15 يوليوز 2020، بنفس الإجراءات الصحية والرياضية الخاصة بالبطولة الوطنية الاحترافية، على أن تستأنف البطولة الخاصة بها يوم 15 غشت 2020.
تحدي جديد أمام الرجاء
اعتبر مصدر مسؤول داخل الرجاء البيضاوي، أن فريقه سيعود إلى أجواء المعاناة والضغط النفسي بفعل توالي المباريات، حيث سيكون مجبرا على خوض خمس مباريات مؤجلة في الفترة ما بين 24 يوليوز وثامن غشت، وهو رهان صعب بالنسبة لفريق عاد لاعبون من فترة توقف فاقت ثلاثة أشهر، ويمكن أن يعرضهم لخطر الإصابة.
وشدد مصدرنا على أن قرار تصفية المؤجلات في ظرف أسبوعين لا يخدم مصلحة فريقه، الذي عاش هذا الموسم محنة كبيرة بسبب توالي المباريات وكثرة الأعطاب، الأمر الذي حد بشكل كبير من الاختيارات التقنية للمدرب جمال السلامي.
ودعا مصدرنا الجامعة إلى أخذ هذا المعطى بعين الاعتبار، وتوسيع الوعاء الزمني للمباريات المؤجلة، طالما أن رئيس الجامعة تعهد بالسهر على احترام مبدإ تكافؤ الفرق.
واستغرب مصدرنا كيف تم اتخاذ هذا القرار، الذي وصفه بغير الحكيم، لأنه سينهك اللاعبين، ويضعهم أمام خطر الأعطاب من جديد.
وينتظر الفريق الأخضر أيضا مصير مباراته المثيرة للجدل أمام الدفاع الحسني الجديدي، التي أكدت مصادر من داخل الجامعة أن الحسم فيها سيكون قبل 24 يوليوز، تاريخ استئناف الموسم، وبالتالي فإن اللجنة التأديبية مدعوة إلى الإفراج عن قرارها، حتى يتمكن الفريقان معا من طرق باب الاستئناف، والتي يتم داخل أجل ثمانية أيام من تاريخ التوصل بالحكم الابتدائي.