دول إفريقية تشرع في إجلاء رعاياها من تونس وشهادات صادمة عن التنكيل الذي يطالهم

حوالي 50 غينيا قرروا العودة، وكان في استقبالهم في العاصمة كوناكري رئيس المجلس العسكري الحاكم

سفارة ساحل العاج، عملت على إيواء 55 من رعايا جاليتها في 10 شقق مفروشة في انتظار إجلائهم

الخارجية السنغالية وجهت تعليمات لسفيرها بتشكيل خلية أزمة لتأمين حماية السينغاليين

سجلت وسائل إعلام متعددة ارتفاع حدة الهجمات ضد المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء بتونس، منذ الخطاب العنصري الذي ألقاه الرئيس قيس سعيد، والذي اتهم فيه هؤلاء المهاجرين بأنهم مصدر “عنف وجرائم” وجزء من “ترتيب إجرامي” يهدف إلى “تغيير التركيبة الديموغرافية لتونس”، وهو ما دفع بعدد من الدول الإفريقية إلى اتخاذ إجراءات لحماية رعاياها.
وأثار خطاب قيس سعيد موجة ذعر في صفوف المهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء، الذين أبلغوا عن تصاعد الهجمات ضدهم، فيما هرع عشرات منهم إلى سفاراتهم لإعادتهم إلى بلادهم.
وفي هذا الإطار، نظمت الحكومة الغينية، أول أمس الأربعاء، رحلة جوية لإجلاء رعاياها الراغبين في العودة إلى بلدهم. وكانت الرئاسة الغينية قالت في بيان إن وزير الخارجية موريساندان كوياتي أرسل إلى تونس على متن طائرة استأجرها المجلس العسكري الحاكم “للذهاب على وجه السرعة لمساعدة الغينيين”.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، أن حوالي 50 غينيا قرروا العودة، وكان في استقبالهم على أرض المطار في العاصمة كوناكري، رئيس المجلس العسكري الحاكم في غينيا الكولونيل مامادي دومبويا، مضيفة أنه من بين العائدين العديد من النساء رفقة أطفالهن الرضع.
ومن بين هؤلاء الأمهات، الثلاثينية مارييتو ديالو، التي قالت لوكالة فرانس برس ورضيعها على ذراعها “كنت قد ذهبت من أجل الولادة حين بدأت هذه المشكلة. في المستشفى، في تونس، لمسنا مشاعر الكراهية والرفض ضدنا”.
وأضافت الأم الشابة أن مرافقتها في رحلة الاستشفاء هذه “أتت على عجل لاصطحابي حتى قبل انتهاء إقامتي في المستشفى. على طول الطريق، نجونا من هجومين ورضيعي بين يدي. كان الأمر مروعا وخطرا”.
بدوره قال الأربعيني ألغاسيمو سانغاري لفرانس برس، إنه كان في صفاقس، وسط شرق تونس، وأراد “عبور البحر للذهاب إلى إيطاليا، لكن الشعور المناهض للسود دفعني للذهاب إلى تونس العاصمة».
وأوضح أنه توجه من صفاقس إلى تونس على متن سيارة برفقة سيدتين تونسيتين. وأضاف «في الطريق، كدت أن أقتل عند حاجز أقامه شبان منفلتون. هاتان التونسيتان هما من أنقذتا حياتي لأنهما صاحتا بوجههم».
من جهته، قال وزير الخارجية الغيني لفرانس برس إن الطائرة التي استأجرتها حكومته والتي ذهب على متنها إلى تونس لاصطحاب مواطنيه الراغبين بالمغادرة أعادت 49 غينيا إلى بلدهم. وأضاف أن الحكومة ستقيم جسرا جويا بين كوناكري وتونس لإعادة كل من يرغب بمغادرة تونس.
وبحسب مسؤول في الشرطة فإن من بين العائدين «أطفالا دون العاشرة من العمر ورضعا».
بدورها، أعلنت ساحل العاج الأربعاء أنها بدأت «عمليات إعادة إلى الوطن» من تونس لنحو 500 مواطن.
وقال المتحدث باسم الحكومة العاجية، أمادو كوليبالي، عقب اجتماع لمجلس الوزراء إن «الأمر الأكثر إلحاحا هو إنقاذ الأرواح ومنع وقوع إصابات»، مشيرا إلى أن رحلات العودة هذه يمكن أن تتم في غضون 24 إلى 72 ساعة.
وكانت سفارة ساحل العاج، عملت على إيواء 55 من رعايا جاليتها في تونس، وقررت السفارة تأجير «مبنى بأكمله به عشر شقق مفروشة» من أجل ذلك، في انتظار إجلائهم.
بدورها، أحدثت وزارة الشؤون الخارجية والسنغاليين بالخارج خلية أزمة للسهر على تأمين وحماية المهاجرين السنغاليين في تونس، انطلاقا من سفارتها هناك.
وذكرت وزارة الشؤون الخارجية السنغالية، في بيان لها، أنه قد «صدرت تعليمات لسفير السنغال في تونس بتشكيل خلية أزمة لتأمين حماية جاليتنا وممتلكاتها»، مضيفة أنها «تتابع عن كثب الوضع السائد في تونس» في ما يتعلق بالمهاجرين من إفريقيا جنوب الصحراء.
وأكدت الوزارة أنها «على تواصل مع مسؤولي الجمعيات السنغالية في تونس»، داعية «الجالية السنغالية إلى التحلي بالهدوء».


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي - وكالات

  

بتاريخ : 03/03/2023