بعد تعرض مرضى لمضاعفات صحية على مستوى العين
تتواصل التحقيقات التي تقوم بها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية في الملف الذي بات يعرف بـ «ملف حقنة 20 غشت»، بعد الشكايات التي تقدم بها عدد من المواطنين تؤكد إصابتهم بمضاعفات صحية، على إثر تلقيهم لحقنة على مستوى العين في مصالح المستشفى، والتي تخصص لفائدة المرضى المصابين بداء السكري الذين يعانون من اعتلال الشبكية.
تحقيق أمني، يقابله كذلك بحث إداري تقوم به مصالح وزارة الصحة الحماية الاجتماعية من أجل الكشف عن حقيقة ما وقع، خاصة وأن الأمر يتعلق بتدخل طبي اعتيادي، ولإعلان النتائج المتعلقة به لمعرفة تفاصيل ما جرى، والمسار الذي قطعته الحقنة أو الحقن التي تم بها حقن أعين المرضى المعنيين، وكيف تطور الوضع متسببا في مضاعفات صحية وخيمة، هددت عددا منهم بالعمى.
خطوات قضائية وإدارية لم تحل دون تكتل المتضررين الذين صاغوا بيانا وعملوا على تعميمه لتسليط الضوء على قضيتهم، مؤكدين من خلاله على أنهم توجهوا بتاريخ «19 شتنبر 2023 إلى مستشفى 20 غشت بالدارالبيضاء للاستشفاء على مستوى عيونهم، حيث تلقوا يومها حقنة في عيونهم، لكنهم في اليوم الموالي 20 شتنبر 2023 ظهرت عليهم أعراض خطيرة تجاوزت احمرار عيونهم وتورمها ووصلت إلى حد فقدانهم شبه كلي للبصر، مما جعلهم يعودون إلى المستشفى المعني مدعومين بذويهم وأهلهم للاستفسار عن سبب ما حدث لهم»، مضيفين بأنهم «قرروا جراء ما وقع البقاء داخل المستشفى إلى حين استرجاعهم لوضعهم الصحي على الأقل الذي كانوا عليه قبل حقنهم، إلا أنهم قوبلوا بكثير من الجفاء والتجاهل والإهمال، وظلت إدارة المستشفى تطالبهم بإخلاء المستشفى» وفقا لما ورد في البيان الخاص بهم.
وأكد المتضررون في بيانهم، الذي صاغه أحد المحامين بهيئة الدارالبيضاء وعمّمه على وسائل الإعلام، «عدم شفاءهم مما ألمّ بهم»، مشددين على «أن حال جميعهم لا يزال كما هو، فكلهم فقدوا بصرهم ليلة تطبيبهم وحقنهم داخل مستشفى 20 غشت بتلك الحقنة، خلافا لما ما جاء على لسان إدارة المستشفى في عدد من تصريحاتها وبلاغاتها الموجهة للإعلام»، معبرين في نفس الوقت عن إصرارهم على «الدفاع عن حقوقهم وما أصابهم من عاهات مستديمة «.
وكانت إدارة مستشفى 20 غشت، قد أصدرت بيانا تفاعلا مع الواقعة، أكدت من خلاله على «أن 16 مريضا يعانون من أمراض شبكية العين مع ضعف البصر تتم متابعتهم على مستوى مصلحة طب العيون، تلقوا حقنة داخل الجسم الزجاجي المعروفة اختصارا بـ (IVT)، بتاريخ 19 شتنبر 2023، وذلك وفقا للمعايير المتبعة في مثل هذه العلاجات»، مضيفة بأنه «في اليوم الموالي ظهرت على اثنين منهم أعراض احمرار وألم في العين مع نقص في البصر، وهو ما دفع الفريق الطبي لاستدعاء جميع المرضى الذين تلقوا الحقنة، حيث تم إدخالهم للمستشفى ووضعهم تحت المراقبة الطبية ومنحهم العلاجات اللازمة».
وأوضحت إدارة مستشفى 20 غشت آنذاك في بلاغها «أن نتائج المراقبة الطبية بيّنت أن جميع المرضى قد ظهرت عليهم علامات تحسن ملحوظ بعد تلقيهم العلاج، حيث غادر خمسة منهم المستشفى بعد استكمال علاجهم، فيما لا يزال الآخرون في المؤسسة الصحية لتلقي مزيد من العلاج تحت مراقبة طبية يشرف عليها أطباء متخصصون»، مشيرة إلى أنهم «سيغادرون المستشفى بعد استكمال العلاج خلال الأيام المقبلة»، معلنة ف ينفس الوقت عن «فتح تحقيق طبي وإداري لمعرفة ظروف وملابسات هذه الحادثة، التي وصفتها بالمعزولة».