بعد عقد الجمع العام الانتخابي وعدم الامتثال لحكم قضائي : كرة السلة الوطنية بين الموت السريري و ولادة جديدة

لا أحد يتكهن بمصير كرة السلة المغربية، التي تتأرجح بين موت سريري أو ولادة جديدة، وذلك في ظل الصراع القانوني والتطاحن بين كل من نور الدين العراقي ومصطفى أوراش، بصفتيهما وكيلا لائحتين انتخابيتين، والذي انتهى الجزء الأول منه بإعادة انتخاب أوراش رئيسا لجامعة كرة السلة، في الجمع العام الذي انعقد أول أمس الأحد، والذي  أشرفت عليه اللجنة المؤقتة رقم 3، والتي أوكلت إليها مهمة تسبير شؤون الجامعة،  في انتظار ما سيصدر عن القضاء، بفعل عقد هذا الجمع العام رغم صدور حكم قضائي من المحكمة الإبتدائية، يقضي  بإيقافه عقب الدعوى الاستعجالية التي رفعها رئيس نادي تازة.
وعرف هذا الجمع الانتخابي، الذي حضره ممثل عن الاتحاد الدولي لكرة السلة، المصري مصطفى الحريري، وممثل عن اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، حضور لائحة واحدة يمثلها مصطفى أوراش، في حين غاب ممثلو اللائحة المنافسة، التي يقودها نور الدين عراقي، والذي ربما كان يتوقع أن حضور مفوض قضائي وبيده نسخة من حكم الايقاف سيبقي أبواب القاعة المغطاة التابعة للمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله موصدة، لكن البواب ظلت موصدة في وجه بمفرده، بعد أن فضل البقاء خارج الأسوار ينتظر تدخلا من جهة ما.
وبعد التأكد من النصاب القانوني، بحضور 73 ناديا من أصل 106، أعلن «كمال الهجهوج، رئيس اللجنة المؤقتة، عن بداية أشغال الجمع العام، وفق جدول عمل ضبطت فقراته بدقة كبيرة، وباحترام تام لكل المقتضيات الأدبية والقانونية المفروض توفرها في  جمع عام انتخابي، حتى لا يتم الإخلال بأية نقطة، يمكن أن تعتبر هفوة تستوجب طعنا جديدا.
وفي عرضه لبرنامج عمله، كوكيل للائحة انتخابية أكد أوراش أن لائحته اتخذت كشعار لها «من أجل إعادة الروح لكرة السلة»، حيث وعد بخلق عصبة احترافية، تتوفر على كامل الاستقلالية، وقادرة على تنظيم بطولة يتطلع إليها كل عشاق هذه الرياضة، وإخراج كرة السلة من الجمود الذي أصابها لمدة قاربت السنتين.
وأضاف «أوراش أنه سيخلق عصبة تعنى بشؤون فرق القسمين الوطنيين الثاني والثالث .
وفي الشق المالي، ذكر بالاتفاق الذي كانت وعدت به الكاتبة العامة السابقة لوزارة الشباب والرياضة، والذي سيكون مفتاحا لحل بعض المشاكل المالية .
وبعد المناداة على لائحة نور الدين عراقي، الذي كان الكل يعرف بأنها فضلت عدم الحضور، انضباطا للحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية، شرع الحاضرون في عملية الاقتراع  وهي العملية التي تميزت بضبط عدد الأصوات الخاصة بكل ناد.
وأسفرت عملية الفرز عن فوز مصطفى أوراش بـ 173 صوتا من أصل 175صوتا، وذلك بعد أن صوت أحد الحاضرين للائحة «نور الدين عراقي» الغائبة، فيما ألغي صوت واحد.
وحتى يكتمل الجمع تمت المصادقة على أعضاء اللجن والمالية.
وقال أوراش عقب انتخابه رئيسا للجامعة إنه لن يقصي أيا كان، وأن يده ستبقى ممدودة لكل المنتمين لكرة السلة، والذين يوجد من بينهم» نور الدين عراقي، لأن كرة السلة محتاجة إلى كل المنتمين إليها. مضيفا أنه سيعمل من أجل أن تسترجع كرة السلة المغربية وهجها على المستويين القاري والدولي، خاصة بعد الوجه المتواضع الذي ظهرت به أخيرا في المنافسات الإفريقية.
ومن جهته، أصدر «نو الدين عراقي بلاغا أوضح فيه  أنه، وبمعية أعضاء لائحته المرشحة لرئاسة الجامعة، انسحبوا  على أثر صدور حكمين قضائيين استعجالين  باسم جلالة الملك، بوقف أشغال الجمع العام العادي الانتخابي ليوم الأحد 20 دجنبر، وأنه وتنفيذا واحتراما لحكم صادر باسم جلالة الملك، أعلن الانسحاب وعدم الحضور تطبيقا لحكم المحكمة. وأنه يحمل من حضر ولم يحترم حكما صادرا عن السلطة القضائية باسم جلالة الملك مسؤولية ذلك ، مذكرا بمنع المفوض القضائي من تبليغ الحكم إلى كمال  الهجهوج، رئيس اللجنة المؤقتة.
وأكد العراقي على أنه قبل  عقد الجمع العام، تم اللجوء إلى القضاء الاستعجالي من طرفه للطعن في لائحة مصطفى أوراش وعبد اللطيف مقداد، أحد أعضاء لائحته ومن طرف رئيس ناد من تازة ،كان رفع دعوى قضائية من أجل المطالبة بإيقاف الجمع العام، وكانت هناك دعوى من رئيس ناد من عصبة الأقاليم الصحراوية  طعن في النظام الأساسي.
ومن خلال إطلاع  جريدة «الاتحاد الاشتراكي «على كل الأحكام، فإن المحكمة الابتدائية بالرباط رفضت طعن «نور الدين عراقي» ورئيس ناد أمل العيون، في حين قضت بإيقاف الجمع العام الذي طالب به رئيس ناد من تازة.
ومن جهته، وفي تقرير أعده المفوض القضائي المنتدب من محامي الأطراف الطاعنة في الجمع العام، أكد هذا الأخير بأنه تم منعه من طرف الأمن الخاص للمركب، كما أن رئيس اللجنة المؤقتة  لم يعره أي اهتمام .
ومن خلال كل هذه المعطيات، لا أحد يستطيع التنبؤ بمصير كرة السلة المغربية، فهل ستولد من جديد أم أن «المثففين» سيدخلون معشوقتهم في نوم سريري، قد يطول أو قد يقصر، لكن الأكيد هو أن هناك العديد من المنتمين لكرة السلة يعانون يتألمون، ومنهم من أصبح متابعا، قضائيا بعدما أصبح عاجزا عن تنفيذ التزامات مادية بسبب العطالة التي أصابته.
وعرف مركب الأمير مولاي عبد لله حضور من مجموعة من لاعبي كرة السلة، الذين نظموا وقفة احتجاجية طالبوا من خلالها بإخراج كرة السلة من المحاكم، التي يظهر أن مقام هذه الرياضة بها سيطول، في غياب أي إرادة سياسية، تضع حدا لهذا الوضع المقلق جدا.


الكاتب : عبد المجيد النبسي 

  

بتاريخ : 22/12/2020