بعيدا عن الضوضاء، قريبا من القصة وعلاقتها بالصورة

مجموعة البحث في القصة بالمغرب تعاود
إطلاق ورشتها القصصية الأكاديمية

 

بعد غياب قهري بسبب وباء الكورونا، أعلنت “مجموعة البحث في القصة بالمغرب”، عن استئناف أنشطتها الثقافية التي تم تعليقها لمدة سنتين كاملتين. استئناف بطعم التكوين والتحليل والنقد الأكاديمي الذي يؤطره أعضاؤها والمشرفون عليها ويتعلق الأمر بكل من مصطفى الجباري، عبد المجيد جحفة وقاسم مرغاطة. وتعرف أشغال ورشات المجموعة القصصية حضور عدد من الكتاب، ومن بينهم الكاتب المغربي أحمد بوزفور ومحمد الكويندي وسلمى براهمة وغيرهم من الكتاب. وتعد مجموعة البحث في القصة بالمغرب، واحدة من أهم وأقوى المجموعات الثقافية التي تشتغل على القصة المغربية في المغرب، أكاديميا ونقديا، وتحظى باحترام واسع داخل المجال الثقافي المغربي.
اللقاء الذي احتضنته كلية الآداب والعلوم الانسانية بنمسيك، يوم السبت الماضي، يعتبر اللقاء الأول لمجموعة البحث في القصة بالمغرب خلال هذه السنة، تم الإعلان خلاله عن الكراسة القصصية التي سيتم الاشتغال عليها طيلة هذه السنة، كما أعلنت المجموعة عن إهداء أشغال هذه السنة إلى روح عبد الرحيم العراقي، مستحضرة أيضا روح الكاتب المغربي الراحل ادريس الخوري وعلاقته بالورشة وصدقه وعدم مهادنته في زمن ثقافي صعب، إضافة إلى استحضار روح الكاتبتين مليكة مستضرف وفتيحة بزورك. استحضار ورحيل بطعم الفقد والأماني الإبداعية التي لم تتحقق في سياقات مختلفة.
وتعد الورشات القصصية من أهم البرامج التي تقودها المجموعة ، وهي ورشات مفتوحة في وجه الطلبة وكذلك الكتاب والمهتمين بعوالم القصة القصيرة بالمغرب، حيث أعلنت المجموعة هذه السنة عن كراسة قصصية غنية، تضم نصوصا تنتمي إلى عدد من البلدان كباكستان وأمريكا والنمسا ومصر وغيرها من القارات الأدبية التي تقدم أعمالا قصصية تمثل مرجعية فنية وجمالية بالنسبة للمهتمين بتحليل وكتابة القصة.
عن ذلك يقول الدكتور والناقد قاسم مرغاطة بعد ترحيبه بالطلبة الجدد لهذه السنة: ” بعيدا عن الضوضاء، نطمح إلى تطوير تجاربنا القرائية والإنسانية، في سياق أكاديمي وفكري. ونصوص هذه السنة منتقاة بعناية فائقة، وموجهة فنيا وفكريا وما يهمنا ليس الاختيار الجغرافي للنصوص إنما الآثار الفنية لتلك النصوص، وما تمنحه من قدرة على قراءتها ببطء وتأمل واجتهاد”، معتبرا مواعيد هذه الورشة القصصية ، لقاءات فرح وشغف وانتصار على قيم اليأس والعنف، مضيفا بأنها ورشة للقيم الجمالية والإنسانية، في إطار مسار و لقاءات تقوي الذائقة الجمالية والفنية للمهتمين بالقصة”، مؤكدا خلال هذه الورشة أن أصعب الإمكانيات هي الإمكانيات الفكرية.
من جهته، اعتبر الدكتور والكاتب مصطفى الجباري، معقبا على مجموعة النصوص التي تضمنتها الكراسة القصصية لهذه السنة، أن اختيار أعضاء المجموعة لهذه السنة انتصر للتوجه نحو نصوص فيها عامل مشترك، محورها العلاقة الكبيرة بين القصة والصورة، خاصة أن هناك متنا قصصيا عالميا كبيرا يقدم لهذه العلاقة، وهو موضوع واسع سعة الصورة بمدلولها الكبير، والتقدم التقني الحديث الذي منح التقدم للصورة على حساب اللغة محدثا نوعا من اختلال التوازن بين اللغة والصورة. كما أعلن مصطفى الجباري عن وجود مقترح للمجموعة لتنظيم ندوة كبرى حول تيمة القصة والصورة إن توافرت الشروط الكافية لذلك، إضافة إلى اقتراح تنظيم يوم دراسي حول الكاتب المغربي الراحل إدريس الخوري. ومن ضمن الأنشطة المقترحة لمجموعة البحث في القصة بالمغرب، عرض فيلم “لوكان يطيحو لحيوط” للمخرج السينمائي المغربي حكيم بلعباس، باعتباره عملا سينمائيا يشتغل على السرد القصير.
كما قرأ مصطفى الجباري خلال هذا اللقاء نصا قصصيا للكاتب أحمد بوزفور بعنوان “الطبق” تأكيدا على حضور المبدع روحيا وإنسانيا ضمن ورشات المجموعة في انتظار حضوره الجسدي.
من جهة أخرى، اعتبر عضو المجموعة، الكاتب والدكتور عبد المجيد جحفة أن استئناف الورشة القصصية للمجموعة هو استئناف لفرع فقط من فروع أنشطة مجموعة البحث في القصة القصيرة، باعتبار أن هذه الأخيرة لديها برنامج أقوى وأكبر كإعادة إصدار مجلة “قاف صاد”، وإنجاز أعمال نقدية وترجمات، وهي الأعمال التي تشكل النواة الصلبة لمجموعة البحث في القصة القصيرة، مؤكدا في مداخلته على دور القراءة للكاتب، وأن الكتابة لا تأتي من فراغ .

يتناول اللقاء القادم لمجموعة البحث في القصة القصيرة قراءة في نصَّيْ «فنُّ رسمك» لإدواردو غاليانو، و»بيجماليون» لأوفيد.
أما الكراسة القصصية للموسم الجامعي 2022 ـ 2023 فتتضمن النصوص التالية:
1. فن رسمك؛ إدواردو غاليانو، ترجمة صالح علماني
2. 1. الضرير والفتاة؛ ياسوناري كاواباتا، ترجمة كامل يوسف حسين
2. 2. وجوه؛ ياسوناري كاواباتا، ترجمة كامل يوسف حسين
3. معاناة فنان: نجاة وانغ فو؛ مارغريت يورسينار، ترجمة سَعْد صائب
4. اللوحة البيضوية؛ إدغار ألان بّو، ترجمة خالدة سعيد
5. المرتبة المقعّرة؛ يوسف إدريس
6. امرأة من بخار؛ كارلوس رويث ثافون، ترجمة معاوية عبد المجيد
7. مسرح النافذة؛ إلزه آيشنجر، ترجمة أحمد كامل عبد الرحيم
8. السهل؛ جورج كيرويل، ترجمة عبد الرحيم حزل
9. اللّحاف؛ عصمت شوغتاي، إبراهيم الكيلاني وإبراهيم الشهابي
10. الجدارِية؛ بيو سونغ ـ لنغ، ترجمة المصطفى جباري
11. القصة التاسعة من الليلة السابعة؛ جيوفاني بوكاشيو، ترجمة صالح علماني
12. بيجماليون؛ أوفيد، ترجمة ثروت عكاشة


الكاتب : ليلى بارع

  

بتاريخ : 03/12/2022