بقرار أممي أشادت به نائبة بايدن وبلينكن وقدمه هلال ونظيرته الأمريكية .. الولايات المتحدة والمغرب يرسمان طريق العالم في مستقبل الذكاء الاصطناعي

أشادت الولايات المتحدة الأمريكية، يوم الخميس، باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة أول قرار أممي بشأن الذكاء الاصطناعي، برعاية مشتركة بين المغرب والولايات المتحدة.
وقالت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، في بيان، إن هذا القرار، الذي حصل على دعم 123 دولة عضو حتى يوم اعتماده، «خطوة تاريخية نحو وضع معايير دولية واضحة للذكاء الاصطناعي وتعزيز أنظمة آمنة وموثوقة لهذه التكنولوجيا».
وأضافت أن النص يبين الطريق التي يجب اتباعها في مجال الذكاء الاصطناعي بحيث يمكن لكل دولة اغتنام الفرص التي تتيحها هذه التكنولوجيا وتدبير مخاطر الذكاء الاصطناعي.
من جهته، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن هذا القرار يشكل مقاربة عالمية فريدة من نوعها لتطوير واستخدام هذه التكنولوجيا الصاعدة.
وأضاف رئيس الدبلوماسية الأمريكية، في بيان، أن الذكاء الاصطناعي يوفر إمكانات هائلة للنهوض بالتنمية المستدامة وأهداف التنمية المستدامة، مشيرا إلى أن هذا النص يسهم في ضمان استفادة جميع الدول من مزايا الذكاء الاصطناعي وتقليص الفجوة الرقمية، ولا سيما بالنسبة للبلدان النامية.
وجرى تقديم هذا القرار يوم الخميس الماضي أمام الصحافة الدولية، من قبل السفيرة الممثلة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، ونظيرها المغربي، السفير عمر هلال.
ويشدد هذا القرار المتوافق بشأنه على الحاجة إلى مواصلة المناقشات حول مناهج الحكامة الملائمة للذكاء الاصطناعي التي ترتكز على القانون الدولي، والشاملة والمصممة لتلبية الاحتياجات والقدرات المختلفة للبلدان المتقدمة والنامية.
ويشهد اختيار الولايات المتحدة الأمريكية للمغرب كمشارك رئيسي في رعاية هذا القرار على متانة وقوة الشراكة الاستراتيجية والتاريخية متعددة الأبعاد القائمة بين الرباط وواشنطن. كما يعكس المصداقية والثقة والاحترام اللذين تحظى بهما المملكة المغربية على المستوى الأممي والدولي، تحت القيادة المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس.
ونوه السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، بهذا القرار التاريخي والتوافقي والذي يعد ثمرة عملية تفاوضية تشاركية وشاملة.
وشدد على أن المغرب يتشرف بالمشاركة في تقديم هذا القرار التاريخي والتفاوض بشأنه منذ انطلاق تصوره، مشيرا إلى أن هذا القرار الأول بشأن الذكاء الاصطناعي سيظل محفورا في سجلات المنظمة المتعددة الأطراف.
وبالنسبة للدبلوماسي المغربي، فإن هذا القرار ليس غاية في حد ذاته، بل بداية مشروع جماعي لتشكيل أنظمة ذكاء اصطناعي آمنة وموثوقة لتحقيق التنمية المستدامة، والتي لا تترك أحدا يتخلف عن الركب.
هلال: قرار تاريخي
بأربعة رهانات

وقال عمر هلال، إن أول قرار للأمم المتحدة بشأن الذكاء الاصطناعي، من تقديم المغرب والولايات المتحدة، «تاريخي» ويرسي تحركا دوليا من أجل إدارة وحكامة دولية مشتركة للذكاء الاصطناعي.
وسلط هلال، في تصريح لقناة Medi1 TV، الضوء على الرهانات الأربعة الرئيسية لهذا القرار الذي ستعتمده الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الخميس.
وأوضح أن الرهان الأول ذو طبيعة سياسية، لأنه «حان الأوان للتوصل إلى إجماع أممي حول تصور جماعي ومشترك وليس منقسما» حول الذكاء الاصطناعي، في مواجهة انتشار اللوائح والمبادرات التي لوحظت خلال السنوات الأخيرة.
وأضاف أن الرهان الثاني يتعلق بحتمية التوفر على رؤية مشتركة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي ينبغي أن تكون موثوقة وشاملة وتتمحور حول الإنسان، وموجهة نحو التنمية وتستند إلى القانون الدولي، مشيرا إلى أن الرهان الثالث يهم ضرورة تعزيز حوار شامل بين البلدان والشركاء ومختلف الأطراف المعنية (الشركات، مختبرات البحوث والقطاع الخاص ..).
وفي ما يتعلق بالرهان الرابع، قال هلال إنه يتعلق بتحقيق استخدام أمثل للذكاء الاصطناعي من أجل تنفيذ الأهداف الإنمائية.
وقال هلال إنه «إذا تمكنا من تحقيق استفادة قصوى من الذكاء الاصطناعي، فإن الدول النامية، على وجه الخصوص، ستربح الوقت وستوفر المال والطاقة والموارد البشرية».
وخلال رده على سؤال بخصوص إمكانات الذكاء الاصطناعي كرافعة استراتيجية للتنمية بإفريقيا والمغرب، أشار هلال إلى أن القارة السمراء «متأخرة بشكل كبير» في مجال التكنولوجيات الحديثة بشكل عام، والذكاء الاصطناعي بشكل خاص، مؤكدا أن هذا القرار الأممي يأتي لمساعدة البلدان النامية وجميع بلدان الجنوب على تقليص هذه الفجوة والتعاون معا.
وأبرز أن مجالات التعاون تشمل، على الخصوص، نقل التكنولوجيات، وتمويل تطوير الذكاء الاصطناعي، والاستغلال الجماعي للتطبيقات، فضلا عن قطاعات مختلفة أخرى كالفلاحة، والصحة، ومكافحة تغير المناخ، والفقر، والأمن الغذائي.
من جهة أخرى، أشار الدبلوماسي المغربي إلى أنه ينبغي للبلدان النامية بشكل عام، وإفريقيا بشكل خاص، ألا تتأخر في التنفيذ، لاسيما في ما يتعلق باعتماد الذكاء الاصطناعي، لأنه «يخدم تنميتها».
وأضاف أن «المغرب، الذي كان مناصرا للدول النامية وخاصة الإفريقية خلال التفاوض حول هذا القرار»، يحتل موقعا رياديا في مجال الذكاء الاصطناعي على المستوى القاري، موضحا أن المملكة تتوفر بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية على المركز الدولي للذكاء الاصطناعي (AI Movement) الأول من نوعه بإفريقيا.
وذكر بأن هذا المركز يعد رائدا في مجال البحث وتقاسم التجربة المغربية في هذا المجال مع الدول الشقيقة والصديقة، مبرزا أن المملكة ستستقبل، خلال شهر يونيو المقبل، القمة الأولى للذكاء الاصطناعي، التي ستنظم بشراكة مع اليونسكو.
وخلص إلى القول «نحن سباقون وديناميون ومتضامنون مع بلدان الجنوب، التي تقع تنميتها في صلب استراتيجية صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل قارة تتولى زمام أمورها».


بتاريخ : 23/03/2024