«يعتبر فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بتارودانت، الذي دشن بتاريخ 24 نونبر 2015، بمناسبة تخليد الذكرى الـ60 لعيد الاستقلال المجيد، مؤسسة تربوية تثقيفية تروم بالخصوص صيانة الذاكرة الوطنية والحفاظ عليها»، كما أن «إحداث هذا الفضاء، يأتي في سياق المجهودات والمبادرات الموصولة التي تبذلها المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لصيانة الذاكرة الوطنية والتعريف بأمجاد ملحمة العرش والشعب، في سبيل نيل الاستقلال والوحدة الوطنية، وذلك لإبراز التراث التاريخي والحضاري والثقافي الوطني واستلهام درره وتنوير أذهان الناشئة والأجيال الصاعدة بدروسه وعبره وقيمه» حسب معطيات عن الفضاء.
«ويحتوي هذا الفضاء، الذي يسافر بالزائر لاكتشاف ملاحم الكفاح الوطني، بالخصوص، على رواق لعرض الوثائق التاريخية والمخطوطات والصور والتحف والأدوات والمعدات من قطع الأسلحة والألبسة واللوازم التي جرى استخدامها إبان فترة المقاومة، ورواق خاص بصور سلاطين وملوك الدولة العلوية الشريفة، ورواق خاص بالأحداث الوطنية الكبرى التي أثرت في مسيرة هذا الكفاح والصمود.كما يتوفرعلى خزانة تتضمن مجموعة من الكتب والإصدارات والمؤلفات حول الثقافة الوطنية والفكر الوطني، ومؤلفات أخرى في مجالات مختلفة، بالإضافة إلى قاعة مخصصة لعقد الاجتماعات واللقاءات التواصلية، وقاعة للسمعي البصري وقاعة للإعلاميات وقاعة للمطالعة ومرافق إدارية وصحية».
«إن هذا المكان، يشكل قيمة مضافة حقيقية للمشهد الثقافي والتربوي بالإقليم، على اعتبار أنه يحتضن أنشطة وفعاليات متنوعة، على مدار السنة، ضمنها ندوات ومحاضرات وعروض وموائد مستديرة، تستأثر باهتمام التلاميذ والطلبة والباحثين وعدد من فعاليات الإقليم» يوضح أحمد الخطابي، مدير فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بتارودانت ، في تصريح لـ «و.م.ع»، لافتا إلى «أن هذه المؤسسة تحظى باستمرار بزيارة تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية الذين تقدم لهم معلومات وشروحات مدققة حول كل ما تزخر به قاعة العرض المتحفي التابعة للفضاء من صور ومخطوطات تاريخية وتحف ومعدات إثنوغرافية محلية.كما يمكن لزوار الفضاء التعرف على معروضات تبرز بالملموس بطولات وتضحيات أفراد المقاومة وإرثهم العريق ووطنيتهم الخالصة في الدفاع عن الوطن، منها أزياء وألبسة وبذلات تقليدية محلية نسائية ورجالية كان يرتديها أفراد المقاومة في فترات السلم والحرب، وأسلحة تشهد على أصالة وبراعة مقاومي منطقة سوس، ومناجل وخناجر متقنة الصنع، ومن مختلف الأحجام، كان يستعين بها أفراد المقاومة.»
بدورهم، يجد الطلبة والباحثون ضالتهم في هذا الفضاء المتميز على اعتبار أنه يتيح لهم ارتياد المكتبة التابعة للفضاء والاطلاع ، عن قرب ، على مجموعة من الكتب والمراجع التي تزخر بها حول مواضيع تهم، «تاريخ المقاومة والكفاح الوطني والملاحم الوطنية الخالدة وسير ونبذ المقاومين، والذاكرة المشتركة للمغرب مع عدد من الدول العربية والإسلامية والغربية التي كان لها تأثير كبير وحضور مهم في تاريخ المغرب المعاصر».كما وضعت قاعة الإعلاميات التابعة للفضاء وقاعة للمطالعة رهن إشارة الطلبة والباحثين وتلاميذ المؤسسات التعليمية لإجراء الدراسات والبحوث الخاصة بهم، لاسيما ما يتعلق بتاريخ المقاومة والتحرير والكفاح الوطني، والاطلاع في الآن ذاته على ما يشغل بالهم ويروي ظمأهم من معارف ومعلومات مفيدة».
إنه، إذن، «فضاء هام وأساسي في صيانة والحفاظ على الموروث التاريخي الوطني والمحلي للحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، من خلال تعزيز روح الانتماء والمواطنة في أبهى حللها وتجلياتها».