لفت إسماعيل بناصر، أنظار عشاق «الكالتشيو»، بعد تألقه المميز في أولى مواسمه مع إمبولي في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، قبل أن يأسر قلوب الجزائريين في كأس أمم إفريقيا الأخيرة.
فإسماعيل بناصر هو لاعب وسط جزائري من أب مغربي وأم جزائرية، ولد في مدينة آرل الفرنسية في 1 دجنبر عام 1996، وتفجرت موهبته الكروية في سن مبكرة مع فريق «آرليه أفينون» الفرنسي، فاستأثر باهتمام كبار الأندية الإنجليزية، ليستقر به المقام عام 2015 في العاصمة لندن، عبر محطة أرسنال.
ولسوء حظ اللاعب اليافع، لم تكلل تجربته الأولى خارج فرنسا بالنجاح، إذ لم يحصل على فرصته مع أرسنال، واكتفى بالمشاركة في مباريات معدودة على رؤوس الأصابع، لتتم إعارته إلى فريق «تورز» الفرنسي في عام 2017، ومنه انتقل إلى إمبولي، ولعب أساسيا مع الفريق الإيطالي منذ موسمه الأول في دوري الدرجة الثانية، واستطاع الصعود معه إلى الدرجة الممتازة بعد موسم واحد فقط، قبل أن يتألق بشكل كبير في الموسم المنصرم، ويصبح مطلبا لأكبر الأندية الإيطالية، وعلى رأسها نادي ميلان.
وكان عام 2016 المنعرج الأهم في مشوار بناصر، لأنه كان عليه أن يختار بين المنتخب الفرنسي أو الجزائري أو المغربي، حيث كان حينها لوالده رغبة في دفع الابن إلى حمل قميص المنتخب الوطني المغربي، فربط الاتصالات الأولى بناصر لارغيت، المدير التقني الوطني حينها، لكنه خيب آمال بناصر الابن، بعدما عرض عليه تمثيل المنتخب الأولمبي في البداية.
ولم تمر سوى أشهر قليلة على هذا «التجاهل»، حتى تحقق طموح بناصر في أن يكبر مع الكبار، بتلقيه دعوة لتمثيل المنتخب الجزائري الأول، بإلحاح الأم الفخورة بابنها.
وتألق بناصر بشكل لافت مع منتخب بلاده الجزائر، خلال بطولة كأس أمم إفريقيا التي اختتمت مؤخرا في مصر، حيث اختير أفضل لاعب في البطولة القارية، بعدما قاد منتخب «محاربي الصحراء» للتتويج باللقب الإفريقي للمرة الثانية في تاريخه بعد لقب 1990.
وشارك المشجعون المغاربة جيرانهم الجزائريين فرحة التتويج بالبطولة الإفريقية، لكنهم لم يخفوا في الآن ذاته تحسرهم على ضياع موهبة «بناصر»، التي ربما كانت ستشكل إضافة نوعية لخط وسط منتخب «أسود الأطلس» المتقهقر والمهلهل.