عن دار خطوط وظلال يصدر قريبا، كتاب : «بيان يحيا الفن المنحط…والمراهنة على مصالحة الفضيلة مع الفطرة» للباحث التونسي الدكتور محمد بن حمودة.
يتساءل بن حمودة في هذا الكتاب عن:
«ما هي الوسائل التي نملكها لنجعل الأشياء جميلة، جذابة ومرغوبة، عندما لا تكون كذلك؟ ويبدو لي أنها في ذاتها ليست كذلك على الإطلاق. في هذا قد نستطيع أن نتعلم الكثير من الأطباء، مثلا حين يلطفون المرّ أو حين يمزجون الخمر والسكر؛ لكن قد نتعلم أكثر من الفنانين الذين يرمون باستمرار، على العموم، إلى ابتكارات مشابهة وإلى براعة في التغلّب على العقبات. من ذلك الابتعاد عن الأشياء إلى الحدّ الذي تمّحي فيه كثير من تفاصيلها أو توظيف فاعلية الابصار على نحو يستدعي للمرئية تفاصيل أخرى تجعلنا نبصرها على نحو آخر […] هذا كل ما سيكون علينا أن نتعلمه من الفنانين، أما في خصوص ما عدا ذلك، ينبغي أن نكون أكثر حكمة منهم. ذلك أن فاعلية نباهتهم تتوقف عادة حيث ينتهي الفن وتبدأ الحياة. في المقابل، فإن شعارنا – في ما يخصنا نحن- هو التالي: ‘لنكن شعراء حياتنا، في أصغر التفاصيل وفي أكثرها تفاهة قبل كل شيء›.»