بورتريه : الفنان التشكيلي ‬إدريس الحسكي العاشق الدائم لعلائق الظل والنور

 

بين الهدوء والتواضع وأحيانا الخجل والصمت، تتوزع شخصية الفنان التشكيلي ‬إدريس الحسكي ، فهو من مواليد مدينة سيدي قاسم وله مشاركات وفعاليات عديدة داخل وخارج المغرب ، ‬إلى جانب نخبة من فناني المغرب ومبدعيه في ميدان الفن التشكيلي.
منذ طفولته مارس الحسكي الرسم حرا وبدون دراسة أكاديمية ، وكانت رسوماته تنال حيزا كبيرا من رضا زملائه وإعجاب متتبعيه على مواقع التواصل الاجتماعي ومع مرور الزمن وبمصاحبة البحث والثقافة الفنية الذاتية ، تطورت أعماله كثيرا وأصبحت لوحاته تبهر الناظرين ، ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬اليوم حاملا شعار ‬الإبداع‭ ‬ثم‭ ‬الإبداع .
تمتاز أعمال الفنان الحسكي‭ ‬إدريس ، بالتركيزعلى فلسفة الموضوع في مجال الرسم ، حيث تتكلم معظم لوحاته عن الحب والسلام ، كما تعبر عن الواقع وتحاكي الذات الانسانية ، فهو يعتمد فيها على أسلوب الدقة والألوان المختلفة المعبرة عن الحياة . ‬إضافة‭ ‬إلى ذلك يستخدم في عمق اللوحة طرقا وأساليب متعددة كالحديث عن المرأة كونها أمه وأخته ، وهو في ذلك يشكل حوارا مستمرا مع الانسان.
ويعتبر التشكيلي الحسكي ، من أهم الفنانين الذين أحبوا طبيعة بلادهم وتأملوا فيها وحاولوا اكتشاف أسرار الطبيعة والألوان فيها ، من خلال حسه العفوي الصادق وعشقه الدائم لعلائق الظل والنور وتفاصيل تدرج الأشكال والحجوم والرموز في بساط الأرض المخضرة ، وقد يتعلق بصرك بالألوان وابتسامة الطبيعة الساحرة بين ثنايا لوحاته التي تسري وتشع على محيط جميع العيون العاشقة للجمال وكأنها المبارزة الواقعية لتفاصيل المهارات والابداع الروحي ، وهي تجزي المساحات‭ ‬إلى مجموعة قصص شبه واقعية تشكل بمجموعها الإحساس الجميل .
يقول التشكيلي‭ ‬إدريس الحسكي «لوحاتي بالنسبة لي هو أن أكون متوازنا في الحياة بمعنى أن أقدم هذا الجمال قدر ما أستطيع ، وخلاله سأكون سعيداً جداً ، وأنني قد أدّيت مهمتي كفنان تشكيلي على أحسن وجه «. ويضيف الحسكي : «معظم لوحاتي تتحدث عن الحب والسلام والسكينة والأمان ، وكأنني أنشد هذا السلام لأي مكان في العالم ، لكلّ شعوب الأرض.
‬ورغم كل هذا المجهود والعمل المتواصل لايزال التشكيلي الحسكي‭ ‬يطمح‭ ‬لأن‭ ‬يصل‭ ‬بفنه‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬أبعد‭ ‬وأرحب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬من‭ ‬إبداع‭.‬


الكاتب : عبد المجيد رشيدي‎

  

بتاريخ : 07/01/2019