بورتريه برلماني : الراحل سي مصطفى القرشاوي البرلماني والسياسي والنقابي  والصحفي والكاتب

الشخصية البرلمانية اليوم سياسية وإعلامية اتحادية بامتياز، نقابي وصحفي وكاتب مغربي، هو الراحل سي مصطفى القرشاوي.
انتخب سنة 1984 نائبا عن إحدى دوائر عمالة آنفا بالدارالبيضاء وكانت له أيضا تجربة متميزة في التدبير الجماعي، حيث قاد تحالفا ديمقراطيا وأصبح رئيسا لجماعة عين الذئاب بالدار البيضاء سنة 1976.
وُلد سي مصطفى القرشاوي بتاريخ 1 يوليوز 1939 بالجعافرة  دوار القراشنة بجماعة رأس العين قلعة السراغنة، تابع دراسته بثانوية ابن يوسف بمراكش بعدها عمل مدرسا بعدة مناطق، التحق بسلك التعليم بشكل رسمي سنة 1957، شارك في انتفاضة 25 يناير 1959، ثم استقر بالدارالبيضاء في بداية الستينيات، قادما من مراكش، وانخرط بكل كيانه في جميع المحطات النضالية بهذه المدينة في الميادين السياسية والنقابية والإعلامية والثقافية.
في سنة 1962 انتخب عضوا في المجلس الوطني لحزب القوات الشعبية، وفي السنة نفسها انخرط في الصحافة الاتحادية، بعد اعتقالات 1963 الواسعة التي تعرض لها الاتحاديون، وبعد توقيف جريدة «التحرير»في يوليوز 1963 التي كان يُصدرها الحزب، أصدر مع ثلة من المناضلين الاتحاديين جريدة «الأهداف»، حيث تحمل رئاسة تحريرها من بداية 1964 مع آخرين وذلك لسد الفراغ التنظيمي أثناء الحملة القمعية لأوفقير، هذه الجريدة تعرضت للمنع وللمحاكمة بتاريخ 9 أبريل 1964، التهمة كانت حول نشرها لتغطية عن محاكمة ما يسمى بالمؤامرة.  كان سي القرشاوي من المؤسسين لمجلة «الرائد» سنة 1967 حيث كان رئيس تحريرها، كما ساهم في تعزيز أسبوعية «فلسطين» سنة 1968.
وقام بدور كبير في تنظيم التظاهرات التي تلت حرب يونيو 1967، مما جعل أجهزة القمع تكلف أحد أعوانها بتعقبه خلال التظاهرة وضربه على فمه حتى سقطت أسنانه الأمامية، وظل، على عادة أهل مراكش، ينتظر سنوات، مبررا امتناعه عن إصلاح أسنانه بأنها من آثار العدوان، تحمل مسؤولية رئيس تحرير المحرر منذ سنة 1966. هو من المؤسسين لجمعية مساندة الكفاح الفلسطيني بالمغرب، ساهم وأطر اتحاد كتاب المغرب في بداية السبعينيات، بتعاون مع الكتاب الوطنيين الديمقراطيين. تكثف نضاله أواخر الستينيات وبداية السبعينيات على الصعيد الحزبي، حيث توطدت علاقته بعمر بن جلون وشارك إلى جانبه في حركة 30 يوليوز 1972، ساهم في تأسيس النقابة الوطنية للتعليم سنة 1966، والمركزية الكونفدرالية الديمقراطية للشغل سنة 1978، تعرض للاعتقالات والملاحقات سنة 1970، في 9 مارس 1973 حوكم صحبة إخوانه الاتحاديين أمام المحكمة العسكرية التي برأته، ليختطف من باب السجن وينقل ورفاقه إلى معتقل سري بتمارة قضى به عدة شهور، شارك في الإعداد للمؤتمر الاستثنائي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وانتخب لعضوية اللجنة الإدارية الوطنية للاتحاد الاشتراكي في المؤتمر الاستثنائي في يناير 1975، وهي مهمة أسندت له في المؤتمر الثالث سنة 1978.
انخرط في المسلسل الانتخابي في خريف 1976، وأفلح رغم المضايقات في تشكيل تحالف وطني ديمقراطي ترأسه لتسيير جماعة عين الذئاب بالدارالبيضاء، والتي شكلت نموذجا مشرقا في تدبير الشأن المحلي، أثار حقد إدريس البصري قيدوم وزارة الداخلية بالمغرب، الذي قرر ألا تتكرر تلك التجربة فمسح اسم تلك الجماعة نهائيا وقسمها إلى جماعات سماها سيدي بليوط وآنفا، في سنة 1977 سيتقدم القرشاوي للانتخابات التشريعية في دائرة البرنوصي بالدارالبيضاء.
تعرض الراحل للاعتقال، يوم 21 يونيو 1981، على إثر الإضراب العام يوم 20 يونيو 1981، كان آنذاك رئيسا لتحرير جريدة «المحرر» إضافة لرئاسة جماعة عين الذئاب، وتم منع جريدة «المحرر» من الصدور، وأثناء الاعتقال كان البحث معه حول بعض الكلمات التي كان يكتبها في ركن «بصراحة» بجريدة «المحرر». قضى ما يقرب من 11 شهرا في السجن، وتم الإفراج عنه بعد الانتخابات الجماعية كي لا تتاح له فرصة المشاركة فيها وذلك أواخر سنة 1983.
شارك في الانتخابات البرلمانية وفاز بمقعد نيابي عن إحدى دوائر عمالة آنفا بالدارالبيضاء سنة 1984، وفي السنة نفسها انتخب عضوا بالمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في يوليوز 1984 في المؤتمر الوطني الرابع للاتحاد الاشتراكي. اشتغل صحافيا بالمحرر، ثم بجريدة الاتحاد الاشتراكي، انضم إلى اتحاد كتاب المغرب سنة 1968. له مجموعة مقالات بالصحف الوطنية المغربية: الهداف، المحرر، الاتحاد الاشتراكي، وغيرها. نُشرت له عدة مقالات سياسية ونقابية وفكرية وشارك في العديد من اللقاءات والندوات والمناظرات داخل الوطن وخارجه، لعب دورا بارزا في حقل الصحافة الاتحادية، من جريدة «التحرير» و»الأهداف» و»فلسطين» و»المحرر» إلى «الاتحاد الاشتراكي»، كان يشكل عنصرا رئيسيا في بلورة الخط التحريري لصحافة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. رفض أن يوشحه إدريس البصري وزير الداخلية والإعلام، أثناء المناظرة الوطنية الأولى للإعلام والاتصال بالرباط أيام 29-30-31- مارس 1993، حيث انسحب من القاعة، بهدوء، بمجرد اقتراب موعد دوره للتوشيح، كي يسجل الغياب، وحتى لا يصافح البصري. انعزل عن السياسة والكتابة بعد أن تعب واشتد به المرض، إلى أن توفي في 27 أبريل 2005 بعد طول معاناة مع المرض عن عمر يناهز 66 سنة.


الكاتب : عبد الحق الريحاني

  

بتاريخ : 25/01/2024