شكل الراحل سي عبد الواحد الراضي، ظاهرة سياسية فريدة من نوعها، بعد أن بقي ينال ثقة الناخبين بنفس دائرته الانتخابية، لأكثر من خمسة عقود، إذ لم يهزم منذ ولوجه في العام 1963 إلى البرلمان كأصغر نائب في تاريخ المغرب، في أي استحقاقات تشريعية آخرها انتخابات الثامن من سبتمبر 2021، حيث انتخب لولاية برلمانية جديدة للمرة الحادية عشر على التوالي بدائرة سيدي سليمان.
وقد تحمل بهذه الصفة عدة مسؤوليات برلمانية حيث تولى خلال الولاية التشريعية 1963- 1964 رئاسة لجنة الوظيفة العمومية والإصلاح الإداري ومهمة نائب رئيس الفريق الاتحادي بمجلس النواب.
وفي 1977 تولى رئاسة الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، وهي المهمة التي استمر فيها إلى حين تعيينه من طرف جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني وزيرا للتعاون عام 1983. وعين سي عبد الواحد الراضي في 1984 أمينا عاما للاتحاد العربي الإفريقي الذي كان يضم المغرب والجماهيرية الليبية. وفي 1993 انتخب نائبا أولا لرئيس مجلس النواب ثم رئيسا للمجلس خلال الولايتين التشريعيتين (1997 – 2002) و (2002 – 2007).. وتولى سي عبد الواحد الراضي عدة مسؤوليات كبرى على صعيد المنظمات البرلمانية الجهوية و الدولية، حيث انتخب في أكتوبر 1998 رئيسا مشاركا للمنتدى البرلماني الأورو متوسطي إلى جانب رؤساء البرلمان الأوروبي المتوالين خلال الفترة من 1998 إلى مارس 2004، تاريخ تحويل المنتدى إلى جمعية برلمانية أورو متوسطية الذي كان أحد مؤسسيها البارزين، وتولى في إطارها رئاسة مجموعة العمل حول «السلم والأمن في الشرق الأوسط». كما تولى رئاسة مجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي من شتنبر 2001 إلى مارس 2003. وترأس اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي من 2001 إلى 2004. وفي أكتوبر 2004 انتخب عبد الواحد الراضي نائبا لرئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الدولي وهي المهمة التي استمر فيها إلى أكتوبر 2007، بعد أن ترأس المؤتمر 107 للاتحاد الذي انعقد في مراكش ، في مارس 2002. وفي 11 شتنبر 2006 انتخب رئيسا للجمعية البرلمانية لحوض البحر المتوسط، وهي المهمة التي تولاها خلال عامين. ويعتبر سي عبد الواحد الراضي من مؤسسي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية عام 1959،(الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حاليا) الذي انتخب كاتبا أولا له خلال المؤتمر الثامن للحزب (نونبر 2008). وعلى الصعيد المحلي يتولى السيد عبد الواحد الراضي رئاسة المجلس الجماعي للقصيبية (جهة الغرب الشراردة – بني حسن) منذ 1983. وتولى رئاسة المجلس الإقليمي للقنيطرة من 1977 إلى 1992 ثم رئاسة جهة الغرب – الشراردة – بني حسن من 1998 إلى 2004.
وفي يوم 15 أكتوبر 2007 عين جلالة الملك محمد السادس سي عبد الواحد الراضي وزيرا للعدل، في 9 أبريل 2010 انتخب رئيسا لمجلس النواب.