واصلت بورصة الدار البيضاء منحاها الانخفاضي للشهر السادس على التوالي، ونزلت رسملة البورصة إلى مستوى 588.9 مليار درهم في نهاية غشت، خاسرة مبلغ 38.1 مليار درهم من قيمتها مقارنة مع بداية العام الحالي.
وعلى مدى الأشهر الثمانية الماضية عرف منحى تطور رسملة سوق الأسهم المغربية مرحلتين متباينتين، تميزت الأولى بارتفاع قيمة السوق خلال الشهرين الأولين من السنة، والتي كسبت خلالها 45.6 مليار درهم، قبل أن تبلغ رسملة البورصة أعلى مستوى لها خلال العام يوم 9 مارس الماضي مسجلة 672.6 مليار درهم، بعد ذلك دخلت السوق مرحلة انخفاض مستمر فقدت خلاله زهاء 84 مليار درهم من قيمة رسملتها مقارنة مع أعلى مستوى الذي بلغته في مارس.
ويرجع السبب في هذا الهبوط أساسا إلى ضعف نتائج الشركات المدرجة خلال النصف الأول من العام مقارنة مع توقعات المتعاملين، الشيء الذي انعكس سلبيا على أسعار الأسهم المتداولة.
وانخفضت هذه الفترة أسعار أسهم 42 شركة من بين 74 شركة مدرجة في البورصة، مقارنة مع مستواها في بداية السنة. وعرفت أسعار أسهم 28 شركة من بينها، انخفاضات فاقت نسبتها 10 في المئة مقارنة مع بداية العام.
وتصدرت أسهم القطاع العقاري الأسهم الخاسرة خلال هذه الفترة، إذ انخفض مؤشر أسهم هذا القطاع بنسبة 44.33 في المئة مقارنة مع بداية العام، وذلك نتيجة هبوط سعر أسهم شركة «أليانس» للتطوير العقاري بنسبة 52.43 في المئة، والذي نزل من 204 درهم للسهم في بداية السنة إلى 97 درهم للسهم نهاية غشت. كما خسر سعر أسهم «الضحى» 48.6 في المئة، ونزل من 33 درهم إلى 17 درهم للسهم خلال هذه الفترة، وخسر سعر أسهم «إقامات السعادة» بدوره 24.25 في المئة من قيمته خلال هذه الفترة.
ومن أبرز الانخفاضات خلال هذه الفترة، شركة «ستروك» الصناعية التي نزل سعر أسهمها بنسبة 47 في المئة، وشركة «إ بي» المغرب للتجهيزات المكتبية والمعلوماتية التي انخفض سعرها بنحو 43 في المئة منذ بداية العام، و»فيني بروست» للأشغال العمومية بنسبة 42 في المئة، و»كوسومار» لصناعة السكر بنسبة 41 في المئة، والشركة المنجمية «إميضر» لاستخراج الفضة بنسبة 39 في المئة.
أما الأسهم الرابحة فتصدرتها أسهم شركة «داري كوسبات» للمعجنات والكسكس الصناعي، والتي ارتفع سعر أسهمها بنسبة 42.6 في المئة منذ بداية السنة. وتلتها على سلم الارتفاعات أسهم شركة «ألومنيوم» المغرب بنسبة 22.74 في المئة، ثم شركة «ريسما» السياحية بنسبة 21.53 في المئة، وللإشارة فإن هذه الشركة، التي تعتبر أكبر مستثمر سياحي في البلاد، أعلنت قبل أيام استحواذها على شركة «مراكش بلازا» السياحية، الشيء الذي سينعكس على سعر أسهمها في الأيام المقبلة.
كما عرفت أسهم شركة «ساتيام» للنقل الطرقي بين المدن ارتفاعا بنسبة 20.5 في المئة خلال هذه الفترة، متبوعة بنخبة من شركات التكنولوجيات والبرمجيات، من بينها شركة «هايتك بايمنت سيستمز» لأنظمة الأداء الإليكتروني التي ارتفع سعر أسهمها بنسبة 18.8 في المئة منذ بداية العام، ثم أسهم «مجموعة إم2إم» للبرمجيات التي ارتفع سعرها بنسبة18.3 في المئة خلال نفس الفترة. وعموما ارتفع المؤشر القطاعي لأسهم شركات المعدات والبرمجيات والخدمات المعلوماتية المدرجة في بورصة الدار البيضاء بنسبة 9.2 في المئة منذ بداية العام الحالي.