بين الأشعري وأسفي.. الإقامة في الشعر والقصيدة

 

نظم منتدى رع للثقافة والإبداع مهرجانه الدولي الثالث للشعر ..استضاف عشية انطلاقه الشاعر المغربي محمد الأشعري الذي اختير ضيف الدورة ..هذه اللمة الثقافية عرفت حضورا كبيرا ومتابعة من أهل الشعر من مختلف الاجيال في مساء جاوز وقته وامتد لاكثر من أربع ساعات ..للشعر تكلفته وللشعراء حماقاتهم …
من يكون محمد الأشعري ..يسأل طفل في قاعة الفنون التي احتضنت مهرجان ربيع الشعر في دورته الثالثة ..يرد أبوه الذي يصطحبه لأمسية الشعر …»ستعرف بعد قليل …»
في المسرح وعلى ركحه يمتشق شاعر جزولة وأسفي عبد الرحيم الخصار مرافعته ويمضي بكل دربة وخفة روح …ينسل بين الفقرات، يرمي الحضور برسائل ووقائع شعرية بعيدا عن الغارات وصعاليك المرحلة ……الشعر يا صديقي لا يكتبه «الحقراء»
بل الشعراء …
صعد محمد الأشعري الرجل المكرم بهذه الإقامة غير «المفروضة» في فيافي الشعر ليلقي كلمته وشيئا من قصائده، مدافن الروح والقرد والظلام وطعام الأم..وطفولة الروح التي تكاد لا تغادر المرء …ظل الأشعري وفيا للشاعر فيه ، قذف بالمعاني التي تحتاج لشيفرة ذكية وملمة لفهم ماورائيات النص …كم من ناقد في حاجة لمن ينقذه …. ينقده ..معذرة خطأ في الرقن ..؟؟
إدريس الملياني حكى باقتضاب عن صديقه ورئيسه في اتحاد كتاب المغرب قبل دخول «بشمركة» الثقافة إليه..ناول الحضور ذكريات مشتركة بين الرجلين تراوحت بين الأسرار الشخصية وحياة السفر ، لكن الملياني لم ينس كوبا كاسترو ومؤتمر القارات الثلاث ببنبركته ….ثمة تمثال هناك في هافانا للمهدي بنبركة ..يتابع الملياني بشعره الأشيب المبعثر من تحت البيرية وعلى أكتاف القصيدة التي ظل يحملها إدريس طويلا ..
تجارب شعرية إسبانية سمع صوتها في أسفي ..للشاعرة تيريزا راموس بنقل شاعري مضبوط للشاعر محمد العربي غجو السابر لثقافة شبه الجزيرة الإيبيرية بكل الأناقة الفكرية المطلوبة ..
على العموم ..الشعر في أسفي بخير مادام الخصار تولى قيادة السفينة ..لكن يحدث في كثير من اللقاءات أن يفسد أحدهم بكل الشقشقة اللغوية ما تعب الناس في تنظيمه وبنائه ..الميكروفون عندما يودع في يد مرتعشة ..تصبح الكلمة الرصينة في خبر كان .
محمد الأشعري خارج هذا النشاط زار مؤسسة إدوار ماني للتعليم الخاص والتقى تلامذتها من الموسيقيين والشعراء ..وفتح طويته للصغار …عاد إلى الطفولة التي لاتزال تلاحقه وتشد بروحه ….هكذا قال صاحب عين العقل ….
في سياقه ..الشعر في أسفي ضرورة ثقافية.. كان هذا الامر متاحا على الدوام ..الطبيعة والمنطقة والتاريخ يشجعون على قول «الكلام « سواء منثورا أو مسجوعا ..,وفي كل وقت تخرج أصوات تكتب لكنها لاتنشر ..وأصوات أخرى ترطن لكنها تنشر …هكذا كانت وستظل الشعرية الآسفية التي راكمت طويلا ..تمردت ، ثارت ،لكنها عادت لمواضعات المدرسة الوطنية . من بين ثنايا هذا النقاش أصر مبدعو منتدى رع للثقافة والابداع على مواصلة مغامرة مهرجان ربيع الشعر …رغم كل المطبات الذاتية .


الكاتب : محمد دهنون

  

بتاريخ : 19/05/2025