عشنا خلال الأسبوع حدثين لم يثيرا الكثير من الاهتمام وتم التطرق إليهما كحدثين عاديين. الأول متعلق بالجمع العام لجامعة كرة السلة وما عقبه من تصريحات خطيرة لرئيسها تجاه الوزارة، والثاني يخص تدخل رئيس الرجاء السابق لدى إدارة ملعب مولاي عبدالله للسماح للفريق الأخضر باستقبال الدفاع الجديدي.
فأن يصل الأمر بخصوص الموضوع الأول إلى التهديد بالمطالبة بتحكيم ملكي بخصوص ما أسماه رئيس جامعة كرة السلة، إنصاف هذه الرياضة، ورفع الحصار عنها في ظل الأزمة المالية التي تعيشها بعد حرمانها من المنحة لموسمين متتالين، علما أن رئيس الجامعة صرح خلال الجمع العام الذي غاب عنه ممثل الوزارة لأسباب غير مفهومة، أن الوزراة «لم تحترم عقد البرنامج الذي تم توقيعه، بعد أن استوفت الجامعة جميع الشروط وبلغت جميع الأهداف الموقعة مع الوزراة الوصية»، أن يصل الأمر إلى هذا الحدّ، لا معنى له سوى أن هناك ما يدعو إلى التساؤل والريبة حول ما يجري بين الوزارة والجامعة، وحتى نكون واضحين أكثر من اللازم، يمكن أن نقول بأن الموضوع تجاوز حدود مشاكل جامعة تروج حولها شبهات الفساد المالي، بعد أن تم تداول إخضاعها لافتحاص مالي بعد الشكايات التي توصلت بها الوزارة، والتي لا ندري مصدرها، علما أن الجمع العام الأخير زكى رئيس الجامعة في منصبه ومنحه ولاية جديدة.
ما نخشاه اليوم، هو أن يكون كل الموضوع عبارة عن تصفية حسابات ضيقة لا علاقة لها بطرق تسيير جامعة السلة، لأننا كنا نمني النفس أن يكون للجمع العام الأخير موقف واضح من كل الكلام الذي أصبح مستهلكا، في غياب موقف واضح ومسؤول من الوزارة، عوض الانتظار و «قليان السمّ» للطرف الخصم، لأن الموضوعي، هو أن تقوم الوزارة، بحكم وصايتها على القطاع، بالخروج من لعبة الصمت التي تلعبها، وتكشف عن حقيقة ما يجري، وإلا ما معنى أن تحرم جامعة من منحة موسمين.
المثير في الموضوع الثاني المتعلق بتدخل بودريقة الرئيس السابق للرجاء البيضاوي يدفع بدوره إلى علامات استفهام عديدة، حيث لا ندري الصفة التي تدخل بها بودريقة لدى إدارة الملعب، علما أنه لا تربطه بالرجاء حاليا سوى أنه محب للفريق، ولا يملك حتى صفة المنخرط، رغم أن الكاتب العام للرجاء، حاول إيجاد المبرر بكون بودريقة من أبناء الفريق، وكأن أي محب بإمكانه أن يتدخل لحل مشكل الملعب الذي يعاني منه الرجاء وغيره من الفرق.
تدخل بودريقة يطرح سؤال المؤسسات، لأن للفريق الأخضر مكتب مسير، الوحيد المخوّل له بالتحاور والتدخل باسم الفريق، وإلا ما معنى أن تستجيب إدارة الملعب لطلب بودريقة وترفض طلب من له صلاحية ذلك قانونيا، اللهم إذا كان للموضوع علاقة بجهات أخرى أكثر تأثيرا ونفوذا.
لا نريد هنا أن ندخل في لعبة التكهنات، ولا أن نحوّل النقاش كما صرح بذلك الكاتب العام للرجاء حين قال «المهم هو أننا وجدنا ملعبًا نستقبل فيه الفريق الجديدي، والباقي تفاصيل»، لكننا نريد فقط أن نخبره بأن في التفاصيل تكمن الحقيقة.