في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، كان غالبية العبيد من أصل إثيوبي. لم يقتصر وصف العبيد على السود فقط، بل شمل أيضا العبيد «البيض» المستوردين من الإمبراطوريتين البيزنطية والفارسية، وكذلك العبيد العرب الذين كانوا على الأرجح أسرى حرب وغالبا ما كان يتم إطلاق سراحهم مقابل فدية، وهي ممارسة مربحة بين البدو، يرى المؤرخ
«أبو الفرج الأصبهاني» (ت 967)، الذي قام بتأليف عمل متعدد الأجزاء عن الشعر والأغاني العربية، أنه: «في عصر ما قبل الإسلام، استعبد العرب أطفالهم المولودين من العبيد الإناث الذين خدموا الرغبات الجنسية لأسيادهم.
… الحديث النبوي الشريف(جمعه “أحاديث” – ahadith) عبارة عن مجموعة من السنن التي أقدم على فعلها النبي «محمد» (صلى لله عليه وسلم) – (570-632) أو قالها أو أجاب عن أسئلة تخصها، وتشمل مناحي وقضايا متنوعة.
في القرن الأول من ولادة الإسلام، تألف الحديث من سنن شفهية تتعلق بأقوال النبي «محمد»وأفعاله وطريقة حياته. يقول الكاتب، إنه من المهم أن نلاحظ، أن قيام النبي بذلك الفعل أو غيره، لا يكتب فعله ويحسب على أنه مشابه أو مماثل لكلمات لله، وإنما هو قريب لذلك، حيث أصر على عيوب التفكير البشري. في الواقع، لوحظ هذا التمييز خلال حياة النبي، إذ يوضح المثال التالي هذه النقطة جيدا: «في المدينة المنورة، عشية المعركة الشهيرة المسماة «بدر» ضد أهل مكة، وضع محمد خطة للهجوم وشاركها مع أصحابه.حينها، استفسر أحد الصحابة ويدعى «الحباب بن المنذر»عما إذا كانت الخطة من محمد أم أوحى بها الله له، وأجاب النبي أنها من منطقه”.
في أواخر القرن ال2الهجري -بعد وفاة النبي محمد – تم الاعتراف بالحديث كمصدر أساسي ثاني في الإسلام بعد القرآن.على مدار التاريخ الإسلامي، يشار إلى كلا المصدرين باستمرار في مسائل الشريعة الإسلامية والتاريخ والسياسة، ولأن محمدا كان تجسيدا للمثل الاجتماعية الإسلامية، وبالتالي نموذجا لكل مسلم، أراد العلماء المسلمون الحفاظ على معرفة النبي وسنته. أجبر عدم الدقة الواضح للعديد من الأحاديث العلماء على تطوير أدوات نقدية لتقييم كل حديث منسوب إلى النبي محمد، استنادا إلى تحليل السلسلة (الشفوية عادة) لمرسلي الحديث، في ما يسمى بـ«الإسناد».
تم تلفيق العديد من الأحاديث لأسباب اجتماعية مختلفة، ولتعزيز جداول الأعمال السياسية، كما تم اختراع بعضها للتبشير بالمعتقدات الهرطقية أو لإقناع الناس بعيش حياة الزهد أو الطريق المستقيم وفقا للنموذج النبوي.ومن الأمثلة الشهيرة على الحديث الملفق ما يسمى بـ»المرويات الإسرائيلية»(الإسرائيليات)، وهي مرويات من أصل يهودي منسوبة إلى النبي وجدت طريقها إلى المرويات الإسلامية عنه. حذر العلماء المسلمون من استخدام هذه المصادر مثل «ابن كثير»، الذي اعتبرها «مرويات مشكوكا فيها» ونصح بالحذر عند قراءتها، في حين يقبلها علماء آخرون كـ»مصادر شرعية» طالما أنها لا تتعارض مع القرآن أو الحديث. يعامل العبد أيضا كشخص له حقوق وواجبات، والتي لا تتساوى بأي حال من الأحوال مع حقوق وواجبات الشخص الحر. هذه الحقوق والواجبات هي: «فرصة إبرام عقد رسمي مع السيد للحصول على الحرية، والحق في ترتيبات معيشية لائقة مثل السكن والتغذية والملابس، كما أن أي معاملة قاسية من قبل السيد قد تؤدي إلى بيع أو تحرير العبد”. كان للعبيد الحق في الزواج ولأسيادهم الموافقة على ذلك،ومع ذلك، لا يمكن أن يكون للعبد «محظية» لأنه لا يستطيع امتلاك عبد مثله، أما العبدة أو المحظية التي تنجب لسيدها طفلا فتكتسب بعض الحقوق القانونية وتوصف بـ»أم الولد”، ولها إن تم إلغاء حقها في الممتلكات خلال حياة سيدها، المطالبة بحريتها عند وفاته، وما أنجبته يصبح حرا.
للعبد أيضا حقوق ملكية معينة،وإلى جانب هذه الحقوق، هناك حالات فقدان الأهلية والإعفاء التي تميز وضعه الذليل. لم يكن للعبد صلاحيات قانونية، فليس بإمكانه، على سبيل المثال، أن يدلي بشهادته أمام المحكمة؛ وكان السادة مسؤولين في حالة تكبد أي غرامات، كما لا يجوز للعبد تولي المناصب العامة أوالخاصة مثل منصب القاضي، على أنه غير ملزم بأداء الواجبات الدينية مثل «صلاة الجمعة» و«إعطاء الصدقات».
في هذا السياق، فإن تعريف الكاتب لـ»العبودية»، يراه أكثر انسجاما مع «كلود ميلاسو» أو «بول لوفجوي» من التعريف الذي صاغته «سوزان مايرز» و«إيغور كوبيتوف»، اللذان جادلا بشكل أساسي بأن ما أشار إليه العلماء الغربيون على أنه «عبودية إفريقية» لم يكن قمعيا بشكل خاص. باختصار، من الناحية القانونية الإسلامية، فإن «العبودية»، على حد تعبير «إيهود توليدانو»، خبير العبودية في الإمبراطورية العثمانية: «تمنح شخصا ملكية على شخص آخر، مما يعني أن المالك له حقوق في عمل العبد وممتلكاته وحياته الجنسية، وأن حريات العبد كانت محدودة للغاية».
في النهاية، تعكس «العبودية»بناء عقليا أو بالأحرى خيالا ينطوي على علاقة دائمة تعتمد على الخدمة المستمرة والإخلاص الذي يقدمه إنسان أجبر على العبودية من أجل رغبة السيد وربحه ؛ تتم الموافقة على هذه العلاقة من خلال القوانين لفرض الالتزامات على العبد وضمان امتياز السيد. وبالتالي، فإن استخدام مصطلح «العبد» الذي قد يشير إلى الخضوع الطبيعي أو التبعية السلبية غير دقيق، ومن الأنسب استخدام مصطلح «مستعبد» لأنه ينقل أن الشخص الذي كان عبدا أصبح كذلك لأن شخصا آخر في وضع أكثر فائدة أجبره على العبودية.