تازة تنظم مهرجانها الدولي لمسرح الطفل بمشاركة تسع دول، وإسبانيا ضيفة شرف الدورة 22

احتضنت الحاضرة التازية في الفترة ما بين 19 و22 ماي 2022 فعاليات المهرجان الدولي لمسرح الطفل الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة – تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز عبد العالي الصيباري مساء الخميس 19 ماي بمسرح تازة العليا أهم علامات التميز والجودة للمهرجان الذي أصبحت مدينة تازة تُعرف به على الصعيد الوطني والدولي، مشيرا إلى أن جمهوره الواسع من أطفال وشباب المدينة الذين ينتظرون بشغف كبير ما تجُودُ به كل دورة من تجارب مسرحية جديدة منتقاة بدقة من أعرق الخشبات الدولية والوطنية والمحلية في مجال مسرح الطفل. ولعل اختيار دولة إسبانيا كضيف شرف النسخة 22 من المهرجان الوطني لمسرح الطفل يضيف المندوب الإقليمي للوزارة جاء ترسيخا للروابط المتينة التي تجمع المملكتين الإسبانية والمغربية ، والضاربة في التاريخ . ويتعزز هذا المسار اليوم بفتح صفحة جديدة في العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، تنقل البلدين إلى المستوى اللائق في الساحة الإقليمية والدولية، خصوصاً بعد مساندة اسبانيا للطرح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي الذي يضمن للمغرب حقوقه المشروعة.
وتميزت الدورة 22 بمشاركة تِسع دول وهي إسبانيا، هولاندا، المكسيك، فرنسا، البرازيل، تونس، الأردن، مصر، العراق والإمارت العربية المتحدة التي اعتذرت في آخر لحظة إثر وفاة الرئيس الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، فضلا عن فرق محلية ووطنية.
وتحدث مندوب الوزارة أمام شخصيات رسمية ومنتخبين وفعاليات المجتمع المدني، والمشاركين من الفرق المسرحية الوافدة من مختلف أنحاء العالم، وضيوف المهرجان من أهل الثقافة والفن، مؤكدا تشبث وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة – بهذا المهرجان نظراً لأهميته وترسيخه كحدث ثقافي يَحْتفى بالإبداع الفني المسرحي الموجه للطفل من خلال الإنفتاح على تجارب دولية مُختلفة من رُبوع العالم ، مشددا في الوقت نفسه أن الوزارةُ لن تعدم أيَّ جُهد من أجل تَعزيز هذه المكتسبات والحفاظ على هذا المهرجان، معتبرا وصول هذه التظاهرة للدورة 22 أقوى دليل على نجاحه وفرادته وتميزه.
وشهد المهرجان عرض لوحات تعبيرية واِستعراضية وبهلوانية قامت بإخراجها وتنفيذها فرق محلية ووطنية وأجنبية أبدعت بإشاعتها وترويجها لثقافة السلام والتعايش والإنسانية.
وتضمن برنامج الدورة مجموعة من الأنشطة والفعاليات التربوية والترفيهية والتثقيفية تم توزيعها وبرمجتها في عدد من الفضاءات داخل المدينة ومحيطها الثقافي، شملت كرنفالا وقرية الطفل وورشات تكوينية، من تأطير وإشراف فعاليات من النسيج المدني المحلي وخبراء من الدول المشاركة، بالإضافة إلى ورشات تكوينية لفائدة الأطفال والشباب ومحترفات لأطر تربوية في مسرح الطفل قام بتأطيرها مخرجون وأساتذة مغاربة وأجانب، إلى جانب محطات تفاعلية في الفضاءات العمومية موجهة للجمهور العريض، كما شملت كذلك عروضا خاصة بالطفل من موسيقى وألعاب بهلوانية وورشات مفتوحة فضلا عن فضاءات خاصة بالحكاية، ومحاضرة وورشة حول مسرح الرضع، وهي تجربة فرنسية جديدة في مسرح الطفل عالميا، ولحظة احتفاء بأحد خبراء السينغراف الفنان والمبدع عبد المجيد الهواس، ابن مدينة تازة.
إلى ذلك، أصبح المهرجان الدولي لمسرح الطفل بتازة رقماً ثقافيا راسخاً وطنيا ودوليا، وهو ما جعل الوزارة حريصة على دَعمه بِنفسِ الإستمرارية عامِلة على توفير الشروط الأساسية لتطويره وإنْجاحِه وذلك إيماناً منها بالدور الطلائعي والتربوي والحضاري لمسرح الطفل. وحتى تبقى مدينة تازة قِبلةً للفنانين المُتخصصين في هذا المجال، وحتى يبقى المغرب وِجهةً ثقافية، تُكرس قيم السٍلموالتسامح والتعايش بين الشعوب وتعزيز الصلة والعلاقات الثقافية الدبلوماسية مع الدول الشقيقة .
ولعل جديد المهرجان هذه الدورة يتمثل في تزامنها مع بعض الإنجازات الثقافية التي تحققت في الأيام الأخيرة بإقليم تازة، وتتجلى في افتتاح معهد الموسيقى والفن الكوريغرافي، والمقر الجديد للمديرية الاقليمية الذي يعتبر معلمةٌ ثقافية تنضافُإلى البنيات الثقافية لمدينة تازة.»
لقد استطاعت النسخة 22 من المهرجان الدولي لمسرح الطفل أن تحقق النجاح المطلوب خدمة للعمل الثقافي بالإقليم، وتعزيزمكتسباته بوعي مُشترك وتظافر جُهود مختلف شُركاءالقطاع الثقافي بالإقليم . واغتنم الصيباري الفرصة ليتقدم بالشكر الجزيل للداعمين الرسميين للمهرجان من سلطات محلية، وعلى رأسها عامل إقليم تازة، جهة فاس مكناس وجماعة تازة والمجلس الإقليمي غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة فاس مكناس، المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة ، المديرية الإقليمية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الشباب-، والمصالح الأمنية من الأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية وكل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذه التظاهرة.


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 02/06/2022