أسدل الستار، يوم الأحد 30 يونيو 2019، على فعاليات الدورة العاشرة ل «المهرجان الدولي لأفلام البيئة»، الذي تحتضنه مدينة شفشاون، بتتويج فيلم «أجساد» Bodies (2018 – 23 دقيقة)، لمخرجه، ابن مدينة خنيفرة، الشاب بلال باهشام، بجائزة أحسن فيلم قصير احترافي، وذلك من خلال منافسة قوية طبعت الدورة الأخيرة من المهرجان الدولي المذكور الذي تميز، هذه السنة، بمشاركة فعاليات فنية وعلمية من دول أوروبية ومغاربية وإفريقية وأمريكية، وأسفرت الاقصائيات عن منافسة بين أفلام من الجزائر العراق إيران موزانبيق بوركينا فاصو والمغرب.
ونجح المخرج والمصور الفوتوغرافي والسيناريست، بلال باهشام، في فيلم «أجساد»، بتناوله لقضية وجودية، من خلال إشكالية الإنسان، من الميلاد إلى الموت، وما بعد الموت، مرورا بالمشاق والصراعات والخبرات والتجارب التي يمر منها هذا الكائن اجتماعيا، نفسيا وعاطفيا، وصراعه من أجل القوة في مواجهة النهاية الحتمية، والمثير للنقاد أن المخرج بلال باهشام اختار سرد الحكاية على لسان صانع للفخار والخزف من منطلق أن الإنسان خلق من طين وينتهي إلى الطين، ليستمر طرح الكثير من الاستفهامات والقضايا الأساسية.
ومعلوم أن فيلم «أجساد» فات له أن حصل على الجائزة الكبرى للفيلم الوثائقي القصير، بالدورة 12 لمهرجان سوس الدولي للفيلم القصير، الذي سجل تنافس حوالي 20 فيلما، وانتهى بتتويج فيلم لمخرج فرنسي بأحسن فيلم روائي قصير، وفيلم لمخرج سوري بجائزة أحسن سيناريو، كما شارك ذات الفيلم بالدورة 21 لمهرجان الإسماعيلية السينمائي الدولي للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة، الذى ينظمه المركز القومي للسينما، حيث عرف منافسة شرسة على جوائز المهرجان مع 22 فيلما، بينما أعلن رئيس مهرجان القدس السينمائي الدولي عن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية لهذا المهرجان، ضمنها فيلم «أجساد» في صنف الفيلم الوثائقي القصير.
وتسعى «جمعية تلاسمطان للبيئة والتنمية»، الساهرة على تنظيم «المهرجان الدولي لأفلام البيئة»، إلى جعل شفشاون «عاصمة عالمية للأفلام المهتمة بالبيئة»، بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال، والمركز السينمائي المغربي، وكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة والجماعة الترابية لمدينة شفشاون والمركز الثقافي الفرنسي، وقناة أوشوايا الفرنسية والصندوق الدولي لحماية الطبيعة والمهرجان الدولي لأفلام البيئة ببرشلونة، وقد تميزت الدورة العاشرة بحلول إقليم كاتالونيا الإسباني كضيف شرف.
وفي تصريح له لعدد من وسائل الاعلام، أوضح مدير المهرجان، محمد ستار، أن المهرجان الدولي لشفشاون تمكن من حفر مكانته عميقا كأبرز تظاهرة سينمائية تعنى بالبيئة على المستوى الوطني، حيث سجلت الدورة الأخيرة ارتفاع عدد الأفلام المشاركة إلى 30 شريطا من 15 بلدا عالميا، الطويلة منها والقصيرة والوثائقية والهاوية، في حين لم يفت رئيس الجمعية المنظمة للتظاهرة، جمعية «تلاسمطان للبيئة والتنمية»، عبد الإله التازي، الإشارة إلى أن هذه التظاهرة «تأتي في ظل التساؤلات والتفاعلات حول موضوع البيئة دوليا وطنيا وجهويا».
وإلى جانب فيلم «أجساد» لمخرجه المغربي، بلال باهشام، الحائز على جائزة أحسن فيلم قصير احترافي، توزعت جوائز الدورة العاشرة ل «المهرجان الدولي لأفلام البيئة» على أفلام أخرى، إما في مسابقة الأفلام الخاصة بالهواة مثلا، التي انتهت بتتويج فيلمين لمخرجين من الجزائر والعراق، مع تنويه بفيلم لمخرج من إيران، بينما أسفرت مسابقة الأفلام الاحترافية عن فوز فيلمين لمخرجين من الموزامييق وبوركينافاصو، مع تنويه خاص بفيلمين لمخرجين من انجلترا وفرنسا، كما تم التنويه بأفلام قصيرة من باب التشجيع على التوعية البيئية داخل النوادي التربوية.