أكد مصدر مطلع من داخل الخطوط الملكية المغربية على ارتفاع وتيرة الخسائر المادية، التي تتكبدها الشركة بشكل مهول، بعد إلغاء ما يقارب 200 رحلة حتى الآن ، وإلغاء أزيد من 30 ألف حجز لمغاربة وأجانب، في حين تقارب الخسائر المالية 400 مليار إضافة إالى سمعة الشركة كناقل دولي يواجه منافسة شرسة.
وأفاد مصدر الجريدة بأن الإضراب، الذي تخوضه الجمعية المغربية لربابنة الطائرات، من أجل رفع الأجور من 15 مليون سنتيم للشهر إلى 18 مليون شهريا،هو سبب الأزمة ، وهو ما تعتبره الشركة خطرا على ميزانيتها ، ويهددها بالإفلاس.
وأوضح المصدر، أن الشركة لم ترفض مطالب الجمعية ، وإنما طالبت بعقلنتها، على الأقل أن تكون الزيادة عبر مراحل وليس دفعة واحدة ، وهو ما ترفضه الجمعية.
وأشار المصدر إلى أن زيادة 3 ملايين سنتيم في رواتب الربابنة، سيرفع كلفة الأجور إلى مليار و300 مليون درهم في السنة ، دون احتساب المصاريف المتعلقة بالمهام ، ومنها فرض فنادق باهظة التكلفة للربابنة والطاقم المساعد. يذكر أن عدد الربابنة 500 ربان ، منهم حوالي 120 منضويا في الجمعية.
وأضاف المصدر أن الإضراب الذي أعلن عنه الربابنة، سيكون مدمراً للمؤشرات الاقتصادية للشركة، وسيخلق عدم ارتياح لدى زبناء الخطوط الملكية المغربية ، ويوسع الخلافات، ويضر بصورة المؤسسة، ويضع حداً لمشروع مخطط التنمية بين الشركة وربابنتها.
من جهتهم، أكد الربابنة أن شروعهم في رفض العمل الإضافي المتزامن مع عطلهم القانونية ، يهدف إلى الضغط على إدارة الشركة، ويستعجلون الإسراع برفع أجورهم مع خفض ساعات العمل إلى المستويات القانونية ، دون انتظار موعد خروج البرنامج التعاقدي الذي سيوقعه مسؤولو «لارام» مع الحكومة لتأهيل الشركة وأسطولها الجوي.
وتعتبر « لارام» درعا اقتصاديا يلعب أدوارا كبيرة في تنمية المغرب وعلاقاته الخارجية مع العالم، وقد اكتست بعدا عميقا مع التوجه الافريقي، مما يستدعي تدخلا عاجلا للوزير الوصي على القطاع ، بدل ترك الشركة تغرق في أزمة ، قد لا تخرج منها مثل ما وصلت إليه شركة وطنية أخرى لتكرير البترول «سامير» والتي تخلت عن آلآف العمال والأطر.