وجهت الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان دعوى عاجلة إلى القضاء الإسباني من أجل سحب جواز سفر المدعو إبراهيم غالي، وذلك لمنعه من الهروب.
وتزامنت هذه الدعوى مع تداول أنباء عن وجود نية لطرف أو أطراف لتهريب زعيم الجبهة الانفصالية والحيلولة دون مثوله أمام العدالة للمرة الثالثة.
وكان موقع إخباري إسباني، أوكي دياريو، قد نشر الاثنين صورا وفيديو للمدعو سالم لبصير، مساعد المدعو إبراهيم غالي، خلال تواجده بمستشفى لوغرونيو على بعد أمتار قليلة من الغرفة التي يتواجد فيها زعيم الجبهة الانفصالية.
كما أجرى الموقع الإخباري حوارا قصيرا مع المدعو سالم لبصير، قال فيه إن زعيمه، المتابع بجرائم ثقيلة، لن يمثل أمام القضاء الإسباني وأنه سيعود إلى الجزائر.
وسبق أن تم تهريب المدعو إبراهيم غالي من قبضة العدالة الإسبانية مرتين، سنة 2013 وسنة 2016، وتحسبا من تكرار نفس الأمر، يسعى ضحايا مجرم الحرب إلى منعه من ذلك هذه المرة، عبر مطالبة القضاء الإسباني بالقيام بما تقتضيه القوانين في هذه النازلة، عبر سحب جواز سفره واتخاذ الإجراءات اللازمة لكي يمثل أمام العدالة.
ومما زاد من حدة التكهنات حول وجود نية مبيتة لتهريب المدعو إبراهيم غالي، وصول طائرة عسكرية جزائرية الاثنين إلى مطار « توريخون دي أردوث» بضواحي مدريد، وعلى متنها مسؤولون عسكريون جزائريون كبار.
وتساءل العديد من المتتبعين عن سبب تواجد مسؤولين عسكريين جزائريين بإسبانيا في هذا الوقت بالضبط، وهل للأمر علاقة بتواجد زعيم الجبهة الانفصالية، فيما قالت صحيفة « إيل إسبانيول» إن هناك اجتماعات مقررة بينهم وبين مسؤولين إسبان.
ومعلوم أن المغرب حذر من محاولات تهريب المدعو إبراهيم غالي، وقال وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، في حوار مع قناة «أوروبا 1» نهاية الأسبوع الماضي، «إسبانيا تعتقد أنه يمكن حل الأزمة عن طريق إخراج هذا الشخص (إبراهيم غالي) بنفس الإجراءات، يعني ذلك أنها تبحث عن تسميم الأجواء وعن تفاقم الأزمة أو حتى القطيعة» .
من جهة أخرى، ذكرت يومية «لاراثون» أن المدعو إبراهيم غالي لن يغادر مستشفى «سان بيدرو» خلال الأيام القليلة، وأنه قد يمكث به لأيام، أسابيع وربما شهور.
ونقلت الصحيفة عن مصادر من المستشفى قولها إن زعيم الجبهة الانفصالية لا يستقبل زوارا ولا يتواصل مع أحد باستثناء الأطباء الذين يتابعون حالته.
في ذات السياق، ذكرت «كونتشا أندرو» رئيسة مقاطعة لاريوخا، التي يتبع لها المستشفى العمومي» سان بيدرو» أن تواجد المدعو إبراهيم غالي بهذا المستشفى يقع تحت مسؤولية وزارة الخارجية الإسبانية، وهو ما يفيد أنه لا يمكن نقله أو تهريبه دون تدخل من الحكومة الإسبانية، التي يقع على عاتقها الالتزام بقرار القضاء الإسباني بضرورة مثوله أمامها يوم فاتح يونيو القادم.