تدابير أمنية مشددة رافقت مباراة المغرب والكونغو الديمقراطية

عرفت مباراة المنتخب الوطني المغربي ومنتخب الكونغو الديمقراطية، برسم إياب الملحق المؤهل إلى نهائيات كأس العالم المقررة بقطر نهاية السنة الجارية، استعدادات على مدى أكثر من أسبوع، حضر فيها تنسيق كبير بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والسلطات الأمنية، التي عملت على تأمين محيط الملعب طيلة هاته المدة، والتي فاق عددها 4000 رجل أمن من مختلف الدرجات والرتب.
وعقدت اجتماعات مع مختلف المسؤولين الأمنيين لوضع خارطة طريق تضمن سير هذه المباراة في أحسن الظروف، واستباق كل أحداث يمكن تؤثر على الأجواء الاحتفالية.
وقد عملت إدارة مركب محمد الخامس، بمعية مسؤولي الجامعة، على تهيئ محيط الملعب، خاصة المدخل الرئيسي بشكل يجعل استقبال الشخصيات وعناصر المنتخبين بشكل سلس وحضاري، يليق بسمعة المغرب الرياضية.
ورابضت بمحيط المركب سيارات الشرطة طيلة ليلة المباراة، لتفادي تسلل عناصر من الجمهور، وهو ما اعتدنا عليه في بعض المباريات، خاصة الديربي بين الرجاء والوداد الرياضيين، حيث يتم إدخال الممنوعات من أسلحة بيضاء وشهب اصطناعية وأدوات أخرى تساعد على تهييج الجماهير وتخلق أحداث شغب.
ورغم كل ما قامت به عناصر الأمن يوم المباراة من مراقبة دقيقة لعملية الدخول إلا أن الشهب النارية كانت حاضرة في المباراة، وخلف إشعالها بعد تسجيل الهدف الأول للمنتخب الوطني موجة من الدخان، حجبت الرؤيا لبعض الوقت على بعض الجماهير.
عملية الدخول إلى الملعب، والتي ابتدأت من الساعة الثالثة زوالا، كانت بإيقاع انسيابي حفظ كرامة المتفرج، حيث لاحظنا توافد الجماهير من جل مدن وقرى المملكة، والتي تقاطرت على محيط المركب منذ الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، إذ كانت حركة السير مختنقة بكل الشوارع والأزقة المؤدية إلى الملعب لكن ولوج الملعب كان راقيا وبمعايير دولية، ساعدت على ذلك الحواجز الأمنية التي انتشرت على كل الطريق المؤدية إلى الملعب، مما مكن من منع القاصرين والأشخاص الذين لا يتوفرون على تذكرة من المرور إلى محيط الملعب وخلق الفوضى، التي تشعل شرارة الشغب عادة .
ورغم أن التنظيم كان على العموم محكما، إلا أن هناك بعض الشوائب التي لوحظت خاصة داخل المدرجات، منها احتلال منصة الصحافة من طرف أشخاص لا علاقة لهم بالمهنة بسبب تساهل رجال الأمن الخاص، مع غياب المسؤول عن التواصل مع الصحافة والذي نسجل هنا عدم تواصله البتة مع رجال الإعلام، قبل المباراة وخلالها، لكونه لا يرد على الهاتف الذي خصصته له الجامعة للتواصل مع الصحافيين.
محيط الملعب عرف حضور المدير العام للأمن الوطني عبد اللطيف الحموشي، الذي طاف بكل محيط المركب قصد الوقوف على الترتيبات الأمنية المتخذة حتى تمر المباراة في أجواء عادية، إذ أن كل الفرق الأمنية كانت حاضرة وأمنت الممرات بشكل احترافي سواء داخل الملعب أو خارجه.
وعرفت المباراة كذلك حضور مجموعة من اللاعبين الدوليين المغاربة مثل النيبت نور الدين والحسين خرجة ومصطفى الحداوي، كما حضرت شخصيات من عالم السياسة والفن، لكن الغريب هو استيلاء عدد من عائلات هؤلاء خاصة من بعض الأعضاء الجامعيين والسياسيين على المنصة الشرفية بمعية أطفالهم والسماح لهم بالنزول إلى أرضية الملعب بعد انتهاء المباراة، مما يخلق بعض السخط من طرف الجماهير التي تؤدي ثمن التذكرة وتلك التي تأتي بالاستدعاءات الشرفية.


الكاتب : سعيد العلوي 

  

بتاريخ : 31/03/2022