تداعيات قرارإلغاء الامتحان الموحد المحلي‮ ‬بالسادس ابتدائي‮ ‬والثالثة إعدادي

لم‮ ‬يكن‮ ‬يتوقع أي‮ ‬متتبع للشأن التعليمي،‮ ‬ولا حتى التلميذات والتلاميذ وأسرهم خروج وزارة سعيد امزازي،‮ ‬بقرارإلغاء الامتحان الموحد المحلي‮ ‬للسنة النهائية لسلك الابتدائي‮ . ‬والسنة النهائية لسلك الثانوي‮ ‬الإعدادي‮ ‬،خاصة وأن الاستعدادات كانت قد بلغت مراحلها الأخيرة في‭ ‬المؤسسات التعليمية المعنية وكذا العديد من التلاميذ المعنيين أيضا‮.‬
هذا القرار الذي‮ ‬حملته المذكرة الوزارية عدد‮: (‬20‮//‬0863‮ )‬الصادرة بتاريخ‮: ‬30‮ ‬دجنبر‮ ‬2020‮ .‬فتح نقاشا حادا‮ .‬وصل‮ ‬‭ ‬إلى‭ ‬حد التشكيك في‮ ‬المردودية التعليمية والمنتوج التعليمي‮‬،‮ ‬وأسباب نزوله في‮ ‬المرحلة الأخيرة من الموسم الدراسي‮ ‬،علما بأن معدل هذا الامتحان،‮ ‬يتحكم بشكل قوي‮ ‬في‮ ‬الانتقال إلى السلك الموالي‮ ‬،‮ ‬بل هو معيار حقيقي‮ ‬لمعرفة المستوى الحقيقي‮ ‬للتلميذ والاعتماد على نتائجه للدخول إلى الشوط الثاني‮ ‬من الموسم الدراسي‮ ‬باللجوء إلى دروس الدعم والتقوية‮ ‬،‮ ‬وبذل المزيد من الجهد والاستفادة من تعثر الدورة الأولى حتى‮ ‬يتمكن من إنقاذ ما‮ ‬يمكن إنقاذه،‮ ‬ليبقى والحالة هذه الاعتماد الكلي‮ ‬خلال هذه المرحلة من الموسم الدراسي،‮ ‬على نقط المراقبة المستمرة والتي‮ ‬كثيرا ما خلقت جدلا واسعا حول نقطها بين كرم وجود بعض الأساتذة وشح البعض الأخر‮ ‬‭.‬‮ ‬وهنا‮ ‬يطرح بقوة التعليم المدرسي‮ ‬الخصوصي‮ ‬كجهة مانحة بسخاء هذه النقط للرفع من نسب النجاح‭.‬‮ ‬
إنها‮ ‬أمور أدخلت منتوجنا التعليمي‮ ‬إلى المساءلة من جديد‮ .‬والى مقياس جودته‮ .‬ووضع ما تقدمه الأطر التربوية والإدارية من‭ ‬مجهودات العديد من التلميذات والتلاميذ‮ ‬،والمراقبة من طرف اسرهم في‮ ‬الميزان‮ ‬،‮ ‬بل هناك من صرح بأن الحكمة المعروفة عنذ جميع المغاربة و العرب والتي‮ ‬مفادها‮ 🙁 ‬عند الامتحان‮ ‬يعز المرء أو‮ ‬يهان‮ ‬،‮ ‬ذهبت مهب الريح ولم تعد صالحة على الأقل في‮ ‬عهد الوزير سعيد امزازي‮ .‬وبالتالي‮ ‬لم تعد محفزة‮ .‬
وللوقوف على ما تركه القرار المفاجئ لوزير التربية الوطنية والتكوين المهني‮ ‬والتعليم العالي‮ ‬والبحث العلمي‮ ‬في‮ ‬نفوس التلميذات والتلاميذ والأطر التربوية وأمهات وآباء وأولياء التلاميذ،كان للجريدة لقاء مع بعض هؤلاء المتدخلين في‮ ‬العملية التربوية‮ .‬
شريحة من أساتذة المستوى السادس ابتدائي‮ ‬،أكدوا للجريدة أنهم تفاجأوا من القرار الوزاري‮ ‬خصوصا تاريخ صدوره،مما خلق لهم نوعا من الارتباك في‮ ‬التركيز من جانب تلاميذ هذا المستوى‮ . ‬فغالبيتهم كانت تسعى للحصول على نقط ترفع من معدلاتهم‮ ‬تؤهلهم للدخول‭ ‬إلى الثانوي‮ ‬الإعدادي‮ ‬بكل أريحية‮ ‬،في‮ ‬موسم اعتمدت فيه الوزارة الوصية على صيغة الدراسة الحضورية بالتناوب‮ ‬،والذي‮ ‬لا‮ ‬يستفيد منه المتعلمون سوى ب50٪‮ ‬من المقرر الدراسي‮ .‬وأضاف المتحدثون كنا نحن أيضا نسعى لتخطي‮ ‬هذه الدورة بنتائج طيبة رغم الظروف‮ ‬غير العادية التي‮ ‬نشتغل فيها جراء جائحة كورونا التي‭ ‬أدت إلى سقوط العديد من الأطر الإدارية والتربوية والتلاميذ مصابون بفيروس كوفيد‮ ‬19‮ ..‬فصحيح أن الوزارة المعنية‮ ‬اعتمدت على معطيات كافية‮ ‬جعلتها تتخذ هذا القرار إيمانا منها بأن السلامة الصحية للتلاميذ والأطر العاملة بهذا القطاع فوق كل اعتبار‮ .‬
إلا أن العديد من أمهات وآباء وأولياء التلاميذ للسنة السادسة ابتدائي‮ ‬كانت آراؤهم‮ ‬مختلفة ومتباعدة‮ .‬فهناك‮ ‬من وصف القرار بالمنصف والمعتدل وجاء انسجاما وتجاوبا مع الحالة الوبائية التي‮ ‬تمر منها بلادنا‮ ‬،وجاء ليحمي‮ ‬التلاميذ والأطر التربوية صحيا‮ ‬،لأن أجواء الامتحان قد تزيد من صعوبة الأوضاع الصحية وتشكل خطورة على الجميع‮‬،‮ ‬والاعتماد على الفروض قد‮ ‬يرفع من درجة الاهتمام بالدروس والواجبات داخل الفصول الدراسية وبالبيوت‮ ‬،وهو ما سيقوي‮ ‬المردودية التعليمية‮.‬
بالمقابل ترى شريحة ثانية من الأمهاتو الآباء والأولياء والتي‮ ‬تعتمد في‮ ‬تدريس أبنائها على المدرسة لوحدها رغم أن العملية التعليمية لم تعد حكرا على المدرسة خصوصا في‮ ‬صيغة التدريس الحضوري‮ ‬بالتناوب،هذه الشريحة ترى في‮ ‬إلغاء الإمتحان الموحد المحلي‮ ‬،‭ ‬أن العملية التعليمية تفقد‭ ‬جودتها‮ ‬،وتؤكد مرة أخرى أن المستوى التعليمي‮ ‬في‮ ‬تراجع‮ ..‬وإذا كان أحد أسباب‮ ‬هذا القرار،‮ ‬هو الحفاظ على مبدأ تكافؤ الفرص،‮ ‬فإن هذه الشريحة من أولياء الأمور ترى عكس ذلك‮ ‬،بل جاء في‮ ‬نظرها لضرب هذا المبدأ‮ ‬،لأن هناك كرما وجودا لدى بعض الأساتذة في‮ ‬منح نقط الفروض التي‮ ‬تقوي‮ ‬معدلات المراقبة المستمرة‮ .‬لمن‮ ‬يستحقها‮ .‬ومن لايستحقها،‮ ‬ويزكي‮ ‬هذا الكرم أجواء باتت معروفة حسب تعبيرهم‮.‬
أما أساتذة التعليم الإعدادي،فأغلبهم تفاجأ هو الآخر لقرار الإلغاء على اعتبار أنها محطة تربوية للمراقبة ولتدارك ما فات‮ ‬،ويعطي‮ ‬فرصة ثانية من عمر الموسم الدراسي‮ ‬للعديد من المتهاونين للرفع من مجهوداتهم،وهي‮ ‬أيضا فرصة للتواصل مع العديد مز الأمهات والآباء والأولياء الذين لم‮ ‬يقتنعوا بمردودية أبنائهم وبناتهم وبادروا إلى التواصل مع الإدارة والأستاذة من أجل العمل سويا لإنقاذ ما‮ ‬يمكن إنقاذه‭.‬‮ ‬هكذا تعودنا العمل وكنا متفوقين إلى أبعد حد‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬حينأ مجموعة أخرى من أساتذة هذا المستوى الدراسي‮ ‬ترى في‮ ‬قرار الوزير فرصة ذهبية لإعطاء أهمية بالغة للفروض،‮ ‬وبالتالي‮ ‬متابعة أبنائهم الدراسية من خلال التواصل أولا مع الإدارة التربوية لضبط الحضور والغياب لأبنائهم وبناتهم‮ ‬،وأيضا فتح قنوات التواصل مع الأساتذة،‮ ‬وهو الشيء الذي‮ ‬نفتقده‮ ‬،لأن ذلك سيعزز مفهوم المراقبة المستمرة‮ .‬
امهات وآباء وأولياء تلميذات وتلاميذ السنة الثالثة إعدادي‮ ‬،مجموعة منهم وضعت‮ ‬يدها على صدرها وترحمت على المردود‮ ‬التعليمي‮ ‬،معتبرة السنة الثالثة إعدادي‮ ‬مرحلة مهمة من التعليم للتلميذ ومحطة الامتحان معيارا حقيقيا لمعرفة درجة تحصيله التعليمي،‮ ‬فهو مقبل على الانتقال إلى التعليم التأهيلي‮ ‬بمسالكه وشعبه المتعددة‮ ‬،كما أنها فرصة لأولياء الأمور للوقوف على المستوى الحقيقي‮ ‬لأبنائهم وإمكانية مشاركتهم في‮ ‬اختياراتهم المستقبلية وتوجيههم نحو الاختبارات الصائبة تماشيا مع مؤهلاتهم العلمية‮ ‬‭.‬
شريحة ثانية،‮ ‬تطرح سؤالا‭:‬‮ ‬هل هناك تعليم دون امتحان ؟؟.فلا‮ ‬يمكن أن نسأل أي‮ ‬تلميذ‮ .‬هل نجح دون إجراء امتحان.؟؟.أما المراقبة المستمرة التي‮ ‬تعتمد على نقط الفروض،‮ ‬فتعتبر الفروض فقط تمارين عادية‮ ‬‭.‬وحسب فهمهم،‮ ‬فالتمارين وضعت لتصحيح المفاهيم وأعادت فهم الدروس‭ ‬واستعابها،‮ ‬وليست للاعتماد على نقطها من أجل معرفة المستوى الحقيقي‮ ‬للتلميذ،‮ ‬وتخول له الانتقال أو الرسوب‮ .‬
بعض تلاميذ المستوى الثالثة إعدادي،‮ ‬أكدوا على أنهم كانوا مستعدين لخوض‮ ‬غمار هذا الامتحان،‮ ‬خاصة أنه أول امتحان موحد بعد امتحان السادس ابتدائي‮ .‬كانت ستكون تجربة مفيدة في‮ ‬حياتنا الدراسية‭.‬‮ ‬كنا سنكسب شخصية جديدة لمرحلة جديدة‮ ‬،تقوي‮ ‬من وجودنا،‮ ‬وتزكي‮ ‬مجهوداتنا،‮ ‬لكن‮ ‬‭-‬مع الأسف‭-‬‮ ‬حرمنا منها لأسباب باتت معروفة،‮ ‬وهي‮ ‬السلامة الصحية‭.‬‮ ‬لم نكن محظوظين كمن سبقونا‮ ‬‭.‬وهذه هي‮ ‬الحياة نتمنى ان تزول‮ ‬الجائحة حتى نتمكن من اجتياز الامتحان الموحد الجهوي‮ ‬في‮ ‬نهاية الموسم الدراسي‮ ‬الحالي‮.‬


الكاتب :  محمد تامر

  

بتاريخ : 07/01/2021

أخبار مرتبطة

    عدد الموقوفين على إثر أحداث الخميس بلغ 28 معتقلا   حالة من السخط في أوساط المحيط الجامعي والرأي

أزمة طلبة الطب في المغرب تعد تجسيدًا واضحًا للتوترات المتزايدة بين الدولة وفئة مهمة من الشباب المتعلم المقبل على سوق

أصدر المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، تقريره السنوي الأول خلال ولايته الثانية، عن حصيلة وآفاق عمله لسنة 2023، كمؤسسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *