أصبحت البنية التحتية المهترئة قاسما مشتركا بين جميع مقاطعات جماعة سلا، بالرغم من أن العد العكسي لانتهاء الولاية الانتخابية قد بدأ، وهناك من المواطنين من يستعجل نهايتها نظرا للإحباط الكبير الذي يعيشونه، بعد أن تبخرت وعود رؤساء المقاطعات، وهناك منهم من لم يعد له أثر، وغياب عن تفقد الحالة المزرية التي أصبحت عليها البنية التحتية، والتي يهدد اهتراؤها سلامة السكان.
ومن أبشع المظاهر انفجار قنوات الصرف الصحي، وخاصة في حي النهضة بحي اشماعو التابع لمقاطعة لمريسة، التي يمكن القول بأنها تتربع على قائمة الإهمال، بالرغم من أهمية أحيائها وعلى رأسها حي اشماعو وحي سعيد حجي واليسرى والزرقاء وحي النهضة، وحي سيدي موسى والمدينة العتيقة.
وأصبحت ساكنة سلا تتمنى أن يزور مسؤول إقليمي شارع بلفريج، الذي تحول إلى حفر كبيرة تهدد بشكل يومي سلامة السائقين ومركباتهم.
جماعة سلا، نامت إلى أن أصبح الظلام يخيم على مجموعة من أحيائها، بعد أعطال الإنارة العمومية المتكررة، والتي يتطلب إصلاحها انتظارا طويلا، لكن فرحة عودة النور تنتهي سريعا بعودة الأعطال والظلام، وما يترتب عن ذلك من انتشار للجريمة، وخاصة اعتراض سبيل من فرض عليه الخروج ليلا.
وبعيدا عن الحفر والظلام، أصبح السير والجولان جحيما في مدينة سلا، بعد أن أصبحت شوارعها وطرقاتها غير قادرة على توفير انسيابية للمركبات، وهذا قاسم مشترك بين أهم الطرق التي تعد الشرايين الكبرى لحركة السير (طريق القنيطرة من بدايتها، وخاصة من شارع باب الخميس مرورا بـ»ديار» و»حي اشماعو» والمدارة المؤدية إلى «حي كريمة» والمدارة المؤدية إلى حي الرحمة، وشارع «ابن الهيثم» الذي أصبح السير فيه أولوية للدراجات ثلاثية العجلات «تريبورتور»).
وتتساءل ساكنة سلا عن السبب في عدم اعتماد الحلول الناجحة التي سهلت حركة السير والجولان في مدينة الرباط، والمتمثلة في الأنفاق.
وبما أن أعطاب مدينة سلا لا تأتي فرادى، فإن بعض شركات التدبير المفوض لها جمع النفايات الصلبة زادت الوضع سوءا، بعد تراكم الأزبال في الكثير من الشوارع، خاصة في نقط التجميع، مع ما يرافق ذلك من انتشار للحشرات والروائح الكريهة.
بعض الظرفاء علّق على الإهمال الذي تعرفه البنية التحتية لجماعة سلا، بأن كل هذه المظاهر المشينة قد تنتهي في السنة الأخيرة من عمر الولاية، وحينها ستظهر شاحنات الزفت، وسيصبح المواطن يُصبح ويمسي على شوارع نظيفة، وسيتملى بطلعة المنتخبين والابتسامة على وجوههم، وهنا على المواطن أن لا يهتم بذلك، لأنه إذا ارتكب خطأ في الاختيار، سيعيش نفس الوضع.