فايزر تعلن أن لقاحها فعال بنسبة 90 ،%أستراليا تنتج لقاح أكسفورد وعلاج عشبي «واعد» للحالات المتوسطة
أعلنت شركتا “فايزر(الولايات المتحدة) و”بايونتيك”(ألمانيا)أن اللقاح ضد كوفيد-19 الذي تعملان على تطويره “فعال بنسبة 90٪”، بعد التحليل الأولي لنتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية الجارية حاليا، وهي الأخيرة قبل تقديم طلب ترخيصه.
وأتى الإعلان في وقت تسجل فيه الإصابات بفيروس كورونا المستجد ارتفاعا كبيرا في العالم ما أرغم ملايين الأشخاص على العودة إلى تدابير الإغلاق وزاد من الأضرار اللاحقة بالاقتصاد.
وأدى الإعلان إلى ارتفاع كبير في البورصات الأوروبية وفي أسعار النفط، كما سجل سهم فايزر ارتفاعا بنسبة 15٪ قبل الفتح في بورصة وول ستريت.
وقال جو بايدن الفائز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية إن هذا الإعلان يعطي “أملا إلا أن المعركة طويلة أمامنا”.
أما الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب الذي لعبت إدارته للوباء دورا في خسارته الانتخابات الأسبوع الماضي، فاعتبر الإعلان “نبأ سارا”.
وأظهرت النتائج الأولية، توفير حماية للمرضى بعد سبعة أيام من تلقي الجرعة الثانية و28 يوما من تلقي الجرعة الأولى.
وتوقعت الشركتان توفير ما يصل إلى 50 مليون جرعة من اللقاح في العالم في العام 2020 وحتى 1,3 مليار جرعة العام 2021.
وقال رئيس شركة فايزر ومديرها العام ألبيرت بورلا في بيان “بعد أكثر من ثمانية أشهر على بدء (تفشي) أسوأ وباء منذ أكثر من قرن، نعتبر أن هذه المرحلة تمثل خطوة مهمة إلى الأمام بالنسبة للعالم في معركتنا ضد كوفيد-19”.
وأضاف “المجموعة الأولى من نتائج المرحلة الثالثة من تجربتنا للقاح ضد كوفيد-19، أعطت الدليل الأولي على قدرة لقاحنا على الوقاية من كوفيد-19”.
وتسجل الإصابات في غالبية دول العالم مستويات قياسية مع ارتفاع حصيلة الوفيات ووصول أقسام العناية المركزة في المستشفيات إلى قدرتها الاستيعابية القصوى.
وتجري شركة “موديرنا” الأمريكية ومختبرات صينية عامة وجامعة اكسفورد وشركة “استرازينيكا ” تجارب على لقاحات باتت في مراحلها النهائية أيضا.
وسجل لقاحان روسيان مضادان لكوفيد-19 للاستخدام حتى قبل استكمال التجارب السريرية لكنهما لم يلقيا قبولا واسعا خارج روسيا.
وبوشرت المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية على اللقاح الجديد “بي أن تي 16بي2” نهاية يوليوز بمشاركة 43538 شخصا حتى الآن تلقى 90 ٪ منهم الجرعة الثانية في الثامن من نوفمبر.
وأكدت فايزر أنها تجمع بيانات سلامة لمدة شهرين بعد الجرعة الأخيرة وهو شرط من إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية للحصول على الترخيص العاجل الذي تتوقعه في الأسبوع الثالث من نوفمبر.
وقال بورلا “نتطلع إلى مشاركة المزيد من البيانات المتعلقة بالفاعلية والسلامة المستمدة من آلاف المشاركين في الأسابيع المقبلة”.
وتنوي الشركتان توفير بيانات عن تجارب المرحلة الثالثة كاملة ليراجعها العلماء، لكن بعضهم رحب من الآن بالنتيجة وإن بحذر.
وقال مايكل هيد كبير الباحثين في مجال الصحة العامة في جامعة ساوثمبتون في إنكلترا “إنها نتيجة ممتازة للقاح من الجيل الأول”.
ورأى بيتر هوربي أستاذ الأمراض المعدية الناشئة في جامعة أكسفورد أن إعلان فايزر “يشكل نقطة تحول” في الجائحة.
لكن البعض الآخر توقع مشاكل لوجستية كبيرة في إيصال اللقاح إلى الجميع خصوصا أنه ينبغي المحافظة عليه باردا جدا ويحتاج إلى جرعتين لدعم المناعة.
ويعتمد اللقاح على الناقل “أر ان ايه” أو “ام أر أن ايه”، وهي مقاربة جديدة للحماية من الإصابة بالفيروس.
وخلافا للقاحات التقليدية، التي تعمل على تدريب الجسم للتعرف على البروتينات التي تنتج العوامل المرضية، وقتلها فإن “أم أر أن ايه” تخدع النظام المناعي لدى المريض لدفعه إلى إنتاج بروتينات الفيروس بنفسه، والبروتينات غير مؤذية لكنها كافية لتوفير استجابة مناعية قوية.
وستقيم الدراسة قدرة اللقاح هذا على الحماية من كوفيد-19 لدى مرضى سبق وأصيبوا بالفيروس فضلا عن الوقاية من الإصابة بشكل قوي جدا من كوفيد-19.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في منتصف أكتوبر وجود 42 تجربة سريرية على لقاحات بينما كانت 11 في منتصف يونيو.
وباتت عشر منها في المرحلة الثالثة التي تختبر فيها فعالية اللقاح على نطاق واسع بمشاركة عشرات آلاف الأشخاص في قارات عدة.
أستراليا تبدأ إنتاج لقاح اكسفورد
بدأت أستراليا، يوم الاثنين، تصنيع لقاح مرشح طورته جامعة أكسفورد ضد كوفيد-19 بهدف إنتاج حوالي 30 مليون جرعة محليا. ويعتبر اللقاح، الذي تشارك في تطويره شركة الأدوية “استرازينيكا” ولا يزال قيد التجارب السريرية، أحد اللقاحات الواعدة على مستوى العالم.
وأبرمت شركة “سي أس أل” الأسترالية للتكنولوجيا الحيوية اتفاقيات مع “استرازينيكا” والحكومة الأسترالية لبدء الإنتاج الوقائي للقاح، ليتم إطلاقه خلال النصف الأول من عام 2021 في حال نجاح الاختبارات المتبقية.وقال أندرو ناش، كبير المسؤولين العلميين في “سي أس أل”، “إننا نقوم بأنشطة التصنيع هذه مخاطرة وبالتوازي مع عمليات التجارب السريرية والموافقات اعترافا بالإلحاح الكبير الذي تفرضه جائحة كوفيد-19”. ومن المتوقع أن يتم إعطاء جرعتين لكل شخص من اللقاح مما يعني أن الكمية المزمع انتاجها تكفي 15 مليون شخص. مع ذلك، لن يتم إصداره للاستخدام حتى تتم مراجعة عملية تطويره واعتماده من قبل إدارة السلع العلاجية، السلطة التنظيمية الحكومية. وقامت شركة “سي أس أل” بالفعل بتصنيع عدة جرعات من لقاح آخر مرشح ضد كوفيد-19 طورته جامعة كوينزلاند الأسترالية، حيث تحتفظ بها استعدادا للتقدم إلى المرحلة 2بي/3 من التجارب السريرية.
ومن المقرر إجراء المزيد من التجارب على لقاح الجامعة بعد صدور ومراجعة بيانات المرحلة الأولى من التجارب السريرية.
علاج عشبي “واعد” للحالات المتوسطة
وفي دراسة نشرت حديثا، توصل باحثون صينيون وألمان إلى أن كبسولات ” شو فنغ جيه دو”، وهو عقار عشبي مسجل يتكون من ثمانية نباتات طبية، من الممكن أن يكون “علاجا عشبيا واعدا لحالات الإصابة المتوسطة بمرض فيروس كورونا الجديد كوفيد-19”، ونشرت تلك الدراسة دورية “فيتوميديسين” في 22 أكتوبر، وهي دورية شهرية متخصصة في الطب النباتي.
وشارك في الدراسة باحثون من الصين وألمانيا، وحاليا، لا يوجد علاج أو لقاح مؤكد لمرض (كوفيد-19)، ولكن يحظى استخدام الطب العشبي الصيني التقليدي في مكافحة مرض (كوفيد-19) باهتمام عالمي نظرا لاستخدامه بشكل دوري في الصين خلال فترة تفشي المرض، حسبما ذكر كتاب الدراسة الذين لفتوا أيضا إلى استخدام الطب الصيني التقليدي بنجاح في علاج مرض سارس في 2003 ومرض إنفلونزا الخنازير في 2009.
وأضاف الباحثون أن كبسولات “شو فنغ جيه دو” تتكون من ثمانية نباتات طبية، واشتهرت في علاج الأمراض التنفسية الفيروسية المختلفة، بفضل خصائصها المضادة للفيروسات والمضادة للالتهابات والمحفزة للمناعة ضد الإصابات الرئوية الحادة.وأظهرت البيانات الإكلينيكية أن الكبسولات، إلى جانب العلاج القياسي المضاد للفيروسات، قللت بشكل كبير من مدة التعافي من المرض والإرهاق وكذلك مدة السعال، مقارنة بالعلاج القياسي وحده. وأضافت الدراسة أن العلاج العشبي يصبح أكثر فاعلية عندما يستخدم خلال أول ثمانية أيام بعد ظهور أعراض )كوفيد-19 ).