حجز المنتخب الوطني المغربي رسميا بطاقة التأهل إلى الدور الحاسم من التصفيات الإفريقية، المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم بقطر متم العام المقبل، بعد انتصاره العريض على خصمه الغيني، بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، مساء أول أمس الثلاثاء بمجمع الأمير مولاي عبد الله بالرباط، في لقاء مؤجل عن الجولة الثانية من مباريات المجموعة التاسعة.
ويدين المنتخب الوطني المغربي بهذا الانتصار، إلى كل من أيوب الكعبي (د 21)، وسليم أملاح (د 42 و د 65)، وسفيان بوفال (د 89)، فيما وقع هدف المنتخب الغيني اللاعب مامادو كاني (د 31).
وقدمت العناصر الوطنية أداء مقبولا خلال هذا اللقاء، رغم تغيير النهج التكتيكي من طرف المدرب وحيد خاليلوزيتش، الذي أدخل ثلاثة لاعبين في العمق الدفاعي، بعدما دأب على الاعتماد على ثنائية سايس وأكرد، لكنه أضاف لهما في هذه المواجهة سفيان شاكلا، مضحيا بإلياس شاعر كصانع ألعاب، ساعيا إلى خنق المنتخب الغيني، الذي أظهر لاعبوه شراسة وقوة البدينة ملحوظة، حيث وقفوا ندا قويا للمجموعة الوطنية، خاصة خلال الجولة الأولى، حيث أغلقوا منطقة وسط الميدان، وقاموا ببعض المحاولات الخطيرة، لاسيما بعد الخروج الاضطراري للاعب خط الوسط أيمن برقوق، في الدقيقة 14، بعد إصابة على مستوى الركبة، بفعل تدخل خشن من أحد لاعبي غينيا، ليترك مكانه لسليم أملاح.
وبدأ الفريق الوطني بإيقاع جيد، مظهرا انضباطا تكتيكيا وانتشارا جيدا فوق رقعة الميدان، ما أثمر عدة محاولات سانحة للتهديف، خاصة تلك التي أتيحت لعمران لوزا، الذي نقش اسمه بقوة داخل التشكيلة الوطنية، وكاد يسجل في الدقيقة 16، بعد تمريرة لريان مايي، لكن كرته مرت فوق مرمى الحارس الغيني غينيا كايتا ألي.
وواصل الفريق الوطني ضغطه على الخط الخلفي للمنتخب الغيني، لينجح اللاعب أيوب الكعبي في هز الشباك في الدقيقة 21، بعد متابعة لكرة قادمة من الحارس الذي صد رأسية ريان مايي، التي استقبل بها تمريرة عرضية من أشرف حكيمي.
ولم تدم الفرحة المغربية سوى عشر دقائق، إذ أدرك الخصم الغيني التعادل عن طريق ممادو كاني، الذي استغل خطا من أملاح وأرسل كرة قوية اصطدمت بالعميد رومان سايس، وهزمت الحارس ياسين بونو، ليكون الهدف الأول في مرمى الأسود خلال هذه التصفيات القارية.
هدف حرك الفريق الغيني، الذي مارس ضغطا على معترك المنتخب الوطني، بعدما تحكم في خط وسط الميدان، مستغلا حالة الارتباك التي ظهر عليها سليم أملاح، الذي كثرت تمريراته الخاطئة، قبل أن يستعيد توازنه بهدف جميل في الدقيقة 42 من تسديدة قوية.
وخلال الجولة الثانية، تحسن أداء العناصر الوطنية بعض الشيء، وأظهرت جرأة أكبر، فتأتي لها تعزيز الغلة بهدف ثالث في الدقيقة 65 بواسطة سليم أملاح، التي توصل بكرة ذكية من عمران لوزا، الذي خدع الدفاع الغيني حين تنفيذه لركنية.
ورغم تخلفهم بثلاثة أهداف إلا أن لاعبي الخصم الغيني اندفعوا نحو مرمى الحارس بونو، وحاولوا التسجيل بأي طريقة، بما في ذلك الدخول في مشاحنات مع لاعبي المنتخب الوطني، الذين عانوا من كثرة التدخلات الخشنة.
وكانت فاكهة هذه المباراة هي هدف سفيان بوفال، الذي هز الشباك من كرة أكروباتية، اكتفى الحارس الغيني بمتابعتها تتهادى في الشباك.
وعلى العموم، فقد كشف المنتخب الغيني بعض العيوب أمام الناخب الوطني، الذي يتعين عليه الاشتغال عليها خلال المسقبل، ولاسيما في خط الارتكاز، حيث بدا واضحا حاجة الفريق الوطني إلى لاعب ارتكاز إضافي، يمكنه أن يساند سفيان أمرابط، الذي تحمل ثقل المباراة لوحده، خاصة بعد خروج برقوق.
وبهذا الانتصار يكون المنتخب الوطني قد حقق العلامة الكاملة، في مبارياته الأربع، ليرفع رصيده إلى 12 نقطة، ليكون بذلك أول منتخب عربي يبلغ الدور الحاسم، وثاني المتأهلين قاريا إلى هذا الدور، بعد السنغال التي حققت أيضا العلامة الكاملة في المجموعة الثامنة.
وستلتحق ثمانية منتخبات أخرى بالمغرب والسنغال في الدور الحاسم لتصفيات المونديال، حيث سيتم تحديد المواجهات باعتماد آخر تصنيف للفيفا، إذ ستكون المنتخبات الخمسة الأولى في مواجهة الأدنى، لتبلغ في النهاية خمس منتخبات إفريقية إلى مونديال قطر.
تصفيات مونديال قطر 2022 : المنتخب الوطني يضيف غينيا إلى لائحة ضحاياه ويتأهل رسميا إلى الدور الحاسم

الكاتب : إبراهيم العماري
بتاريخ : 14/10/2021