أدى انقلاب قارب خشبي تقليدي إلى الكشف عن عملية هجرة سرية عبر المحيط انطلاقا من شاطئ «الحرشان» التابع للنفوذ الترابي لجماعة سيدي عابد على بعد حوالي 31 كلم جنوب مدينة الجديدة في الساعات الأولى لصباح يوم الإثنين الفاتح من أبريل الجاري .
وبحسب بعض المصادر، فإن عناصر الدرك الملكي حلت بعين المكان بعد تلقيها خبر انقلاب القارب لتتمكن من إيقاف ثلاثة من «الحراكة» ينحدرون من إقليم القنيطرة تتراوح أعمارهم ما بين 20 و 23 سنة، مشيرة إلى فرار باقي الأشخاص الذين كانوا على متن القارب المقدر عددهم بالعشرات، ورجحت المصادر سبب انقلاب القارب إلى ارتفاع علو الموج والحمولة الزائدة للمركب الذي كان على وشك الابتعاد عن الشاطئ حينما انشطر إلى نصفين بمسافة قريبة جدا من الساحل واستطاع مجمل راكبيه النجاة من موت محقق بفعل قربهم من الشاطئ.
وتطرح هذه العملية أكثر من علامة استفهام حول تمكن مثل هذا العدد الكبير من التنسيق فيما بينهم والتجمع بشاطئ غير بعيد عن المركز القروي للجماعة الترابية سيدي عابد دون أن تكون هناك ملاحظة أو استشعار للغاية من تواجدهم هناك، خصوصا وأن عملية «المغامرة» تمت في الساعات الأولى من الصباح مما يفيد بتوافدهم القبلي على المكان ببضع ساعات دون أن يثير ذلك أي انتباه، وما يفيد أيضا وجود شبكة منظمة لتهريب البشر عبر البحر استطاعت أن تجلب مثل هذا العدد الكبير من الحالمين بالانتقال إلى الضفاف الأخرى ، علما بأن شاطئ « الحرشان « يعتبر من الشواطئ التي تستقطب أعدادا كبيرة من الزوار في فصل الصيف ، بالإضافة إلى أنه مرفأ صيد تقليدي مثله مثل شواطئ سيدي بلخير وسيدي موسى ومريزيقة على نفس الشريط الساحلي .
وفي انتظار ما ستسفر عنه أبحاث الجهات المختصة التي باشرت تحقيقاتها في الموضوع تحت إشراف النيابة العامة بالجديدة، فإن المسؤولين الترابيين مدعوون إلى تكثيف المراقبة والاستشعار تفاديا لحدوث مآس تزيد من ضحايا الهجرة السرية في عرض البحر…