تقاسم التجربة المغربية حول التلقيح ضد كوفيد – 19 مع 21 دولة إفريقية

انطلقت، الاثنين بمعهد باستور بالدار البيضاء، ورشة للتكوين وتبادل الخبرات المغربية حول التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) لفائدة ممثلي 21 دولة إفريقية.
ويندرج عقد هذه الورشة التدريبية، المنظمة من قبل معهد باستور المغرب والمراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، من أجل مساعدة البلدان الإفريقية في مواجهة تحديات التلقيح ضد فيروس كورونا المستجد، إذ اختارت مفوضية الاتحاد الإفريقي مراكز التميز للتلقيح ضد كوفيد، منها معهد باستور المغرب.
وتهدف هذه الورشة، الممتدة إلى غاية 26 نونبر الجاري، إلى دعم البلدان الأعضاء في الاتحاد الإفريقي في مجال التكوين المهني الصحي وتبادل أفضل الممارسات في تدبير أنشطة التخزين، وتوزيع اللقاحات، بالإضافة إلى تقاسم التجربة المغربية في ما يتعلق بالحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد.
وعرفت هذه الورشة مشاركة منسقين وطنيين لبرامج التلقيح ضد فيروس كورونا ومدراء ومعاهد وطنية للصحة العامة يمثلون 21 دولة منها إثيوبيا والكاميرون وجيبوتي وغينيا الاستوائية وكينيا وزامبيا والليسوتو وملاوي وناميبيا ورواندا والصومال وجنوب السودان وتنزانيا وأوغندا ونيجيريا وبوتسوانا وغينيا بيساو وسيراليون وكوت ديفوار وتوغو.
وبهذه المناسبة، أعرب وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت طالب، خلال الجلسة الافتتاحية، في كلمة تلاها نيابة عنه مدير معهد باستور عبد الرحمن معروفي، عن شكره للجنة الاتحاد الإفريقي ووكالته التقنية (Africa CDC) على اختيار مركز الأمصال واللقاحات (Institut Pasteur du Maroc) كعضو في شبكة المراكز الإفريقية للتميز في مجال التلقيح ضد كوفيد.
وأكد أن المغرب يرحب بهذا الاختيار ويظل مجندا من أجل تبادل خبرته في التلقيح ضد كوفيد، وتقديم خدمات المساعدة التقنية للدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي في ما يتعلق بتعزيز مهارات مهنيي الصحة، وتبادل الممارسات الفضلى لتنظيم وتدبير خدمات التلقيح وتخزين اللقاحات وتوزيعها والتواصل بشأن مخاطر كوفيد، وفقا للتوجيهات السامية لجلالة الملك الذي دعا وعمل منذ بداية الوباء من أجل التضامن بين بلدان الجنوب في مكافحة الوباء في القارة.
وذكر بأن جلالة الملك أعطى توجيهاته السامية لإطلاق عملية وطنية واسعة النطاق للتحضير وإطلاق حملة للتلقيح مجانية غير مسبوقة ضد كوفيد-19 من أجل ضمان أن تشمل هذه العملية تلقيح السكان على نطاق واسع.

وأضاف أن الانطلاق الفعلي لحملة التلقيح كانت في يناير 2021 من قبل جلالة الملك، الذي تلقى الجرعة الأولى من اللقاح ضد كوفيد-19، وأعطى إشارة قوية وتحفيزية للمواطنين المغاربة للانخراط في حملة التلقيح، والتي شكلت خطوة مهمة في تعبئة المجتمع من أجل التلقيح.
وقال إنه بعد حوالي ثمانية أشهر من انطلاق حملة التلقيح، تم إعطاء أزيد من 48,5 مليون جرعة (22,5 مليون)، أي حوالي 80 في المائة من السكان المستهدفين و62 في المائة من السكان عامة.
وتابع الوزير، فبعد خفض مستوى انتقال الفيروس إلى مستوى منخفض للغاية، يتمثل التحدي الحالي في منع عودة ظهور موجة وبائية جديدة، خاصة مع خطر ظهور متغيرات جديدة، مشيرا إلى أنه لهذا السبب أطلقت المملكة عملية التلقيح بالجرعة الثالثة للأشخاص الذين يتجاوز تاريخ جرعتهم الثانية ستة أشهر من أجل تعزيز مناعتهم ضد كوفيد.
وقال إن التلقيح ضد كوفيد يعتبر جزءا بسيطا وآمنا وفعالا للصحة العامة من أجل حماية السكان من الفيروس ومحاربة الوباء، مضيفا أن هناك عوامل ثلاثة تعرقل استعمال اللقاح المضاد للفيروس في القارة الإفريقية، منها الولوج المحدود للقاحات، والتحديات اللوجستية الكبيرة والإحجام عن التلقيح.
وأشار إلى أنه من أجل تلقيح ما لا يقل عن 35 في المائة من سكان إفريقيا سنة 2021، يجب إعطاء ما يصل إلى 600 مليون جرعة قبل نهاية السنة، الأمر الذي يتطلب جهدا كبيرا من حيث النقل والتخزين ومراكز التلقيح.
ومن أجل المساعدة في مواجهة التحديات المذكورة، فإن المغرب، بقيادة جلالة الملك، الذي عمل دائما من أجل التضامن جنوب – جنوب، ملتزم بدعم البلدان الإفريقية الشقيقة، عبر التكوين المهني المتعلق بالجانب الصحي، وتبادل الممارسات الفضلى في عملية التخزين والتوزيع، وإدارة اللقاحات وذلك من خلال مشروع تصنيع محلي للقاحات.
وأشار إلى أن المملكة قدمت منذ بداية تفشي الوباء وفقا للتعليمات السامية لجلالة الملك، دعما مهما لأزيد من 15 دولة عضو من خلال توفير أنواع مختلفة من المعدات والمواد الطبية والتقنية.
ومن جهة أخرى، قال أيت طالب إن تنظيم هذه الورشة سيساعد بالتأكيد على تحسين مهارات مخططي ومديري برامج التلقيح ضد فيروس كورونا، وتعزيز أكبر للشراكة بين بلدان الجنوب في القارة الإفريقية الناطقة باللغة الفرنسية.
ومن جهته، أكد معروفي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الورشة تندرج في إطار برنامج الشراكة مع «CDC AFRICA» التي اعترفت بالمغرب وخاصة مركز الأمصال واللقاحات التابع لمعهد باستور كمركز امتياز لتبادل المعارف حول التلقيح لمكافحة كوفيد، وتكوين المهنيين في المجال الصحي ومواكبة الدول الإفريقية الشقيقة والصديقة.
وأضاف أن هذه الورشة تتيح الفرصة لمشاركة تجربة المغرب في هذا المجال من خلال جلسات التبادل والزيارات الميدانية، مضيفا «نحن فخورون بلعب هذا الدور في ظل القيادة الرشيدة لجلالة الملك ‘’.
ومن جهته، أبرز نائب مدير مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بإفريقيا، تاج الدين محمد راجي، الجهود والإجراءات التي يقوم بها المغرب في مجال التلقيح ضد فيروس كورونا، مضيفا أن هذه الورشة تتيح الفرصة للمشاركين للتعرف على التجربة المغربية في المجال والأساليب المبتكرة وتبادل أفضل الممارسات.
كما قدم راجي لمحة عامة عن برنامج «إنقاذ الأرواح وسبل العيش» (Sauver les vies et les moyens de subsistance) الذي سيمكن أساسا من اللقاحات ويدعم توصيلها إلى ملايين من الأشخاص في جميع أنحاء القارة ويضع الأساس لتصنيع اللقاحات في إفريقيا.
تجدر الإشارة إلى أن (Africa CDC) هي مؤسسة تقنية مختصة تابعة للاتحاد الإفريقي تهدف إلى تعزيز قدرات مؤسسات الصحة العامة الإفريقية للكشف عن التهديدات الأوبئة والاستجابة لها بسرعة وفعالية.
ويتضمن برنامج هذه الورشة، على الخصوص، عقد سلسلة من جلسات والتبادل حول الممارسات المغربية الفضلى في مجال التخطيط، فضلا عن تنظيم زيارات ميدانية لمراكز التلقيح، والتخزين والتوزيع، ومؤسسات مختلفة لتدبير وتنظيم أنشطة التلقيح.


بتاريخ : 24/11/2021