تقتات على الأعلاف الطبيعية في مراعي الأطلس المتوسط
تواصل سلالة أغنام تمحضيت المحلية ، سنة بعد أخرى، إغراء الزوار والمشترين الذين يفدون على حاضرة زيان، لاكتشاف هذه السلالة من الأغنام التي تشتهر بها منطقة الأطلس المتوسط. وبلغ الإقبال ذروته في سوق المواشي بأجلموس (إقليم خنيفرة)، الذي يستقطب الزوار المعجبين بأغنام تمحضيت من جميع أنحاء المغرب.
ويجد مربو الماشية الصغار القادمون من مناطق خنيفرة الجبلية في سوق أجلموس واجهة مناسبة لتقديم وبيع أفضل العينات من هذه السلالة المرغوب فيها بشدة لصفاتها وفوائدها العديدة.
ويجد خروف تمحضيت اليوم مكانه، بلا منازع، بين السلالات الأكثر شعبية في المملكة، وذلك لأسباب عدة منها «قدرته على مقاومة المناخ البارد، وقوته، وجودة لحمه الذي يحتوي على نسبة منخفضة من الكوليسترول، ورأسه البني المليح والموحد.» على مستوى الشكل الخارجي، تتميز هذه السلالة بذيل رفيع جدا ورأس بني متوسط الحجم. كما أنها سلالة قوية تقاوم الظروف الجوية العصيبة».
وتتكيف سلالة تمحضيت بشكل جيد مع المناخ البارد بفضل طبقة الصوف الكثيف التي تكسوها، وتتميز بسهولة التسمين وإنتاجيتها العالية، كما أنها واحدة من السلالات المستخدمة في التهجين. ويتراوح متوسط وزن الإناث من سلالة تمحضيت بين 60 و70 كيلوغراما، بينما يتراوح متوسط وزن الفحول بين 100 و120 كيلوغراما.
وتنتشر هذه السلالة التي أطلقت عليها هذه التسمية نسبة لموطنها الأصلي، منطقة تمحضيت، في جميع أنحاء الأطلس المتوسط، بداء من جبال تازة، مرورا عبر مناطق بولمان، إلى غاية خنيفرة ونواحيها، خصوصا منطقة أجلموس.
وأكد رشيد الغالي، مربي أغنام سلالة تمحضيت، في تصريح لـ «و.م .ع»، «أن هذه السلالة التي تعرف أيضا باسم «البركي»، تحتل مكانة متميزة لدى المربين بمنطقة أجلموس»، لافتا إلى «أن المربين بهذه المنطقة يولون أهمية كبيرة لهذا الموروث المحلي»، مشيرا إلى «أن العرض من خرفان تمحضيت يتميز بالوفرة في إقليم خنيفرة، من خلال وجود نوعين منها، صنف زيان كبير الحجم وصنف حمام أزرو ذو الوزن الأخف والصوف الأكثر خشونة.»
من جهته، أفاد علي حموشي، مربي في منطقة أجلموس، الحائز على جائزة أحسن مربي أغنام سلالة تيمحضيت في عام 2021، «بأنه بالنظر إلى الجودة العالية لهذه السلالة وطعمها الاستثنائي، بفضل اقتياتها على الأعلاف الطبيعية في المراعي، يمكن أن يرتفع سعر الفحل، ليصل إلى 30000 درهم أو أكثر للرأس، على اعتبار أنها سلالة أصيلة وغير مهجنة».
للإشارة فإن «الفحول لا تعرض للبيع بمناسبة عيد الأضحى وغير موجهة للمسالخ، بل يتم شراؤها لأغراض التكاثر. ويتراوح سعر الفحل المتوسط بين 10000 و15000 درهم للرأس. أما بالنسبة للأكباش المنتمية لنفس السلالة، فيتم تسمينها وإعدادها للعيد».
هذا و تتميز سلالات الأغنام المغربية بالتنوع وبقدرتها على التكيف مع بيئتها. فبالإضافة إلى سلالة تيمحضيت المنتشرة بجميع أنحاء الأطلس المتوسط، هناك أيضا سلالة بني كيل المنتشرة في الهضاب العليا الشرقية. وتوجد سلالات محلية أخرى في مناطق جغرافية مختلفة، وتتميز بتكاثرها الكثيف في الحظائر. كما تنتشر سلالة الصردي بمنطقتي بني مسكين وقلعة السراغنة وتحظى باهتمام كبير في سوق الماشية، إلى جانب سلالة الدمان التي تنتشر في الجنوب الشرقي للمملكة.
«و.م.ع»