تلاميذ الثانية باكلوريا يدخلون مرحلة تيه جديدة

 

وجد تلاميذ الثانية باكلوريا الذين اجتازوا الامتحانات قبل أيام أنفسهم مرة أخرى أمام مرحلة عنوانها التيه، وذلك لاختيار الوجهات التي سيسلكونها من أجل مواصلة تعليمهم العالي، وهذه المرة بسبب انطلاق عملية الإعداد للمشاركة في مباريات الولوج للمدارس العليا وكليات الطب والصيدلة وغيرها، وهي الخدمة التي تقدمها العديد من المؤسسات التعليمية بمقابل مادي.
استعدادات هي عبارة عن حصص تكوينية أطلقتها المؤسسات الخاصة قبل الإعلان عن نتائج الباكلوريا، وقبل أن يعرف التلميذ المعدل الذي حصل عليه، للوقوف على ما إذا كان يؤهله للمشاركة في مباراة تهم الهندسة أو الطب والصيدلة أو الأقسام التحضيرية أو غيرها، حتى يكون اختياره للمجال الذي سيتم تكوينه فيه واضحا لا لبس فيه، وحتى لا تضيع المصاريف المادية التي تؤديها الأسر بشكل مسبق في حال ما إذا كان المعدل مخالفا للانتظارات؟
وإلى جانب ذلك، سيجد التلاميذ الذين اجتازوا الباكلوريا هذه السنة أنفسهم أمام إشكال آخر، متعلق بعتبة الولوج لعدد من مؤسسات التعليم العالي وبتواريخ اجتياز المباريات التي تمت برمجة عدد منها في نفس التواريخ، كما هو الحال بالنسبة للمدارس الوطنية للتجارة والتسيير التي سيتم الإعلان عن العتبة التي تفتح سبيل المشاركة في مبارياتها في 23 يوليوز، على أن يتم اجتياز المباراة بعد يومين، إلى جانب المعهد الوطني للتهيئة والتعمير، الذي سيتم الإعلان عن العتبة التي تخصّه في 31 يوليوز، على أن يتم اجتياز المباراة الكتابية في 8 شتنبر والشفوية في 23 من نفس الشهر، ثم المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية التي تقرر الإعلان عن العتبة بخصوصها، وفقا للإعلانات المتداولة، في 25 يوليوز، وسيتم اجتياز المباراة في 27 الشهر ذاته، وهو نفس وضع المدارس الوطنية العليا للفنون والمهن، حيث سيتم الإعلان عن العتبة في 25 يوليوز في حين سيتم اجتياز المباراة في 27 من نفس الشهر؟
مؤسسات من قبيل المدارس الوطنية للهندسة المعمارية وكليات الطب وطب الأسنان والصيدلة وغيرها، يتعقّب التلاميذ وأسرهم الخطوات المتعلقة بها، في وضع غير مريح، من أجل التحضير للمشاركة في مبارياتها والبحث عن موضع قدم في مدرجاتها، ويقدّم الآباء والأمهات في سبيل ذلك تضحيات عديدة، كما هو الحال بالنسبة للمبالغ المالية المسددة للمؤسسات الخاصة للتحضير لهذه الأشواط، التي وإن كانت قرارا خاصا لا يلزم الدولة ومؤسساتها العمومية في شيء، إلا أن ذلك لا يلغي بأن الأمر ترتبط به معاناة جد كبيرة، مادية ومعنوية، ويطرح أسئلة عديدة، حول تدبير هذا الملف في إطار حكامة جديدة، قد تتأسس على العودة لزمن الخريطة المدرسية أو بالبحث عن بدائل أخرى، تقطع مع مراحل التيه والحيرة وتخفّف من ثقل المرحلة على الجميع.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 21/06/2024