مولاي سعيد عفيف : تحسن مؤشرات الوضع الوبائي في المغرب ،
يوفر ظروف السير الجيد للحملة الوطنية للتلقيح
توافد مهنيو الصحة بالقطاع الخاص في الدارالبيضاء طيلة 3 أيام على كلية الطب والصيدلة بالعاصمة الاقتصادية بعد إطلاق الحملة الوطنية للتلقيح من أجل الاستفادة من الجرعة الأولى، ويتعلق الأمر بالأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة والأطباء الإحيائيين، حيث بلغ مجموع الملقّحين أكثر من 3 آلاف و 300 شخص، في ظروف وصفها الجميع بكونها جيدة وفي ظل تنظيم محكم.
وأكدت مصادر صحية، أن هذه العملية عرفت انخراطا واسعا وتظافرا للجهود بين كافة المتدخلين، على رأسهم المديرية الجهوية للصحة وهيئة الأطباء الطبيبات والأطباء بجهة الدارالبيضاء سطات ونقابة صيادلة ولاية الدارالبيضاء إضافة إلى عدد من التنظيمات النقابية والمهنية المعنية بالمنظومة الصحية، الأمر الذي أتاح تجاوز سقف 60 في المئة من المهنيين الذين تم تلقيحهم بالجرعة الأولى من اللقاح والذين تفوق أعمارهم 40 سنة، المصنفين ضمن خانة المستفيدين من المرحلة الأولى.
وبناء على المعطيات التي حصلت عليها «الاتحاد الاشتراكي» فإن نسبة التلقيح الجماعية بلغت 60 في المئة في أوساط الأطباء وأطباء الأسنان، في حين بلغت نسبة 65 في المئة في صفوف الصيادلة. وأكدت مصادر الجريدة على أنه جرى تلقيح 474 طبيبا في اليوم الأولى من الحملة الموجهة لمهنيي الصحة بالقطاع الخاص في الدارالبيضاء، في حين تم تلقيح 660 في اليوم الثاني ثم 710 أطباء في اليوم الثالث، دون احتساب باقي الفئات الأخرى التي شملتها العملية.
واستقبلت كلية الطب والصيدلة التي تم إعداد مرافقها لكي تكون نقطة تلقيح العديد من مهنيي الصحة والوجوه التي بصمت المشهد الصحي، سواء تعلٌّ الأمر بقدماء المهنة ومن الأجيال «الجديدة»، ضمنهم أساتذة وأطباء في مختلف التخصصات فضلا عن فاعلين في مجالات أخرى كالصيدلة، الذين شمروا عن أذرعهم وتلقوا اللقاح في جو يعمّه التفاؤل، ويساهم في نشر طاقة إيجابية ومن شأنه الرفع من التعبئة المجتمعية لإنجاح هذه الحملة الوطنية التي أعدّت بلادنا العدّة لها تحت إشراف ملكي لحماية الصحة العامة وإنعاش الحركية الاقتصادية والاجتماعية والسماح بعودة الحياة إلى طبيعتها.
وفي موضوع ذي صلة، صرح الدكتور مولاي سعيد عفيف إن تحسن مؤشرات الوضع الوبائي في المغرب يوفر ظروف السير الجيد للحملة الوطنية للتلقيح في أوساط العاملين في المجال الصحي.
وأوضح الطبيب في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، إن التطور الإيجابي للمؤشرات في المغرب « يسمح بتلقيح العاملين في مجال الصحة، بشكل هادئ، مع عدم الشعور بالارتباك من جراء ارتفاع أعداد الإصابات،كما حدث، على سبيل المقال لا الحصر، في انجلترا».
وقال عفيف ، وهو أيضا رئيس شبكة Infovac Maroc، في هذا السياق « إنه بفضل احترام المواطنين لتدابير الحماية، والقرارات المتخذة من قبل السلطات المعنية، فإن عدد حالات الإصابة انساب نحو الانحدار».
والأهم من ذلك ، كما قال ، هو أنه بالرغم من وجود انخفاض في اختبارات الكشف ( PCR ) التي يتم إجراؤها، فقد انخفض معدل الحالات الإيجابية من 25 إلى 10 بالمائة ، ومؤخرا بلغت هذه النسبة 6 بالمائة، كما انخفض عدد الحالات المتواجدة في أقسام العناية المركزة بشكل ملحوظ، حيث انتقل من أكثر من 1100 إلى اقل من 700 حالة ، علاوة على انخفاض عدد الوفيات «.
وفيما يتعلق بالآثار الجانبية للقاحات ، أشار عفيف إلى أنه في معظم الحالات يكون الألم على مستوى مكان الحقن مصحوبا ب « رجفة خفيفة» ، وهو ما يتطلب فقط تناول أقراص الباراسيتامول ، مشيرا إلى أن هذه الآثار « تختفي بشكل عام في اليوم التالي لإجراء عملية الحقن «.
وفي سياق متصل قال «إن بلدنا اتخذ خيارا حكيما باختيارع لقاحين أكدا نجاعتهما ، ويمكن تخزينهما في درجات حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات ، مما يسهل الخدمات اللوجستيكية. ولهذا السبب تحديدا لدينا 3047 نقطة ثابتة خاصة بعملية التلقيح، وما يقرب من10 آلاف نقطة لقاح متنقلة «. وتابع أن الفرق المتنقلة ستشرع في العمل على مستوى المناطق النائية ، وسيتم تلقيح المغاربة من طنجة إلى الكويرة دون أي مشكلة ، فالمغرب كما قال ، « راكم خبرة كبيرة في هذا المجال ، فقبل سنوات تمكنا تلقيح 11 مليون شخص في غضون شهرين».
وقال أيضا « نود كعاملين في المجال الصحي، أن نتقدم بالشكر ، لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، الذي أعطى انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد -19، حيث تلقى جلالته الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لكوفيد 19 يوم الخميس الماضي ، الأمر الذي أعطى بعدا كبيرا لهذه الحملة».
وإجمالا خلص إلى أنه تم تلقيح أزيد من 200 ألف شخص في ظرف ثلاثة أيام ، وهو رقم مهم جدا، في ضوء ما حصل في دول أخرى مثل فرنسا وإيطاليا وغيرها «.
وفي السياق ذاته، أشاد وزير الصحة، خالد آيت الطالب، بالتعبئة والانخراط الكبيرين للمواطنين في حملة التلقيح ضد كوفيد-19، منذ إطلاقها من قبل جلالة الملك محمد السادس. وعبر آيت الطالب عن رضاه إزاء تدبير هذه الحملة التي تمر في ظروف جيدة، بفضل التنسيق الوثيق بين كافة المتدخلين، من ضمنهم وزارة الصحة ووزارة الداخلية. وقال الوزير «يواصل المواطنون التردد على مراكز التلقيح ضد كوفيد-19»، مسجلا أن عملية التلقيح تجري في ظروف تتسم بالسلاسة في مراكز التلقيح، بفضل التنظيم الدقيق وتعبئة كافة المتدخلين». وبعد أن أكد أن الإقبال المكثف مكن المغرب من بلوغ 200 ألف شخص ملقح إلى حدود الآن،(الثلاثاء) وهو «رقم مشرف جدا» سيتزايد على مدى الأيام المقبلة، دعا آيت الطالب إلى احترام السلوكات الحاجزية، التي ستمكن حملة التلقيح من بلوغ كافة أهدافها، مبرزا أهمية الجرعة الثانية من التلقيح في إطار تمنيع المواطنين. من جهة أخرى، شدد الوزير على الصلة الوثيقة بين الوضعية الوبائية وعملية التلقيح ضد كوفيد-19، موضحا أنه لطالما أن الوضعية الوبائية تتحسن، ستمكن حملة التلقيح من تحقيق فعاليتها وبلوغ مناعة جماعية للمواطنين، تسمح للمغرب من تجاوز الأزمة الصحية.