تواصل العبث بكرة القدم الوطنية : السوق السوداء تحرم الكثير من الوداديين من مناصرة فريقهم أمام الأهلي

لن يجد الكثير من محبي فريق الوداد الرياضي سبيلا إلى مركب محمد الخامس، يوم الأحد المقبل، قصد حضور إياب نهائي دوري أبطال إفريقيا، المقرر بداية من الثامنة مساء ضد الأهلي المصري، عقب نفاد تذاكر الدخول بعد ساعات قليلة من طرحها للبيع عبر المنصة الرقمية، التي تتعامل معها الشركة المدبرة لشؤون هذا المركب الرياضي.
نفاد الذاكر قبل أربعة أيام من موعد هذا النهائي، وفي ظروف غريبة جدا، سيدفع الكثيرين إلى دخول السوق السوداء بحثا عن بطاقة تؤمن لهم حضور هذا العرس الكروي الكبير، ومساندة رفاق الحارس يوسف المطيع، في مهمتهم الوطنية، أمام عملاق كرة القدم الإفريقية بدون منازع، الأهلي المصري، صاحب العشرة ألقاب في هذه المسابقة، وهو رقم قياسي.
نعم، بيعت 45 ألف تذكرة خصصتها شركة «كازا إيفنت» لهذه المباراة، طرحت للبيع بداية من الأسبوع الماضي، وحددت أثمنتها في 50  و200 و500 و2000 درهم، لكن العديد من الجماهير الودادية تطرح أكثر من علامة استفهام حول الطريقة التي تمت بها عملية البيع، مع العلم بأن الموقع الذي عرضت عليه التذاكر كان خارج الخدمة في كثير من الأوقات، بفعل الضغط الكبير من طرف الوداديين.
وبعد أن تيقن تجار السوق السوداء من نفاد التذاكر، خرجوا بإعلانات على منصات التسوق محليا ودوليا، يحددون أثمنة ضخمة، ستجد معها المئات من الجماهير صعوبة في توفيرها.
فعلى سبيل المثال، قفزت ، مساء الأربعاء، الأثمنة من 50 درهما إلى 350 درهما، وارتفع مقابل تذكرة 200 درهم إلى من 700 درهم، بينما بلغت تذكرة «بريميوم2 و 3»، التي ابتدعتها الشركة، والتي لم يكن لها وجود في السابق، وكانت تدرج تحث مسمى المدرجات الجانبية، 2600 درهم، علما بأن مقابلها حدد في البداية في 500 درهم.
لقد أجمعت تعليقات الجماهير الودادية، ولاسيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي، على أن الطريقة التي يتم بها تسويق تذاكر الدخول إلى مباريات مركب محمد الخامس غير صحيحة، وتفتح على كثير من مسارات اللبس والغموض حول طكيفية حصول تجار السوق السوداء على كميات كبيرة من التذاكر، في الوقت الذي لا يسمح للشخص الواحد بالحصول على أكثر من تذكرتين في أحسن الأحوال، وهو ما يستوجب فتح تحقيق من الهيئات الساهرة على المنشآت الرياضية على مستوى العاصمة الاقتصادية، لأن فريقا الوداد والرجاء، على حد سواء، يخرج أمر التذاكر عن حدود سيطرتهما، بحكم أن الشركة المكلفة بتدبير شؤون الملعب تتخذ قراراتها، في كثير من الأحيان، دون تنسيق معهما، ما قد يعرضهما لعقوبات من طرف الاتحاد الإفريقي، وهو ما حصل مع الرجاء خلال مباراة الأهلي في نصف النهائي، بعدما سجلت فوضى عارمة في عملية الدخول، نتجت عنها حالة وفاة وكثير من الإصابات في صفوف الجماهير بسبب التدافع، وعدم تشغيل البوابات الإلكترونية، ما سمح لأصحاب التذاكر المزورة باحتلال المدرجات، ومنع أصحاب التذاكر القانونية من الدخول.
وضع غير مستقيم وممارسات تفتح باب الشك والريبة، خاصة وأن المتداخلين في العملية كثر، ما يجعل مساراتها متشعبة ومتقاطعة، تستوجب تدخلا صارما على أعلى المستويات، لأن جشع تجار السوق السوداء رافق كرة القدم الوطنية حتى مونديال قطر، وأفسد فرحة المغاربة بالتأهل التاريخي إلى نصف النهائي، حيث مازلنا ننتظر نتائج التحقيق في الموضوع، الذي أصبح قضية رأي عام، بعدما تناقلت وكالات الأنباء وكبريات القنوات العالمية أزمة الجماهير المغربية مع السوق السوداء.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 09/06/2023