توضيح من مبارك بودرقة الأخضر الإبراهيمي يؤكد أنه لم يكن هناك أي مشروع لقاء بين المهدي بنبركة والجنرال أوفقير بباريس

قام الأخ مبارك بودرقة (عباس)، منذ يومين بباريس، بعيادة المناضل المغاربي والديبلوماسي الجزائري الأستاذ الأخضر الإبراهيمي، على إثر إجرائه عملية جراحية، للإطمئنان على حالته الصحية، وقادتهما المناقشة إلى طرح تفاعلات ما طرح في العديد من وسائل الإعلام المغربية بخصوص ما جاء في عرض عمومي بمدينة تاونات المغربية، السبت 14 دجنبر 2019، للصحفي المغربي حميد برادة، ضمن احتفالية بذكرى تأسيس الجريدة الجهوية «صدى تاونات»، الذي ذهب فيه إلى «وجود علاقة تواصلية وتنسيقية بين الشهيد المهدي بنبركة والجنرال محمد أوفقير». خاصة مع إحالة منه على الأستاذ الأخضر الإبراهيمي، الذي كان آخر من التقى بالشهيد المهدي قبل سفره إلى باريس يوم 28 أكتوبر 1965 (يوما واحدا قبل اختطافه رحمه الله)، بما يفيد أنه أطلع الأخ حميد برادة على تفاصيل ما دار بينهما، وضمنه مشروع لقائه مع «الجنرال»، مما خلق ردود فعل متعددة، بسبب الالتباسات التي تركها تأويل مماثل.
ولقد أكد لنا الأخ بودرقة، في اتصال معه، أن الأستاذ الإبراهيمي، قد أوضح له أن كل لقاءات الشهيد المهدي بنبركة بالقاهرة وخارجها، كان مطلعا عليها حينها، بحكم درجة الثقة النضالية والأخوية بينهما، وأنه فعلا تناول عنده العشاء ليلة 28 أكتوبر 1965، ببيته بالعاصمة المصرية، وتناقشا مطولا حول الأوضاع العربية والمغاربية، ونصحه بعدم السفر إلى باريس اعتبارا للتواجد الكبير للأجهزة الأمنية المغربية بها، التي كانت تتعقبه منذ شهور وهو من نقله بنفسه في سيارته إلى المطار. مذكرا في ذات السياق، أن المهدي رحمه الله، سبق وحكى له قصة أول لقاء جمعه بأوفقير، حين كان منفيا وتحت الإقامة الإجبارية بمعتقل أغبالو نكردوس بشرق المغرب. فقد كان رحمه الله قد نجح في فتح نقاش مع أحد حراسه الفرنسيين من المجندين دفاعا عن حق المغرب والمغاربة في نيل استقلالهم، وأن ذلك مطلب كل المواطنين المغاربة. وهو المجند الذي أجابه أن هناك من المغاربة ممن ليسوا من ذات الرأي مقدما المثال بضابط مغربي يعمل معهم إسمه محمد أوفقير، وكان ذلك المجند السبب في تنظيم أول لقاء بينهما.
ورغم تحذيرات الإبراهيمي خلال آخر عشاء جمعه بالمهدي بالقاهرة، فقد أصر الشهيد بنبركة على السفر إلى باريس، مخبرا إياه أن له لقاء مع الجنرال، بما يفيد أنه رئيس الدولة الفرنسية الجنرال دوغول. ولم يلمح لا من قريب ولا من بعيد لأي احتمال للقاء وزير الداخلية المغربي حينها محمد أوفقير.
مثلما أكد لنا بودرقة، أيضا، أنه بخصوص مؤامرة 16 يوليوز 1963 التي كرر فيها الأخ حميد برادة ذات أطروحته القديمة، فإن المعطيات الموثوقة تؤكد أن القيادة الاتحادية حينها، قد تلقت 10 أيام قبل 16 يوليوز من مصدر لها من داخل النظام، تنبيها على أن تمة سيناريو مؤامرة يتم إعداده لتوجيه ضربة قاصمة للاتحاد من خلال مسلسل للاعتقالات (وتفاصيل ذلك سينشرها بودرقة في مذكراته لاحقا). لهذا السبب سنجد أن الشهيد المهدي بنبركة سيغادر المغرب باتفاق مع القيادة الحزبية يوم 15 يوليوز 1963 حتى لا يعتقل، فيما لم يحضر الفقيه البصري اجتماع اللجنة الإدارية للحزب بالدار البيضاء واعتقل بعد أيام في الرباط وألحق بباقي المعتقلين الاتحاديين بمعتقل دار المقري. فيما بادر عبد الرحمان اليوسفي إلى الاتصال بصحفيين لحضور أشغال تلك اللجنة الإدارية حتى يكونا شاهدين على ما سيتم تنفيذه من مؤامرة واعتقال، واحد منهما صحفي أمريكي، بينما الثاني صحفي مغربي شاب حينها، هو المستشار الملكي حاليا السيد أندري أزولاي (الذي سيعتقل بدوره ويوضع في نفس الزنزانة بولاية الشرطة المركزية بالدار البيضاء بشارع الروداني حينها، رفقة عبد الرحمان اليوسفي).


الكاتب : باريس: مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 31/12/2019