توقيع اتفاقية باكادير مع النيجر للحفاظ على التنوع البيولوجي: ملتقى دولي يؤكد أن المحميات الطبيعية المغربية تحافظ على حيوانات الساحل والصحراء من الانقراض

تُختتم، يومه الخميس 16 مارس، أشغال الدورة الثالثة للملتقى الإقليمي الرفيع المستوى الخاص بالمحافظة على حيوانات الساحل والصحراء ذوات الحجم الكبير وصونها التي احتضنتها مدينة أكادير وانطلقت فعاليتها أول أمس الأربعاء بمشاركة ممثلي 24 دولة، ضمنها 16 من منطقة الساحل والصحراء. وقد عرفت هذه التظاهرة التي نظمتها الوكالة الوطنية للمياه والغابات، بتعاون مع أمانة اتفاقية الأمم المتحدة حول المحافظة على الأنواع المهاجرة من الحيوانات المتوحشة كذلك، مشاركة عدد من المنظمات الدولية وأخرى غير حكومية المهتمة بهذا الموضوع من العديد من البلدان، كما هو الشأن بالنسبة للولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبلجيكا والمملكة المتحدة وسويسرا.
وشهد هذا الحدث الذي كان برنامجه غنيا ومتنوعا، إبرام المغرب والنيجر اتفاقا لتعزيز التعاون الثنائي في العديد من المجالات الرئيسية، كما هو الحال بالنسبة للحفاظ على التنوع البيولوجي، والتدبير المستدام للأحياء البرية والمائية في المياه العذبة، وتنمية الغابات، ومكافحة التصحر، وهي الخطوة التي تؤكد مدى التزام البلدين بالعمل معا لحماية بيئتهما وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
وتشكّل هذه الندوة الإقليمية الثالثة التي نظمت بالمغرب فرصة لتقييم العمل الجاري تنفيذه والمتعلق بحيوانات الساحل والصحراء ذات الحجم الكبير، ولدراسة إمكانية توسيع نطاق «العمل المنسق» ليشمل أنواعا أخرى، إلى جانب مناقشة مصادر التمويل المستدام من أجل تنفيذ خطة العمل، خاصة وأن بلادنا تحتضن العديد من المناطق المحمية والمتنزهات الوطنية التي توفر ملاذا لحيوانات الساحل والصحراء ذوات الحجم الكبير وتساعد في المحافظة على المستوطنات الطبيعية لهذه الأنواع. وذكّر المنظمون بالمناسبة بمضمون استراتيجية «غابات المغرب 2020-2030»، التي أطلقها الملك محمد السادس، التي تعمل على تنفيذ العديد من الإجراءات لحماية الأنواع المهددة بالانقراض، كما تمت الإشارة إلى أن المغرب يعرف ستة أنواع من بين الأنواع الثمانية المستهدفة من قبل « العمل المنسق لاتفاقية CMS « الخاصة بحيوانات الساحل والصحراء ذوات الحجم الكبير، ويتعلق الأمر بالمها، والمها الحسامي وغزال آدم وغزال أغيس وغزال مهر والأروية. ويتوفر المغرب حاليا على أكبر عدد من الأروية وغزال أغيس بالوسط الطبيعي، إلى جانب أكبر عدد من غزال مهر في شبه الأسر، وكذا أكبر مخزون لحيوان المها في شبه الأسر في نطاق انتشاره، إضافة إلى إعادة إدخال المها إلى وسطه الطبيعي بمحاميد الغزلان.
وجدير بالذكر أن منطقة الساحل والصحراء تتميز بأوساط بيئية قاحلة فريدة من نوعها وتنوع كبير من الأنواع المتكيفة والمتوطنة، إلا أن تجمعات هذه الأنواع تعرف تدهورا مستمرا بسبب بعض التهديدات التي تواجهها هذه المنطقة والمتمثلة أساسا في النمو الديمغرافي السريع وتراجع مستوطنات هذه الحيوانات والموارد الطبيعية التي تتغذى عليها، وكذا التصحر والتأثيرات السلبية الأخرى للتغيرات المناخية،إلى جانب الصيد غير المشروع.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 16/03/2023