رِيحٌ…
رِيح ٌكَرَقَّاصِ سَاعَة
تُسَابِق الْغَيْمَ مِنْ غَيْرِ أَنْ تَعْرِفَ رَاحَة؛
مِنَ الصَّبَاحِ إِلَى مَتَمِّ النَّهَار.
خَفِيفاً يَنْسَابُ هَسِيسُهَا
بَيْنَ وُرَيْقَاتِ شَجَرِالدَّلْبِ وَتِيجَانِ ٱلأَزْهَار.
وَعِنْدَمَا تَلَأْلَأَتْ نُجُومُ ٱلْغَسَقِ
طَافَتْ، مُتَثَاقِلَةً،
حَوْلَ ٱلنُّيُونِ
فَرَاشَاتُ ٱللَّيْلِ،
وَفِي وَمْضَةِ صَفَاءٍ خَارِقَة
تَمَايَلَ بَجَعٌ وَدِيعٌ،
مُتَّشِحٌ بِبَهَاءِ ٱلْبَيَاضِ.
بَجَعٌ كَانَ يَتَرَاقَصُ فِي زَهْوِ ٱلضِّيَاءِ
عَلَى إِيقَاعٍ فِرْدَوْسِيٍّ مِنْ مَفَاتِيحِ بَيَانٍ.
تْشَايْكُوفْسْكِي يَشْدو بِحَرِّ ٱلنَّشِيجِ،
مُسْتَسْلِماً لِمَصِيرِ حُزْنٍ فِي مُقْلَتَيْهِ دَفِين.
تْشَايْكُوفْسْكِي!…
تْشَايْكُوفْسْكِي! …
أَخَالُهُ حِينًا يَتَمَشَّی بَيْنَ جُذُوعِ
ٱلتَّايْغَا؛
وَحِيناً أتَحَسَّسُهُ يسِيرُ وَضِفَاف ٱلْفُولْغَا،
يَصِيخُ ٱلسَّمْعَ مُطْرِقاً إِلَى صَرْدِ رِيحٍ،
مُحَمَّلةٍ بِإِعْصَارِ لَحْنٍ وَحَنِين،
وحْدَهَا تَعْلَمُ سِرَّ لَيَالِي ٱلْحَيَارَى،
وَبِعَصَا ٱلْمَايْسْترُو وَسْطَ جَمْعِ ٱلنَدَامَى،
نَثَرتْشَايْكُوفْسْكِي وَرْداً طَرِيًّا مِنْ مِسْكِ ٱلدُّجَى،
تَحِيَّةً لِلْبَجَعِ الرَّاقِصِ فَوْقَ ٱلْمِيَّاه،
وَعِطْراً مُفْعَما ً بِأرِيجِ ٱلنَّوْرِ وَالْخُزَامَى،
سَلاَماً
عَلَى مَجَانِينِ ٱللَّيْلِ طُرَّا،
سَلاَماً عَلَى كُلِّ ٱلْخِلاَّنِ
وَٱلْحَزَانَى…
تْشَايْكُوفْسْكِي
الكاتب : شعر: ناصر السوسي
بتاريخ : 03/09/2020