ثلاث مقاهٍ في بايونBayonne

 

1

ما تزال تلك القنطرة العتيقة الحجر الشامخة البناء تحتل جزءا من رأسي. صورة القنطرة أعني. كما لو كانت تَعبره باستمرار هي التي تُعبر عادة. ما تفتأ تأتي وتروح، تتموج. اسمها قنطرة روح القدس SAINT ESPRIT وتظهر لي دوما في صباح باكر، بارد، يغلفه ضباب غير كثيف، لكن له حضور محسوس كغلالة تلف الحياة النهرية حوله.
تمر فوق نهر الأدور الهادئ L’ADOUR رغم أن مطر أواخر يناير جعل منسوب المياه يرتفع دون أن يحدث جلبة منذرة حواليه. كما لو تهيب أن يزعج هدوء المقاعد الخشبية الحنينية بجانبه. عبرته مرارا خلال الثلاث أيام التي قضيتها في بايون عاصمة إقليم الباسك بالجنوب الغربي الفرنسي. عبرته صباح مساء. ولما غادرتها ظل يُجْمل هذه الحاضرة الرائعة في ذاكرتي. كنت أمر من فوقه حين أخرج من فندقHOTEL COTE BASQUE بواجهته وطوابقه الأربع القديمة الأليفة ومصعده الخشبي المكشوف الذي كان يحمل روحي نحو زمن آخر، زمن رواية بروستية. غرفتي توجد في الطابق الأخير وتطل على زقاق جانبي وعلى مساحة ممتدة من السقوف القرميدية الهرمية الشكل تنتهي بخضرة غابة تحيل على طبيعة خلابة.
لكن ما جعل القنطرة تسكنني أكثر، كان جلوسي بمقعد عمومي يوجد في رصيف الأميرال بيرجوري المحاذية للنهر ذات صباح، بعد جولة في حي روح القدس حتى حواف الغابة في الخلف التي تتكأ عليها المدينة. وددت أن أتنسم بعض راحة مستحقة. كانت شمس شتوية رحيمة في الموعد. ومنذ اللحظة الأولى التي رفعت فيها عيني، وطالعتني المدينة في الجهة المقابلة وما منحتني إياها من انشراح، حتى ألقيت بالثناء الطيب عليها دون أن أشعر.
هناك طالعتني المدينة العتيقة حقا. بعماراتها المصنوعة من الخشب والطوب وسقوفها المائلة. خشب كما لو رُسم على الواجهات خالقا هندسة مثلثات متشابكة مقاطعة بألوان غامقة. عمارات تحضن في الأسفل حانات ومطاعم ليس لها مثيل. من المحل ومن البلد. أصابني دوار لذيذ له علاقة بالدهشة المفاجئة التي تطفر عند مدار سياحة غير متوقعة. لذة فرح أكيد يجعل الذات لا تندم على اختيار تحكمت فيه بعض الصدفة الممزوجة بنزوة قديمة. فلقد مررت من هنا مسافرا في حافلة دولية نحو باريس مرتين، وفي كلتا المرتين وحوالي السادسة صباحا، كنت استيقظ من نوم الطريق المتعثر فتفاجئني بايون في حلة الصباح كأنها خارجة للتو من الحلم الفردوسي بسلام بجمال مبانيها ومداراتها وأشجارها وقنطرتها، فآليت على نفسي إن أسعفني الجيب والزمن أن ألج سرها الفجري هذا. وذاك ما كان.
2
أسفل القنطرة يتدفق ماء النهر بدَعة حينا وبصخب أحيانا ثانية. لكن هو ماء له توأم ينصب فيه، ماء واد النيف Nive القادم من الجهة المجاورة. بين الماءين ينتصب حيان عريقان هما علامة ومجال انتشار السفر البايوني. كلاهما عتيقان قديمان ما يزالا يحافظان على البناء الروماني الذي جعلها قلعة تحمي البلد من الغزو. أضيفت إليها أسوار حامية أخرى في العصور الوسطى بناها المهندس فوبانVauban الذي اشتهر بها في مدائن فرنسية عديدة، حاملة اسمه في كل مكان. لكن الحجر هنا لا يُدمر ولا تطاله التعرية. ففي كل زاوية منه برج دائري منتصب لا يقهر، وما بينها جدران ومهاوٍ مثل حواف الصخر البحري العالي.. البحر الذي ليس بعيدا عن المدينة. كما تخترقها ممرات سفلى وملاجئ سكنية قائمة البنيان. لم يتغير شيء من عهود وحتى بعد مرور القرون الوسطى والغزوات… لكن المهام تغيرت. ما يحمي المدينة حاليا هي الثقافة والفن وحب الحياة بملأ الأسنان وبالوجه المكشوف الضاحك.
بايون الكبرى GrandBoyonne حيث التاريخ والبذخ المبذول للجميع مشرعا للتذوق. في أزقة حجرية بمكعبات تم مسحها بأقدام قرون من المشي المأخوذ بكل شيء. الصمت والنسك والاعتداد بالنفس. كاتدرائية القديسة مريم تتسامق متوسطة هدوء التاريخ بعد كل الحروب. القصر القديم حيث تحلق إحدى الرايات القليلة للجمهورية الفرنسية، فهنا بلاد الباسك، والعلم له ألوان أخرى: الأبيض والأخضر على خطوط مائلة وأخرى على شكل صليب وسطي، على خلفية وردية. الباسكية هنا ثقافة محلية لجبل البرينيوالغاسكون المتفرع من الأوكسيتانية. ذرعت علامات التاريخ المنتشرة التي صقلتها من جديد أمطار الموسم خلال الأيام الثلاثة صباحا وفي نهاية الظهيرة، أجدني أذرع زقاق إسبانيا الذي ينتهي بباب إسبانيا حيث على يساري مقهى ومطعم Le Vestiaire التي شجعني على ارتيادها دون غيرها كما هو ديدني طبعا هنا في الديار الفرنسية، وجود علامة شركة رهان الخيل PMU هنا المكان الحيي الذي يُحَجُّ إليه لقضاء وقت ما بعد الشغل، للاستراحة وللعب، وحيث يمكن الوقوف على بعض حقيقة الناس التي يستحيل تقريبا ملامستها في المقاهي السياحية أو الفاخرة. فالرهان يستثير العواطف. فأنا هنا من أجل تعرف العمق الجنوبي ككل جنوبي في الدم وفي الثقافة. صور بالأبيض والأسود مثيرة تزين المحل للاعبي فرقة الأفيرون للكرة المستطيلة، وصور المدينة وصور فرح شاربين مروا من هنا يشبهون من أراهم متكئين إلى الكونطوار يطوفون بالساقية الشابة النحيلة الجميلة التي لها شقرة جنوبية محببة تلف وجها باسما بمرح معدٍ. الكل يتكلم فرنسية أخرى، بلكنة الشمس والجبل واللكنة النابعة من اللغة الباسكية، لغة المنطقة الموزعة بين إسبانيا القريبة وفرنسا. وأتذكر المحل العتيق في زاوية زقاقين والذي يعرض في واجهاته المعبرة صورا من الثلاثينات من القرن الماضي لرجل يضع قبعة محلية متخصص في صناعة العكاكيز الباسكية. وهي خاصة بالمنطقة لأنها في ذات الوقت تشكل سلاحا حادا في مقدمتها. تذكرت حينها قصة بورخيس حول الخناجر القاتلة. هي من الأشياء التي لا يمكن لكاتب مثلي أن يمر دون أن تثير في ذاكرته أمور مشابهة. أتخذ كرسيا علويا في العمق. أشاهد الكل أتأمل دون أن تفارقني الدهشة. وأتواجد بالقرب من صندوق الرهان في الزاوية يسار المراحيض التي تنبعث منها رائحة مساحيق الغسل المعطرة. أتناول مشروبا مضغوطا محليا، أتأمل المكان بارتياح باطني منعش للروح، أتابع الحوارات المتعددة بين الحاضرين حيث تمتزج الأخيار الساخنة بالذكريات الشخصية والجمعية بالجو السائد بالشكاوى اليومية بالقفشات بالضحك وبالمؤمرات الصغيرة الطيبة، أدرس بعيني لوحة الأحصنة المجهزة للانطلاق في السباق الألف على شاشة التلفاز. تزوروني كلمات وجمل الللحظة في الدفتر المشرع الصفحات على الكونطوار، تنتصب أماني لحظية تعانق الخارج حيث تقابلني باب مقوس من الحجر القديم السميك لمدخل من مداخل القلعة القديمة صارت ممرا نحو الجامعة من حيث تطفر طالبات مثل بجعات تشايكوفسكي. أكتب قليلا من الكلام بين جرعتين، ينطلق السباق، أتتبع جزءا منه بشي من اللامبالاة الممزوجة بالاهتمام العابر.
3
بايون الصغرى حيث تشع الثقافة والحب والاحتجاج والرغبة في قضم الحياة بشراهة محببة. هنا حانات صغيرة أقرب إلى احتضان السر ما لكي لا تمنحه إلا للذين يعرفون قيمة أن تقضي لحظة بقامة الأبدية. جُلت طويلا في أزقة حانية ملفتة على ذاتها ومشرعة في ذات الوقت، نهارا ومساء قبل أن أتوقف مع مجيء الغروب في أرماند Armand . كانت مقاعدها القليلة في الباحة الوسطى وفي المطعم الخلفي خالية من الرواد، لكن صاحبها كان منشغلا بدقة مسامير في الجدار وتعليق صور بالأبيض والأسود مؤطرة في زجاج. خدمني لحظة ثم عاد إليها من جديد. كلها تحكي مشاهد من حياة بايون. تساءلت عن هذه الهوس الجميل بذاكرة المدينة كما لو مسك شيء ما كي لا ينفلت أو يندر. أو كي يؤبد أكثر ويصل حيا. هي الأبدية مرة أخرى تنتصب فكرة وتجليا أمام عيني. وكي يؤكد الأمر من جهة ما، حدثني المالك بعد سؤال لي عن فراغ المحل، أجابني بأن الأمور لم تكن هكذا دوما، وذكر أيام الفيريا الشهيرة Feria المهرجانية التي تقام في مستهل الصيف.، حيث يزور المدينة قرابة المليون شخص هي التي لا يتجاوز عدد سكانها الخمسين ألفا على أكثر تقدير. ثم تذكرت في معرض الحديث تعود ثوار الباسك الذين كانوا يمرون من هنا. أيام الإيتا الإسبانية التي كان أعضاؤها يختفون هنا. لقد هدأت الأمور الآن ولم يعد العنف هو الوسيلة الوحيدة لتأكيد الذات الثقافية المختلة والهوية الأخرى. فعلا، حاليا هناك ملصقات هنا وهناك على واجهات مقاه معينة تطالب بخلق هيئة الإنصاف والمصالحة لرأب الصدع بين المعتقلين (السياسيين في عرف المنظمة المنحلة) والحكومة الإسبانية خاصة، وخلق حوار مع ذوي الضحايا. أي الاعتراف المزدوج بالخطأ وطلب الغفران من الجهتين وفي الجهتين. تحت ظل الشعار الكبير الذي حرك كل شيء والذي يُرى مكتوبا هنا وهناك مرفقا أحيانا بالعلم المحلي « الباسكيون يريدون فقد العيش» .. كباسكيين طبعا. وهو ما شاهدته في تجوالي هنا.
لكن النظرة صارت مضمخة بألق ثقافي كبير جدا عنوانه الكتابة حين وجدتني أقف إزاء لوحة تحمل اسم رولان بارث في باحة فسيحة جوار النهر خضراء ومشرعة على السماء هي فسحة رولان بارث. ونقبت وبحث فوجدت أن الكاتب المتأنق هذا الذي رسخ الكتابة بقامة الإنسان والوجود ممتعة خالصة دائمة قضى طفولته وسني مراهقته هنا، ومن تم نحت كلمته الشهيرة « لا وطن سوى الطفولة» ياه! حينها حصل لي فهم ما قام به من بعد من كشف وإبداع حين جعل النص مرآة شفافة وعميقة في ذات الوقت.
في الأمسية الثانية من إقامتي وبعد سياحة طويلة عريضة، لم أجد المقهى حيث كنت أظن أنها كائنة . كان الظلام سائدا، وكان لا بد بأن أمر منها. وبحث طويلا بين الأزقة التي لم تكن كثيرة، ولم أتمكن. فنقصني شيء ما في يومي ذاك. في اليوم الثالث هطل المطر مدرارا وبالرغم استطعت العثور عليها بسهولة. هي من الأمور التي تحدث. فلقد علق بذهني مشهد مدخل الزقاق وكنت أخاله علامة يسيرة سجلتها ذاكرتي تمكنني من الوصول إليها. إلا أن العلامة هاته تؤدي إلى مريرة مغايرة. عجيب، هل هي الخروبة التي فرضها المطر هي التي جعلتني أتعرفها بيسر ؟ أم رغبتي الملحاحة هي السبب ؟ لا أدري. المهم، وجدت خلف الكونطوار شابة وليس المالك. جميلة ونحيلة بتلطف. تلبس جين لاصق وقميص بلون رمادي. شعرها أشقر وعيناها تحاران بين الزرقة والرمادي. لم تكف عن الكلام والحركة طيلة وجودي. أعب مشروبي مأخوذا بالمكان كما قبل الأمس. حدثتني بدون مقدمات كما لو كنت زبونا مألوفا. «تعجبني فرنسيتك التي تتكلم بها» قالت ما بين فعلين، مسح كؤوس وتهيء مشروبات استعدادا لقدوم رواد جدد مفترضين حين يحل الليل فعلا. « حقا! هي فرنسية من لم يتعود التكلم بها لكن يكتب بها فقط».وكان طبيعيا أن أقول أنني من المغرب. وهكذا انزاح الحديث كما يحصل دوما إلى ورزازات وأكادير والصويرة ومراكش والشاون .. بإعجاب ومنية زيارة هذا الجنوب الشهير. ليس بحثا عن الغرابة كما خمنت، ولكن فقط للزيارة والاكتشاف. فهي أيضا جنوبية بمعنى من المعاني وذكرت اسمها بالباسكية. وهو ما يحيل على سحاب طائر حسب ما أتذكر. قلت لها معجبا : تسمون عند الميلاد على طريقة هنود أمريكا الشمالية (أو جنوب أسيا) بالإحالة على الطبيعة وظواهرها. راعني منذ البداية هذا اليسر في ربط العلاقات والكلام بأريحية وطلاقة غير موجودة بمدينة كباريس في بعض الأحيان. وهو ما تأكد لي في صبيحة هذا اليوم الثالث بمقهى أخرى.
4

اسمها «لونشان» Longchamp، وتقع على بعد أمتار قليلة يمين الفندق الذي أقيم به بحي روح القدس SaintEsprit, وهو الحي الثالث المعروف بالمدينة، ويقع في الجانب الآخر من نهر الأدور. خاصته أنه يحاذي الجبل وبه بقايا حضور يهودي، لكن به ساكنة مغربية مهمة وساكنة عمالية على ما بدا لي. فهو حي له عتاقة تختلف عن الحيين التاريخيين السابقين. منازل قديمة بدون زركشة خاصة تعينه. فيه ألق من نوع خاص منبعه مجاورة الجبل والخضرة الغابوية المنعشة البدن والروح كما خبرت ذلك وأنا أقوم بجولة صباحية في اليوم الثاني. بحث عن انتعاش لم يمنعني من البحث عن اكتشاف المغاير والمميز هنا. وفعلا، ففي شارع الدكتور موريس ديلي في حديقة شاسعة وسطه تحاذي الجبل، تبدى لي تمثال حجري في الجانب بعيدا عن المريرات. كان التمثال الوحيد وسط الخضرة واستغربت الأمر. هو لامرأة عارية لكن تقاسيم وجهها وأعضاء جسدها منحوتة بشكل يقارب الفن الإفريقي أو البابلي. وجودها حيرني وملأ ذهني بأسئلة من قبيل كيف يمكن «ترك امرأة عارية عرضة العواصف وسياط الحر؟» طبعا التقطت لها صور بهاتفي واحتفظ بها ككل شيء غريب لكن يضج بالفن الصارخ.
وإذن هذا المقهى يوجد في هذا الحي، وفي رحابها أتناول كأس القهوة الصباحي، بعد أن أكون أخذت فطوري عند بائع الخبز والحلويات شمال الفندق عند Ogiona (أو الخبز الجيد بالباسكية). كنت جالسا إلى طاولة في الوسط أواجه مشهد الباب والمطر يتهاطل برقة في الخارج راسما مشهدا موسيقيا. بجوار الكونطوار كان شخص ستيني بقبعة باسكية على الرأس يحادث الساقية. امرأة ثلاثينية العمر هي أيضا، شقراء الشعر، رشيقة القوام، باسمة المحيا. ترتدي سديرة بصفرة تنسحب نحو البني الفاتح ودجين لاصق. كانت تحدث طول الوقت ولا تكف عن التطرق إلى مواضيع شتى عن عطلتها القادمة التي تنتظر حلولها بفارغ الصبر، عن ابنتها وشقاوتها، عن المناخ البارد على غير العادة في مثل هذا الوقت من السنة عن كتاب قرأته مؤخرا يتحدث عن شخص عالج نفسه بنفسه من داء عضال، وعن هذا الزبون وذاك،. لم يكن كلامها نميمة ولا ثرثرة زائدة، فقد كانت تُضمِّن كلامها الكثير من الصدق في النبرة والطلاقة الطيبة في العواطف. وكان كلامها معدٍ بالضرورة، فانخرطنا فيه. سألتها إن كان هناك محل ما أقتني منه مطرية. كنت أزمع القيام بسياحتي الاستكشافية اليومية في الجهة الأخرى للقنطرة العتيقة. «خذ مطريتي شريطة أن تعيدها لي». طبعا، أجبت. هل يقرض الباريسي مطريته لغريب في عز الشتاء؟ لا أدري، لكن الاقتراح ملأ قلبي امتنانا لها. والحق أن البِشْر المُلاحظ في ربط العلاقات هكذا والحديث الشيق بدون مقدمات ولا خلفيات بدأ لي سمة أهالي بايون. وذلك منذ وطأت قدماي ساحة الباسك
PLACE DES BASQUES وسط المدينة حيث تتوقف الحافلات القادمة من كل أرجاء أوروبا وليس فرنسا وحدها. وجدتني فيها حوالي الساعة السابعة صباحا لأول مرة أجر حقيبتي منجذبا مأخوذا بأجواء خالبة للعين رغم البرد القارس. وللاهتداء إلى سبيل الفندق الذي حجزت به غرفة، سألت مارَّةً، فأوصتني بالاستفسار في مكتب الإرشاد السياحي الذي كنت واقفا بالقرب منه دون أن أعرف. وهناك سألت فتاة ما تزال في ريعان المراهقة، متدربة على الإرشاد السياحي، حاولتْ أن تشرح لي مستعينة بخريطة أخذتها من ركام خرائط في رف زجاجي. لم تتوفق فاستعانت بفتاة أخرى تجلس إلى مكتب في العمق أكثر تجربة معرفية. فقالت لي : من الجهة الأخرى القنطرة الكبرى، على بعد مسيرة خمسة عشرة دقيقة من هنا. فكان بداية الاكتشاف لشيء اسمه الألق.


الكاتب : مبارك حسني

  

بتاريخ : 05/04/2018