بمناسبة الدور الثاني للانتخابات الرئاسية، يوجد اليمين المتطرف الفرنسي بزعامة مارين لوبين على أبواب قصر الاليزي بفرنسا، وعلى خلاف التعبئة التي خلفها هذا الوجود في سنة 2002 فإن الوضع اليوم يختلف،لا أحد تقريبا يهتم بالأمر، وجزء من اليسار يمكن ان يقاطع هذه الانتخابات وهو ما يمكن ان يسهل مهمة زعيمة الفاشيين الجدد بفرنسا. جاك لونغ وزير الثقافة في عهد الرئيس متيران ورئيس معهد العالم العربي، اختار في هذا الحوار القصير الذي خصنا به التوجه إلى جون ليك ميلونشون من أجل أن يطلب منه باسم صداقتهما الاختيار ومساندة الديمقراطية والدعوة إلى التصويت على ايمانييل ماكرون.
-جاك لانغ، اليمين المتطرف الفرنسي بزعامة مارين لوبين تأهل للدور الثاني للانتخابات الرئاسية بفرنسا التي سوف تجري يوم 7 ماي المقبل، وهو اليوم على أبواب الاليزيه ،ماذا تقول لأصدقاء فرنسا في المغرب والعالم العربي حول هذا الوضع الجديد؟
– اليمين المتطرف، حقق رقما مهما في هذه الانتخابات الرئاسية بفرنسا، ولكن في نفس الوقت اعتقد ان الأغلبية الساحقة من الفرنسيين لا تجد نفسها في هذه الأيديولوجية، التي اقل ما يقال عنها أنها فاشية جديدة أو لليمين المتطرف. وإحساسي انه هناك رد فعل كبير سوف يحدث، وأتوجه إلى صديقي جون ليك ميلونشون الذي أعرفه منذ مدة طويلة،وكنا في الحكومة معا عندما كنت وزيرا لتربية الوطنية (حكومة رئيس الحكومة السابق ليونيل جوسبان التي كانت تتعايش مع الرئيس اليميني الدغولي جاك شيراك).واقول له جون ليك جاء الوقت لتقوم باختيار، بين مرشحة لا تحترم قيم الجمهورية كما نتقاسمها وديموقراطي حقيقي رغم ان أفكاره ليست هي افكارك.
لقد قام بحملة جيدة جدا، وخلق حماسا كبيرا بفرنسا زعيم حركة «فرنسا الأبية» ، وله سلطة أخلاقية كبيرة،وأتوجه له بنداء من أجل الاختيار ، وأن يقول انه بين هذا الشخص من اليمين المتطرف وبين هذا الديمقراطي ان يقوم باختيار، وان يقوم جون ليك ميلونشون بنداء إلى الذين صوتوا عليه والذين يضعون فيه ثقتهم من أجل أن يصوتوا على ايمانييل ماكرون. وفي الحياة هناك لحظات لا بد فيها من الاختيار.
– هذه الانتخابات في دورها الثاني عكست لنا ان فرنسا منقسمة على نفسها بين: فرنسا واثقة من نفسها وتريد الانفتاح على العالم وتحترم التعدد الثقافي وبين فرنسا تريد إغلاق الحدود على نفسها وخائفة من باقي العالم؟
– لقد لخصت الأشياء جيدا،أنا لا أعرف برنامج ايمانويل ماكرون بكل تفاصيله لكنني اطلعت على نقطة تلتقي مع ما ندافع عليه،وهو ما ادافع عليه منذ سنوات طويلة وهي الثقافة الفرنسية التي تأثرت من روافد متعددة، واستعمل أسلوبا مستعارا من الدستور المغربي، وهذه النظرة المنفتحة وهي نظرة المستقبل، وأعتقد ما بين الانغلاق على النفس والانفتاح على العالم، اختار الانفتاح على العالم، انا لا اتردد في دعم المرشح الديمقراطي والجمهوري في اختياراته وهذا ليس معقدا.
– أصدقاؤكم بالمغرب والعالم العربي خائفون مما يحدث بفرنسا اليوم؟
-أنا أطمئنهم،علينا القلق، وطبعا علينا أن نكون حذرين دائما، ربما تفاؤلي كبير جدا ولا نهاية له، وأعرف بلدي فرنسا جيدا،والأغلبية الساحقة من سكانه ترفض الحل مارين لوبين،ونعرف ان ايمانويل ماكرون سوف يتم انتخابه لكنني أتمنى ان ينجح بأكبر نسبة ممكنة،لنبين لباقي العالم ان السيدة لوبين ممثلة اليمين المتطرف لاتشكل سوى أقلية.
– في هذه اللحظات الصعبة التي تعيشها فرنسا نحن في أمس الحاجة للثقافة؟
– بكل تأكيد، نحن في حاجة إلى المعرفة والثقافة في مثل هذه الوضعية.وعلينا ان نستمر في المعركة، وأنا لي ثقة كبيرة أننا سنكسب هذه المعركة.